فى عالم الجريمة لا توجد جريمة كاملة، نظرية ثابتة لا تتغير بمرور الزمان، ولكن لكل قاعدة شواذ، فهناك جرائم قتل خرقت تلك النظرية وقيدت ضد مجهول، ومرت سنوات على ارتكابها، ولم يستدل على الجاني، سواء كان أبطالها سياسيين وفنانين وشخصيات عامة أو مواطنين عاديين، ولكن ظلت تفاصيلها لغزًا حير رجال الشرطة، ودفعتهم في أغلب الحالات إلى حفظ القضية تحت مسمى "ضد مجهول"، وفى الحلقة الثالثة من ضد مجهول نستعرض تفاصيل مقتل دلوعة السينما المصرية "ميمى شكيب".
الزمان: مايو 1983
المكان: وسط القاهرة
الواقعة: مقتل الفنانة ميمي شكيب
تميزت بضحكتها العالية الرنانة ونبرة صوتها المميزة فى أفلامها السينمائية، محطات ورويات كثيرة عاشتها "دلوعة السينما المصرية" من القصور إلى شرفة منزلها بوسط القاهرة.
اسمها الحقيقى أمينة شكيب درست بمدرسة العائلة المقدسة، وعلى الرغم من أنها لم تكن متفوقة فى دراستها، إلا أنها استطاعت إتقان اللغتين الفرنسية والإسبانية، وكانت منذ طفولتها تتميز بالشقاوة والخفة والدلع.
خلال فترة قصيرة من دخول ميمى مجال المسرح، قدمت خلالها مسرحيات عدة، منها "حكم قراقوش" و"قسمتى"، أما أهم مسرحياتها التى قدمتها مع الفرقة فكانت "الدلوعة"، وحققت من خلالها نجاحًا كبيرًا، لذا، أُطلق عليها دلوعة المسرح.
دخلت "ميمى" مجال السينما عام 1934 بفيلم "ابن الشعب"، نشأت خلال أحداث تصوير الفيلم علاقة حب بينها وبين الفنان "سراج منير" الذى تقدم للزواج منها، إلا أن أسرتها رفضت، وتكرر الأمر بعد سنوات من المحاولة حتى وافقت الأسرتان على الزواج، ليعيشا سويا 15 عاماً، قبل أن يتوفى "سراج منير" بعد إصابته بأزمة قلبية حادة فى 1957، لتقرر ميمى عدم الزواج من بعده نهائيا.
ميمى-شكيب-فى-حفل-الزفاف
فى شهر فبراير عام 1974، تم القبض على "ميمى شكيب"، ومعها مجموعة من الفنانات الشابات اللاتي كن يحضرن حفلاتها باستمرار، بتهمة إدارة منزلها للأعمال المنافية للآداب، وهى القضية التي عرفت باسم "الرقيق الأبيض" أو "قضية الآداب الكبرى"، ظلت جلسات محاكتها ما يقرب من 170 يوماً قبل حصول "ميمى" ورفقائها على البراءة لعدم القبض عليهم فى وضع التلبس.
عانت "ميمى" بعد خروجها من السجن من اضطرابات نفسية، الأمر الذى دفعها لدخول مصحة نفسية للعلاج، ورغم حصولها على البراءة إلا أنها ابتعدت كثيرا عن الأضواء فلم تقدم إلا أعمالا قليلة وكان آخر أفلامها السلخانة عام 1982، ونتيجة لظروفها السيئة اضطرت لأن تقدم على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة.
-ميمى-شكيب-مع-أحمد-مظهر
وفى 20 مايو عام 1983، وجدت "ميمى شكيب" ملقاة من شرفة شقتها بوسط البلد، ولم يعرف أحد مرتكب الجريمة، وأخذت الأحاديث تتردد وقتها، أن الأمر مدبر نتيجة القضية السابقة الشهيرة، وقيدت القضية ضد مجهول.
-ميمى-شكيب
37 عام مر ومازال سر القضية في طى الكتمان دون جانى، لتقيد قضية جديدة "ضد مجهول".