ذكر الاتحاد الدولى للنقل الجوى (IATA) أن الطلب العالمى على الشحن الجوى انخفض بنسبة 15,2% للأسواق الدولية كما تقلصت السعة العالمية مقاسة بأطنان الشحن بنسبة 22,7 % فى شهر مارس الماضى مقارنة بالعام الماضى، وقال بريان بيرس كبير الاقتصاديين فى الاياتا فى عرض قدمه للمنظمة عن أداء الشجن الجوى خلال شهر مارس الماضى، أن هناك نقصا حادا فى سعة الشحن الجوى وأننا في الوقت الحاضر ليس لدينا القدرة الكافية لتلبية الطلب المتبقي على الشحن الجوى فقد انخفضت الأحجام بأكثر من 15% وتراجعت بنحو 23% ولهذا يجب معالجة الفجوة بسرعة لأن الإمدادات الحيوية يجب أن تصل إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
وأوضح أن هناك طلبات مضاعفة على شحنات الأدوية التى تعتبر حاسمة لأزمة COVID 19 نظرا لأن معظم أسطول الركاب لا يعمل وتبذل شركات الطيران قصارى جهدها لتلبية الطلب من خلال إضافة خدمات الشحن بما فى ذلك تكييف طائرات الركاب مع جميع أنواع البضائع لكن تصاعد هذه العمليات الخاصة لا يزال يواجه عقبات بيروقراطية .
وقد شهدت شركات طيران آسيا والمحيط الهادئ انخفاض الطلب على الشحن الجوى الدولى بنسبة 15.9% في مارس 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي كما انخفض الطلب على البضائع بنسبة 3.0% مقارنة بشهر فبراير 2020 إلى المستويات التى شوهدت آخر مرة فى الربع الثالث من عام 2013. وانخفضت القدرة الدولية بنسبة 27.8% .
وأفادت شركات النقل فى أمريكا الشمالية بحدوث انخفاض فى الطلب الدولى على الشحن الجوى بنسبة 13.3% سنويا في مارس وهو ما يزيد عن ضعف الانخفاض فى فبراير الذي بلغ 6.1% وتأثرت أحجام البضائع على الممر التجارى بين أوروبا وأمريكا الشمالية بنسبة 22 % وهو أكبر انخفاض علي أساس سنوى .
وأفادت شركات النقل الأوروبية عن انخفاض سنوي بنسبة 18.8% فى أحجام البضائع الدولية في مارس وهو أكثر حدة من نتائج فبراير الذي بلغ 5.2 ٪ وانخفض الطلب داخل أوروبا بنسبة 32.6% على أساس سنوي بسبب عمليات الإغلاق واسعة النطاق في قطاع التصنيع عبر المنطقة كما سجلت أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا أكبر انخفاضات هذا الشهر وانخفضت القدرة الدولية بنسبة 27.6%.
سجلت شركات النقل في الشرق الأوسط انخفاضا بنسبة 14.1% على أساس سنوي بعد النمو بنسبة 4.3% فى شهر فبراير. . وسجلت شركات النقل في أمريكا اللاتينية أكبر انخفاض فقد انخفض الطلب العالمي بنسبة 19.3% على أساس سنوي فيما كانت الخطوط الجوية الإفريقية أقل تأثرا بالتعطل في مارس وشهدت نموا بنسبة 1.2% بعد النتائج السنوية الإيجابية في شهري يناير وفبراير وكانت سوق إفريقيا وآسيا هي الممر التجاري الوحيد الذي استمر في تحقيق النمو في مارس حيث ارتفعت الأحجام بنسبة 10% تقريبا على أساس سنوي .
وقال الكسندر دي جونيك المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي أن عرض براين يظهر أن وضع الشحن الجوي والبضائع هو النقطة المضيئة في صناعة الطيران لأنها الجزء الوحيد الذى يعمل ويكسب الإيرادات على أي نطاق ولكن هناك تحديا فقد انخفضت السعة بنحو الربع بينما انخفض الطلب بنسبة 15% لذلك وعلى المدى القصير ليس لدينا القدرة الكافية علي الرغم من أن شركات الطيران تقوم بكل ما يلزم للحصول على السعة المادية من خلال إخراج الشحن من التخزين واستخدامه بشكل مكثف كما تقوم أيضا بتجهيز طائرات الركاب لجميع عمليات الشحن.
وأوضح أن ذلك ليس سوى نصف الحل وما زلنا نواجه تأخيرات وصعوبات لأن الحكومات لم تحل ثلاث قضايا أساسية بالكامل هي الوقت الطويل للحصول على الموافقات لعمليات خاصة كما أن بعض الحكومات لا تزال تتعامل مع طاقم التشغيل كما لو كانوا ينقلون الركاب على الرغم من أنهم لا يتفاعلون مع السكان المحليين ولذلك يجب إعفاء الطواقم من تدابير الحجر الصحي الخاصة COVID 19 بالإضافة الي أننا لانزال نجد صعوبة في تأمين مرافق مناسبة لمعالجة البضائع أو لراحة الطاقم.
وأضاف دي جونيك أن هذه المشاكل ليست جديدة ونحرز بعض التقدم في معالجتها لكن الأمر يستغرق وقتا طويلا جدا .. ويحاول الطيران القيام بدوره في حمل الأدوية الحيوية لمكافحة الوباء وآخر شيء يحتاجه هو التأخير في الحصول على إذن للعمل أو إخضاع الطاقم للحجر الصحي.
وأكد الرئيس التنفيذي للاياتا أن التحدي الثاني هو الركود الذي يلوح في الأفق فالاقتصادات في جميع أنحاء العالم في حالة من الهوس والخبر السار هو أن البعض متفاءل إلى حد ما علي الرغم من توقعهم حدوث تباطؤ كبير لكنهم لا يتوقعون أن يكون الانكماش سيئا كما كان في الأزمة المالية العالمية ونأمل أنهم على صواب.
وأضاف دى جونيك أن هذا التفاؤل حتى لو ثبت فلن يمنع شركات الطيران من الانهيار لذلك فنحن نواصل مناشداتنا للحكومات من أجل التخفيف المالي عليشركات وصناعة الطيران من أي نوع.
وأشار الرئيس التنفيذى للاياتا الي أنه علم فى الأسابيع الأخيرة أن بعض الدول تجد صعوبة في الوفاء بالتزاماتها التمويلية لمنظمة الطيران المدني الدولي ICAO-- وقال أننا نفهم أن الطلب على موارد الدولة كبير ولكنى أشجع الدول على إعطاء الأولوية للإبقاء على منظمة الطيران المدني الدولي قوية فهناك ما لا يقل عن 25 مليون وظيفة تعتمد على الطيران بشكل مباشر أو غير مباشر معرضة للخطر في هذه الأزمة.. وأكد أن إعادة التشغيل المنظمة للطيران تحتاج إلى تنسيق لا يمكن لغير منظمة الطيران المدني الدولي توفيره و سيكون هذا حاسماً بالنسبة للتعافي الاقتصادي من أزمة COVID-19.
وذكر دي جونيك أننا أعلنا قبل ذلك عن عقد الاجتماع السنوي السادس والسبعين للاياتا في أمستردام من 22 إلى 24 نوفمبر من هذا العام اوهذا الموعد ساري وستظل الخطوط الجوية الملكية الهولندية -كيه إل إم -هي المضيفة وسوف نتخذ كل الاحتياطات اللازمة للقيام بذلك بأمان مشددا علي أهمية اللقاء الشخصي لأن هناك الكثير للمناقشة.