وجدت بعض الدراسات الأولية أن جزيئات فيروس كورونا يمكن أن تتطاير عن طريق أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء لمسافة أكثر من 6 أقدام أو حوالي مترين، وفقاً لما نقله موقع "إنسايدر" الأمريكي، ومع اقتراب فصل الصيف يزداد استخدام التكييف فهل يمكننا استخدام التكييف دون أن تنتقل لنا العدوى.. هذا ما نحاول معرفته في السطور التالية..
التكييف وكورونا
هل ينقل التكييف فيروس كورونا وينشره في الهواء؟
اختلف العلماء في الأمر، وبالرغم من وجود دراسات أولية تشير إلى أن التكييف قد ينقل العدوى لكن بعض الخبراء يرون أنه صعب انتشاره عبر التكييف.
قال تشينجيان تشين، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة بوردو بأمريكا: "ستقوم مكيفات الهواء بنقل الهواء وإعادة تدويره عبر الغرفة، ومن خلال هذه الآلية يمكن نقل قطرات فيروس كورونا إذا كان هناك شخص مصاب".
وأشار تشن إلى ما حدث في سفينة Diamond Princess للرحلات البحرية، حيث أصيب 700 راكب بكورونا من أصل 3000 راكب، مضيفاً أنه بعد الحجر الصحي، لا يزال الكثير من الناس يصابون بكورونا على متن السفينة وقد يكون السبب نظام تكييف الهواء."
بينما ترى عالمة الأوبئة ميجان ماي، الأستاذة في كلية الطب التقويمي بجامعة نيو إنجلاند الأسترالية، إن الحفاظ على المسافات الجسدية هو اعتبار أكثر أهمية بكثير من القلق بشأن تكييف الهواء.
وأضافت "أنا لست مقتنعة بعد بأن هذا مصدر قلق، ولكن إذا كان الأمر كذلك فإن تكييف الهواء هو أقل شيء يمكن القلق منه."
دراسة: تكييف الهواء نقل قطرات كورونا بمطعم بالصين
في 2 إبريل نشرت دراسة في رسالة بحثية لمجلة الأمراض المعدية الناشئة، وربط الباحثون 9 إصابات بفيروس كورونا في مطعم بمقاطعة قوانجتشو بالصين بامرأة تبلغ من العمر 63 عامًا، لم يكن معظم الإصابات على اتصال مباشر معها، ولكن جلسوا على طاولات مجاورة في المطعم.وأشارت الدراسة التي تسببت في إثارة المخاوف، أن التكييف تسبب في نشر الجسيمات الفيروسية حولها.
وهو أمر مثير للقلق لأنه يشير ضمنيًا إلى أن تكييف الهواء يمكن أن يساعد في نشر الأمراض.
كيف تستخدم التكييف دون خوف من نقل عدوى كورونا؟
التكييف وكورونا
افتح النافذة في حالة وجود مريض بكورونا
يستخدم نظام التكييف المركزي مروحة لسحب الهواء الدافئ من الغرفة إلى فتحة التهوية، مما يؤدي إلى امتصاص الحرارة وتبريد الهواء ثم يُخرج الهواء النقي إلى المنزل، وتنتقل الحرارة إلى العالم الخارجي وهذا يمكن أن يكون خطيرًا في حالة وجود شخص مريض بكورونا.
وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعتا أوريجون وكاليفورنيا، أن أفضل طريقة لتهوية المكان والحد من من انتشار الفيروس هي فتح نافذة لتجديد الهواء بالغرفة حتى لا يظل الفيروس عالقاً بالهواء.
ويوصى بعض الخبراء بضرورة إيقاف تشغيل أنظمة تكييف الهواء وفتح النافذة لتجديد الهواء خاصة في منزل مع شخص مريض، يوصي تشين بإيقاف التكييف وفتح نافذة بدلاً من ذلك، لأن نظام التيار المتردد قد يعيد بسهولة تدوير قطرات فيروس كورونا من غرفة في المنزل إلى غرفة أخرى.
وفتح النافذة أمر بالغ الأهمية، فعندما تفتح نافذة، تحصل على الكثير من الهواء الخارجي، الأمر الذي سيقلل التركيز المحتمل لقطرات فيروس كورونا داخل الغرفة.
فتح النافذة افضل من التكييف
الحد من تدفق التكييف المركزي
إذا كان لديك تكييف هواء مركزي، وشخص مريض في المنزل فمن الجيد الحد من التدفق عبر منزلك لكن إيقاف تشغيل التيار المتردد للمنزل بأكمله ليس دائمًا خيارًا واقعيًا، في هذه الحالة، أهم شيء يجب القيام به هو إبعاد المرضى عن فتحات التهوية بالتكييف.
وقالت عالمة الوبائيات ميجان ماي إنه "إذا قام الهواء المركزي بتوزيع فيروسات معدية، فإن الاقتراب من فتحة التهوية هو عامل خطر لنقل العدوى، يمكنك استخدام شريط لاصق لإغلاق فتحات الإرجاع في غرفة شخص ما في العزل الذاتي.
التكييف
لا تجعل درجة التكييف باردة جدا
يعد وجود تهوية مناسبة جزءاً مهمًا في منع العدوى، وقالت آنا رول، الأستاذ المساعد في قسم الصحة والهندسة البيئية بكلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة: "نوصي في الواقع بتكييف الهواء كوسيلة لمنع الانتشار الفيروسي، لأنه يرشح وينقي الهواء بصفة عامة ".
وجد بحث أجرى على مرضى كورونا أنه بعد التباعد الاجتماعي كانت التهوية الجيدة ثاني أهم جزء في منع انتشار العدوى، و تكييف الهواء يمنع العدوى عن طريق تجديد الهواء بالغرفة التى توجد بها قطرات الفيروس.
وأشارت إلى أن "نظام التكييف المصمم جيدًا والمحافظ عليه جيدًا لا يجب أن يساهم أبدًا في الانتشار".
ومع ذلك ، من الضروري أن تحافظ على درجة حرارة أكثر دفئًا من المعتاد للمساعدة في منع الفيروس من البقاء لفترة طويلة على الأسطح مثل الطاولات أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة.
وأوضحت: "يفقد الفيروس قدرته على العدوى مع ارتفاع درجة الحرارة، لذا حافظ على منزلك أقل برودة مما تحبه عادة في الصيف."
وأوصت بالاحتفاظ بالترموستات بين 70-75 درجة فهرنهايت أو ما يساوى 21 إلى 24 درجة مئوية، وعدم الإفراط في في تغيير فلاتر تكييف الهواء، حيث تتراكم جزيئات الغبار، مضيفاً إنه ينبغي على الناس التفكير في شراء جهاز ترطيب أو جهاز لتنقية الهواء، يستخدم مرشحًا لالتقاط 99٪ من الجسيمات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة