ظهرت خلال أزمة تفشى فيروس كورونا الكثير من المواقف الإنسانية غير المسبوقة، وآخرها ما قام به سائق سيارة إسعاف هولندي متقاعد، حيث يقوم بأخد الأشخاص الذين يصارعون الحياة بسبب كورونا في رحلة أخيرة ، منذ أن فرضت البلاد إجراءات أقل صرامة من على المصابين بالفيروس مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى.
وساعد سائق سيارة الإسعاف الهولندي كيس فيلدبوير، صاحب الـ60 عاماً، في تلبية رغبات أكثر من 14 ألف مريض مصاب بمرض عضال، في مراحلهم الأخيرة، مواصلاً عمله على الرغم من الإغلاق الذي فرضته الحكومة.
وينقل فيلدبوير، مؤسس مبادرة إسعاف الأمنيات، المرضى إلى الأماكن التي يرغبون في إلقاء النظرة الأخيرة عليها، وتساعده في مهمته زوجته إنيكي، البالغة من العمر 61 عاماً.
ومن بين الأشخاص الذين ساعدهم مؤخراً، أراد أن يودع حصانه، وآخر كان يتوق لإلقاء النظرة الأخيرة على قاربه، والعديد من المرضى الذين أخذهم لرؤية حقول زهور التوليب، وفقا لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وقال "فيلدبوير": "نحقق الأمنيات على الرغم من تفشي فيروس كورونا. تخفيف الإغلاق ساعدنا في تحقيق أمنيات أشخاص قاب قوسين أو أدنى من الموت"، مضيفا يمكننا الذهاب إلى الأماكن المفتوحة، إلى حدائق الزهور، وإلى حديقة الحيوانات الخاوية والمتنزهات. كثير من المرضى يريدون رؤية البحر، هذا ليس ممنوعاً".
وطرأت الفكرة على ذهن المسعف المتقاعد أثناء نقله مريضاً مصابا بمرض عضال إلى مستشفى آخر، وأثناء الرحلة، سأل فيلدبوير المريض عن المكان الذي يود الذهاب إليه، فأجابه بأنه يرغب في رؤية ميناء روتردام للمرة الأخيرة.
وبعد ذلك بعام، أسس فيلدبوير مؤسسته الخاصة، وقام بنقل الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة إلى حفلات زفاف، ومتاحف، وصالات عرض، وعروض السيارات، ومباريات كرة القدم، والإسطبلات، إلى جانب عدد من الأماكن الأخرى.
وأضاف "فيلدبوير" أنه سيتجه في وقت لاحق من هذا الأسبوع إلى جنوب إسبانيا، ليصطحب هولندياً مصاباً بمرض عضال، لنقله إلى مستشفى في بلاده.
وقال: "أراد العودة إلى هولندا لعائلته، لكنه عالق في إسبانيا، وعائلته تشعر بالقلق من موته هناك بمفرده، لذا سنساعده. وفيروس كورونا لن يوقفنا، ولن يوقفنا أحد".