شبح تأميم الشركات عاد مرة أخرى لبعض الدول الأوروبية فى ظل أزمة فيروس كورونا، ومنها إيطاليا التى قررت إعادة تأميم "أليتاليا"، فى الوقت الذى تضع كل من فرنسا وألمانيا اللمسات الأخيرة على عمليات إنقاذ المليارات من أشهر الشركات من اير فرانس ولوفيتهانزا، وتؤجل فكرة التأميم فى حال لزم الأمر.
ووافقت الحكومة الإيطالية فى أواخر مارس على إعادة تأميم شركة أليتاليا، التى كانت تتجنب الإفلاس منذ عام 2017، وخضعت لعمليات إنقاذ مختلفة، للتخفيف من أزمة فيروس كورونا.
وينظر مجلس الوزراء بتأسيس شركة جديدة تديرها تمامًا وزارة الاقتصاد والمالية، أو أن تكون لها الحصة الأكبر فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولم تحدد الحكومة الإطار الزمني لهذا المشروع أو ترتيبات أخرى متعلقة به، وبحسب وسائل الإعلام، تنظر روما في تأمين 600 مليون يورو لدعم قطاع الطيران الوطني كاملًا، ستكون الحصة الأكبر فيها لشركة "أليتاليا".
وفى فرنسا ، قال وزير الاقتصاد برونو لومير، عن تأميم شركات الطيران، فى ظل الظروف الحالية من أزمة فيروس كورونا، إن "فرنسا لن تتردد فى ذلك إذا لزم الأمر"، وذلك لحماية الشركات التى تعتبر حصونا لاقتصاد البلاد، حيث إنه فى بداية الأزمة لوحظ بالفعل انهيار شركات مثل الخطوط الجوية الفرنسية اير فرانس، ولذلك فإن فرتسا ستحاول بأقصى جهودها الحفاظ على العلامة التجارية الرئيسية وصورتها فى العالم.
وأكد لومير أن فرنسا تقدم دعما تاريخيا لشركة الخطوط الجوية الفرنسية من 7 مليار يورو، فى شكل قروض مضمونة من الدولة ولكنها مقدمة من مجموعة من البنوك، كما أجرى محادثات متقدمة مع اير فرانس للاتفاق على 5 مليار يورو آخرى كقرض مضمون من الدولة أيضا، وعلى الرغم من أن الشركة الفرنسية تم تخصيصها فى التسعينات إلا أن الدولة الفرنسية تحتفظ بحوالى 15% من الأسهم، وبحسب لو مير فإن "تأميم الشركات ليست ذات أولوية الآن ولكن إذا لزم الأمر فسيتم ذلك".
وأضحت صحيفة " الاسبانيول" فى تقرير لها أن 350 الف وظيفة مباشرة وغير مباشرة توفرها شركة الطيران فى فرنسا ، ولذلك فإن الخسائر طالت هؤلاء العمال، وتتوقع الميزانية التي أقرتها الجمعية الوطنية الأسبوع الماضي 20.000 مليون يورو لإنقاذ هذه "الشارات" من الصناعة الفرنسية.
أما فى ألمانيا ، فقد أنعكست الأزمة على لوفيتهانزا،التى حصلت على دعم حكومى يقدر ب 10 مليار يورو، وانعكست أزمة لوفتهانزا فى أنها تفقد مليون يورو من احتياطى السيولة، وأبلغت الشركة عن خسائر تصل إلى 1200 مليون يورو فى الربع الأول من عام 2020 ، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع فى الربع الثانى، خاصة فى ظل تقليل عدد الطائرات 100 طائرة، وهى خطة ستؤثر حوالى 10 ألاف عامل.
وستتألف المساعدة من ضخ حوالى 4 مليار يورو من صندوق الاستقرار الاقتصادى الجديد فى ألمانيا، وحوالى 5 مليارات يورو على شكل قروض بنسبة 80%، مضمونة من قبل بنك الدولة KfW وبين 1 و1.5 مليار يورو من القروض من النمسا وسويسرا وبلجيكا، حيث تقع فروع شركة لوفتهانزا، أما فكرة التأميم فإنها ليست مطروحة.
وتحصل شركة أيبيريا الإسبانية على مليار يورو فى شكل قروض مختلفة لمواجهة عاصفة الفيروس، وتضررت ايبيرا كثيرا جراء الفيروس ووصلت الخسائر إلى 83 مليون يورو.