فرضت جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، تغييرات عديدة على نمط حياة كثير من الناس، خاصة فى ظل حالة العزل المنزلى وتوقف الكثير من الوظائف وتسريح بعض المؤسسات العمالة الزائدة عن طاقتها فى الوقت الحالى، ومن بين القطاعات الأكثر تأثرًا بهذه الأزمة، الطيران المدنى، بسبب توقف أو تقليل الرحلات الجوية لجميع شركات الطيران حول العالم، ما دفعها لتقليل طاقتها من العمالة، كذلك تضرر العاملين بالنشاط الرياضى كون الألعاب الرياضية هى مسرح للتجمعات الحاشدة فى المدرجات.
مدرب وستهام "سائق" لتوصيل الفاكهة والخضار فى توقف النشاط
وفى تحد واضح للقيود والعزل وتوقف العمل خوفًا من تفشى فيروس كورونا، لجأ عدد من الأشخاص لتغيير وظائفهم الأصلية واستبدلوها بأخرى تبعد بشكل كبير عن طبيعة عملهم وحياتهم فى الظروف العادية، ومن بين هؤلاء ديفيد مويس مدرب وستهام الإنجليزى، الذى كشف أنه عمل كسائق لتوصيل الفواكه والخضار خلال هذه الأيام، بسبب انتشار الفيروس التاجى.
وقال ديفيد مويس: "عندما انتشر الفيروس لأول مرة، كان متجر الفاكهة والخضراوات فى قريتى يطلب من السائقين توصيل الفاكهة والخضار، لذلك أصبحت سائقًا لمتجر الفاكهة والخضروات، لقد سلمتها لجميع سكان الحى، وفعلت ذلك فى 4 أيام".
وأضاف مدرب وستهام: "كانت هناك لافتة تقول (مطلوب متطوعين)، وكانت زوجتى غير متواجدة فى المنزل، كنت وحدى، وكل ما كنت سأفعله هو وضع الفاكهة والخضار على عتبة الباب، والطرق على الباب ثم الانتقال بعيدًا، وبعد تسليمها أعود إلى المتجر وأملأ سيارتى للحصول على حمولة أخرى"، ويأتى هذا بينما تسبب فيروس كورونا، فى توقف النشاط الكروى فى معظم بلاد العالم، مثل الدورى الإنجليزى والدوريات الكبرى وبطولة أوروبا وكوربا أميركا بالإضافة إلى أولمبياد طوكيو.
طيار مدنى بريطانى يعمل "ديلفرى" فى مطعم بسبب أزمة كورونا
مدرب وستهام لم يكن الوحيد صاحب هذا التغيير الجذرى فى الوظيفة، فقد سبقه طيار الخطوط الجوية البريطانية بيتر لوجن، الذى حظى بإشادات واسعة لكونه لم يترك نفسه لليأس والإحباط بعدما وجد نفسه عاطلًا عن العمل إثر توقف حركة الطيران، حيث بدأ فى وظيفة جديدة بعيدة تمامًا عن تخصصه، بعدما أصبح عامل توصيل طعام للمنازل أثناء فترة إغلاق الفيروس التاجى، بدلًا من الجلوس فى المنزل.
الضابط الأول بيتر هو الآن واحد من بين 30.000 موظف فى الخطوط الجوية البريطانية عاطلين عن العمل بعد أن أوقفت شركة الطيران معظم أسطولها بسبب COVID-19، وبدلاً من الطيران بطائرة بوينج 747، يوصل الطيار الآن الطعام الأساسى للناس أثناء فترة إغلاق الفيروس التاجى، وذلك وفقًا لما نشرته شبكة "سكاى نيوز" البريطانية.
وبعدما بدأ نوبته الأولى، غرد الطيار البريطانى، "تم تعليق مفاتيح الخطوط الجوية البريطانية 747 لفترة من الوقت.. والآن أعود إلى (قمرة القيادة) من متاجر تيسكو"، وقد تم الترحيب بالمتدرب الضابط السابق فى سلاح الجو الملكى البريطانى لمساعدة أولئك الذين يعيشون فى عزلة ذاتية للحصول على طعامهم أثناء فترة العزل المنزلى بسبب تفشى الوباء.
وغرد طيار الخطوط الجوية الأمريكية براد تيت: "لقد أظهرت قوة شخصيتك يا بيتر.. آمل أن تعود على متن الطائرة قريبًا"، وأضاف ضابط المرور فى لندن، الذى يطلق على نفسه لقب بيج بلاك رات: "لاحظ الخطوط الجوية البريطانية أن هذا الرجل هو نوع الضابط الذى يجب أن تسعى إليه دائمًا".
كما قالت العاملة بالخدمات الطبية NHS، لارا بريسكو، التى يتعين عليها عزل نفسها: "جميع محلات السوبر ماركت بعيدة جدًا عن القيادة وتوقف جميع خدمات التوصيل.. أنت وتيسكو هما السبب فى استمرار تمكنى من الحصول على الطعام والعناصر الأساسية.. أنا لا أبكى، أنت تبكى"، فيما سأل آخرون ما إذا كان سيواصل القيام بإعلانات السلامة، وقالوا إنه يجب أن يرتدى قبعة طيارة أثناء تسليم البقالة.
فيما مازحه الملحن روب جرين: "Calls Head Office: هذا هو TangoDelta47، على النهج النهائى لجانيت فى رقم 12"، وجاء هذا التغير الجذرى فى حياة الطيار بيتر لوجن، بعدما وافقت شركة الخطوط الجوية البريطانية، فى 2 أبريل الجارى، على إعفاء موظفيها من 80% من الأجور بسبب أزمة الفيروسات التاجية، دون وعد بتعويض أى شخص.
مليونير روسى يعمل "ديلفرى" لقتل ملل حظر "كورونا"
ورغم أن أصحاب التجربتين السابقتين كانوا يفعلون هذا من قبيل المساعدة أو الحصول على مصدر رزق جديد لحين عودة الحياة لطبيعتها، إلا أن التجربة الأغرب فى هذا الإطار، تلك الخاصة برجل أعمال فى موسكو، الذى سئم من البقاء فى المنزل واستخدام مواقع الإنترنت بسبب إغلاق الفيروس التاجى، ليتحول مؤقتا إلى وظيفة منخفضة الأجر تحتاج إلى نشاط بدنى كبير لتوصيل الطلبات للمنازل.
وقال سيرجى نوتشوفنيى، البالغ من العمر 38 سنة، إنه لم يفقد شركته الخاصة، لكنه وقع مع شركة توصيل كبرى، لأنه أراد النظر إلى الحياة من زاوية أخرى والخروج فى الهواء الطلق وسط القيود المفروضة على الحركة.
وأمرت السلطات فى العاصمة الروسية معظم سكان موسكو الذين لا يعملون فى الصناعات الحيوية بالبقاء فى منازلهم فى محاولة لوقف انتشار الفيروس التاجى، فيما يُسمح فقط بزيارات المتاجر والصيدليات المجاورة، وقد أدى الإغلاق إلى زيادة الطلب على خدمات التوصيل.
وأوضح نوتشوفنى، إنه يمشى فى المتوسط 20 كيلومترًا يوميًا لتوصيل الطعام، فالرجل الذى عاد إلى روسيا العام الماضى بعد أن أمضى 12 عامًا فى الصين، يكسب 1500 روبل (13-20 دولارًا) يوميًا كرجل توصيل، وقال إن عمله الاستشارى كان يكسب من وراءه حوالى مليونى دولار سنويا.
وأضاف أن الوظيفة الجديدة تقدم له النشاط البدنى الذى كان يفتقده بشدة وسط الإغلاق، وكذلك الاستراحة من تفقد الإنترنت إلى ما لا نهاية، مشيرًا إلى أنه وجد من الغريب أن الناس لا يلاحظون رجال تسليم الطلبات على الرغم من زيهم الأصفر اللامع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة