كشفت جائحة كورونا، عن معدن أبطال مصر من الطواقم الطبية فى تقديم التضحايات فى مواجهة الفيروس القاتل، وفضلًا عن المواقف التى أثبتتها الطواقم الطبية فى تعاملها مع وباء كورونا، فإن شهر رمضان تحديدًا كشف جانبًا آخر لدى الجيش الأبيض، عندما يتعلق الأمر بطقوس عائلية فى شهر رمضان ويأبى هؤلاء مغادرة المستشفيات مفضلين البقاء بجوار مرضى كورونا.
"اليوم السابع" رصدت حكايات ويوميات أطباء الحجر الصحى فى رمضان مع مصابى كورونا، بمستشفى أبو خليفة فى الإسماعيلية، من أجل تقديم الدعم الطبى والنفسى للمصابين.
وسط أجواء رمضانية، يواصل الطاقم الطبى والتمريض بمستشفى أبو خليفة للحجر الصحى بالإسماعيلية، عمله الدؤوب ليلًا ونهارًا، من أجل تقديم الدعم الطبى والنفسى لمصابى كورونا، بالمستشفى، فى الوقت الذى رفض عدد كبير من الأطباء والتمريض نزول إجازة إلى منازلهم، منذ بداية عمل المستشفى فى تلقى حالات إصابة كورونا، منذ 52 يوما، من بينهم الدكتور على حطب، مدير مستشفى أبو خليفة، والدكتورة رحاب عبد الفتاح، مديرة الطوارئ بالمستشفي، الدكتور محمد رضا، والدكتور محمد جبريل، نواب مدير مستشفى أبو خليفة، والدكتور محمد حسن، والدكتور محمد طارق، بالإضافة إلى عدد من طاقم التمريض وهم فاطمة محمد، التى اشتهرت بالغناء داخل المسشتفى للتخفيف على زملائها، ومنها أغنية أرمى حمولك عليا، ومحمد العسال.
ويضم مستشفى أبو خليفة 4 أدوار، والدور الرابع به سكن الأطباء والتمريض، وقال، الطاقم الطبى بالمستشفى، أن مرضى كورونا داخل المستشفى سواء فى القسم الداخلى أو الرعاية، لا يصوموا بسبب جرعات العلاج التى يتلقونها طوال اليوم، بالإضافة إلى حاجة المريض تقديم له أكل يحتوى على فيتامينات بشكل كبير، بالإضافة إلى العصائر والسوائل التى تقدم باستمرار طوال اليوم، حيث يتم تقديم فطار لمرضى كورونا بمستشفى أبو خليفة فى الفطار، عصائر ولبن وجبن وزبادى وبيض ومربى، وفى الغداء، بيتم تقديم للمرضى رز وفراخ ومركونة وكفته وفاكهة، وفى العشاء، فول وجبن وخضروات وعصائر، بالإضافة إلى تقديم باتيه ومشروعات وعصائر طوال اليوم.
وتقول فاطمة محمد، أحدى الممرضات داخل مستشفى أبو خليفة، والتى اشتهرت بالغناء للتخفيف على زملائها من التمريض والأطباء بالمستشفى، وتداول لها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى وهى تغنى "أرمى حمولك عليا"، إنها وزملائها من التمريض يتواجدون فى المستشفى منذ بدء تلقى الحالات لخدمة المرضى، ومتابعة حالاتهم الصحية وتقديم جرعات العلاج، وتوفير كل سبل الراحة لهم، مشيرة إلى أنها تقوم بمتابعة المريض، بعد مرور الطبيب المختص، والقيام بعمل أشعة للمريض فى حالة أن الطبيب المعالج يطلب أشعة له، أو عرض المريض على طبيب تخص آخر فى حالة طلب الطبيب ذلك خلال المرور عليه فى غرفته.
ويقول الطاقم الطبى، إنهم جميعًا داخل الحجر الصحى أصبحوا أسرة واحدة، واعتبروا المستشفى منزلهم، حيث يقضون فيه جميع أوقاتهم دون الخروج منه، كما يحتفلون بقدوم رمضان، داخل المستشفى وتم تعليق زينة رمضان على المستشفى، كما تلقى الطاقم الطبى فوانيس رمضان من أحدى المتبرعين، كما يتلقون اهتمام وعناية مسؤولى الصحة، من توفير كل شيء لهم داخل المستشفى.
وأكد أطباء مستشفى أبو خليفة، أنهم احتفلوا مع المرضى بقدوم شهر رمضان وتوزيع فوانيس رمضان على المرضى والأسر منهم داخل الحجر الصحى، حيث حرص الدكتور على حطب، مدير المستشفى والطاقم الطبى، على تقديم فوانيس رمضان، لأسرة بورسعيدية مكونة من أب وأم وبنتين، من داخل غرفة 216 بالمستشفي، كما حرصت الأسرة على التغنى بالأغانى الرمضانية والمبهجة، وسط فرحة الطفلتين بحلول الشهر المعظم.
وأجرى منظمى مبادرة "معاك فى العزل"، التابعة لأمانة المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة والسكان، زيارة لمستشفى أبو خليفة للطوارئ بالإسماعيلية، التابع للأمانة، والذى تحول للحجر الصحى فى الثامن من مارس الماضى، واستقبل حتى الآن 260 مصابا بفيروس كورونا المستجد، وذلك لتقديم الدعم المعنوى للطاقم الطبى والمرضى بالاحتفال بأعياد ميلاد الطاقم الطبى والمرضى والذين توافق تواريخ ميلادهم خلال شهر أبريل وتعذر عليهم الاحتفال وسط أسرهم أما لكونهم يعملون جاهدين على خدمة المرضى أو لكونهم مرضى معزولين، لذلك قام فريق المبادرة بالاحتفال معهم ودعمهم وتهنئتهم، متمنين الشفاء العاجل لجميع المرضى.
وقال الدكتور على حطب، مدير مستشفى أبو خليفة للحجر الصحى بالإسماعيلية، إن المستشفى بدأت فى استقبال حالات كورونا، فى الثامن من مارس الماضى، كثانى مستشفى للحجر الصحى فى مصر، بعد مستشفى النجيلة بمحافظة مرسى مطروح، واستقبل المستشفى منذ بدء التشغيل، 257 حالة إصابة بكورونا حتى الآن.
وأضاف، مدير مستشفى أبو خليفة للحجر الصحى بالإسماعيلية، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن المستشفى سجلت حتى الآن، خروج 98 حالة خروج تعافى تام ونهائى، بعد تماثلهم للشفاء، وتحولت نتيجة التحاليل المعملية الخاصة بهم من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا (كوفيد-19)، كما تم تحويل 57 حالة بعد شفائها إلى فنادق ومدن جامعية ونزل شباب، بعد تطبيق البروتوكولات العلاجية، وجاء التحويل بعد تماثلهم للشفاء، واستقرار حالتهم، وخرج عدد كبير منهم بشكل نهائى، ليصل إجمالى الحالات التى خرجت من الحجر الصحى بالإسماعيلية حتى الآن 155 حالة، بنسبة 63%، من إجمالى حالات الخروج والدخول، بينما سجل المستشفى 11 حالة وفاة حتى الآن.
وتابع "حطب"، تبلغ القوة الاستيعابية لمستشفى أبو خليفة، 127 سريرًا من بينهم منهم 37 سرير رعاية مركزة، كما يوجد بالمستشفى 42 جهاز تنفس صناعى، ويتواجد الآن فى المستشفى 86 مريضا بفيروس كورونا بالقسم الداخلى، و8 حالات بالرعاية المركزة.
وجاء قرار تخصيص مستشفى أبو خليفة ليكون مقرًا للحجز الصحى، فى حالة الاشتباه بإصابة أى شخص بفيروس كورونا، نظرًا لكفائته وتجهيزه على مستوى عالي، نظرًا لحداثة افتتاح المستشفى، حيث يعد أول مستشفى للطوارئ واستقبال الحوادث بمحافظات إقليم القناة وسيناء، بعد إعادة تأهيلها وتخصيصها، بطاقة إجمالية قدرها 127 سريرًا، منها 37 سريرًا عناية مركزة مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا الطبية الحديثة، بجانب 3 غرف عمليات كبرى وغرفة عمليات طوارئ، و8 غرف إنعاش قلب وعيادات خاصة لجراحات اليوم الواحد، بالإضافة لجناح فندقى 11 غرفة، وغرف إقامة الأطباء والتمريض، وقسم خاص للمعامل والأشعة، وقاعة كبرى للمؤتمرات والمحاضرات.
وتشمل المستشفى قسم استقبال وطوارئ على مستوى هائل للخدمات، بجانب وحدة الأشعة المقطعية وجهازين أشعة عادية، و3 أجهزة سونار، وجهاز أكيو، و4 معامل هزة بأحدث التجهيزات، وبنك دم تخزيني، وقسم العيادات ويحتوى على 5 غرف للكشف وغرفة لأخذ العينات و3 غرف للعلاج الطبيعي، وصيدلة، وأخرى للأشعة السينية، وقسم العمليات ويحتوى على 3 غرف عمليات و6 أسرة إفاقة وتحضير، وقسم المعامل ويحتوى على 3 معامل للكيمياء والهيماتولوجى والبكتريولوجي، وقسم الأشعة وبه 2 أشعة سينية وواحدة مقطعية ودوبلر بالإضافة إلى قسمين واحد للخدمات المساندة وآخر سكن للأطباء، والمستشفى مقام على مساحة 5 أفدنة.
كما يخدم مستشفى أبو خليفة عددا من المحافظات، وهى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وشمال سيناء، ويقدم الخدمة مجانًا كمستشفى طوارئ، كما يخدم قطاع محور قناة السويس إلى جانب كونه أحدث نقله كبيرة فى الخدمة الصحية ويخفف الضغط الكبير على المستشفيات العامة وفى مقدمتها مستشفى الإسماعيلية العام.
وتم تطوير مستشفى أبو خليفة بتكلفة قدرها 273 مليون جنيه، وكانت تأتى ضمن المشروعات المتعثرة، وتم استلام المستشفى عام 2002، وتم الانتهاء من تطويرها ورفع كفاءتها مؤخرًا، وتم تشغيلها بكامل قوتها لتكون إحدى الصروح الطبية، كما تعد صرح طبى يتفق مع توجه الدولة لإطلاق منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة.
وتم تشغيل المستشفى بالشراكة مع جامعتى عين شمس، وقناة السويس، وتم توفير التخصصات الجراحية المطلوبة لاستقبال كافة الحوادث، وتوفير كافة الأجهزة الطبية والآلات الجراحية الحديثة، لتوفير كافة الرعاية الصحية للمواطنين، ووفقًا لأعلى معايير الجودة العالمية.