وقعت نيويورك أمرا يسمح بإتمام الزيجات عبر الإنترنت، وذلك بعد إلغاء العديد من حفلات الزفاف بسبب إجراءات الإغلاق لمواجهة تفشى فيروس كورونا المستجد، وبموجب القرار سيكون بإمكان سكان الولاية التقدم بطلبات إصدار وثائق الزواج إلكترونيا، وسيسمح لرجال الدين بإتمام الزواج عبر الإنترنت، كما كشفت محاكم دبى عن آلية إجراءات عقود الزواج فى دبى خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية التى تتخذها فى سبيل مكافحة فيروس كورونا، وذلك عبر استخدام تقنيات الاتصال عن بعد، مؤكدة أن "المأذونين الشرعيين سيستعينون بالاتصال عن بعد فى عقود للزواج بحضور الأطراف فى مجلس واحد حقيقى أو مجلس إلكترونى".
ومن هنا نتسأل هل يمكن تطبيق ذلك القرار بمصر وتفعيل دور المأذون الإلكترونى الذى تم توثيق به أول حالتى زواج إلكترونى لعروسين مسلمين وآخرين مسيحيين بمحافظة بورسعيد أغسطس الماضى، بعد افتتاح أول مركز توثيق إلكترونى ضمن ميكنة الإدارات الحكومية، وذلك لجعله يقوم بإتمام كل الإجراءات لتوثيق عقود الزواج عن بعد.
وبالتعليق على اقتراح البعض بتفعيل دور المأذون فى توثيق عقود الزواج عن بعد سواء فى حضور حقيقى أو مجلس إلكترونى قال إبراهيم على سليم رئيس صندوق المأذونين الشرعيين إنه تم توقيع برتوكول تعاون بين وزارة العدل والنيابة العامة بخصوص تطبيق المأذون الإلكترونى وهو عبارة عن تابلت متصل بقاعدة بيانات الرقم القومى ووزارة العدل (محكمة الأسرة) ويتم التوقيع على شاشة التابلت والتقاط صورة فوتوغرافية للزوجين وأخذ بصمة إلكترونية للزوجين.
وتابع رئيس صندوق المأذونين الشرعيين فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن أهم العقبات من وجهة نظره أنه يحتاج إلى تعديل تشريعى فى لائحة المأذونين الشرعيين لتغيير النظام الورقى فى استلام وتسليم الدفاتر واستبداله بالنظام الإلكترونى، كذالك تدريب المأذونين الشرعيين على استخدامه.
وأكد سليم أن حالات الزواج شهدت انخفاضا ملحوظا فى الأسبوع الأول والثانى من قرار الحظر، وذلك بسبب اعتراض الكثير من الزوجات على عقد زيجاتهن دون حفل زفاف، وهو ما ظهر من تذمر بعضهن بشكل ملحوظ ممن وافقن على الزواج فى ظل الظروف الحالية، لدرجة وصلت بهن إلى البكاء حزنا أثناء العقد.
وأشار إلى أن كثير من الأزواج والزوجات يطلبون منا الآن عقد القران أون لاين - فيديو كول - خوفاً على ذويهم من التقاط عدوى فيروس كورونا، لكنا لا نملك أن نفعل ذلك، ويكون البديل بإقناعهم قصر الحضور على الأهل فقط فى المكتب أو منزل العروسين.
ومن جانبه علق المحامى سعيد الضبع، المختص بقانون الأحوال الشخصية، إن المشرع اشترط فى عقد الزواج عدة شروط شرعية وأخرى قانونية، يجب توافرها حتى يكون عقد الزواج صحيحاً ويرتب العقد آثاره وتثبت له أحكامه، ومنها أن يكون المتعاقد بالغا عاقلا حرا، راشد ليس فيه أى عيب من عيوب الرضا مثل السفه، العته، الجنون ويضاف إليهم فقدان الدين، وألا يبنى العقد على الغش والتدليس وإخفاء العيوب التى تستحيل معها الحياة الزوجية.
وتابع: "يحد النظام الجديد للمأذون الإلكترونى من زواج القاصرات، حيث سيتم التأكد من سن العروس قبل إجراء عقد الزواج، إذ يعد الزواج فى سن مبكرة من أخطر المشاكل الاجتماعية فى مصر، ويتم زواج القاصرات فى ورقة شبيهة للورقة الرسمية إلى أن تصل الزوجة السن القانونية "18 سنة" ثم يتم توثيقها بشكل قانونى.
وأكد الضبع يساهم أيضًا التوثيق الإلكترونى للزواج من التحقق من عدم وجود مانع يحول دون الزواج، مثل النسب أو أن تكون الزوجة على ذمة رجل آخر أو لم تتجاوز فترة العدة أو أن يكون الزوج فى عصمته 4 نسوة، وهو ما سيجرى إثباته من عدمه عبر التابلت.
وتابع المختص بالشأن الأسرى فى حديثه لـ"اليوم السابع"، القانون رقم 25 لسنة 1920، أكد على حق الزوج أن ينهى العلاقة الزوجية بإرادته المنفردة، والمادة 9 من القانون رقم 25 لسنة 1920 الخاص بأحكام النفقة وبعض مسائل الأحوال الشخصية تضمنت قصر حق الزوجة وحدها دون الزوج فى طلب التفريق بينها وبين زوجها إذا وجدت به عيباً مستحكماً لا يمكن البرء.
وعن الرأى الشرعى، قال محمد البسطويسى، نقيب الأئمة والدعاة، أن أركان الزواج التى لا يتم إلا بها أولهما وجود الولى الشرعى للمرأة والشهود والإشهار، والثالث الإيجاب والقبول ورابعًا انتفاء الموانع، بألا تكون المرأة فى فترة عدة أو أن يكون بين الزوجين رضاعة أو أى أسباب للتحريم.
وأضاف أن العلماء زادوا أركان الزواج إلى خمسة وهو المهر، ويعتبر غياب شاهدين على الأقل على الزواج، يغيب به الإشهار الذى لابد منه، لأن الزواج ميثاق غليظ.
وتابع البسطويسى "أن الزواج عن طريق وسائل الاتصال الحديثة - أون لاين - يفتقر إلى عنصر مهم وهو وجود كل تلك الأطراف، التى تعتبر شرطا أساسيا لصحة عقد الزواج، كما أنه يحرم الزوج أو الزوجة من التأكد ممن سيقدم على الزواج، فمن الممكن أن يحدث غش أو تدليس أو أن الأمور تأخذ منحى لا يحمد عقباه، والنبى صلى الله عليه وسلم قال فى حديث له "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما".
وأشار نقيب الأئمة والدعاة إلى أنه حاليا بسبب الظروف الصعبة التى نعيش فيها فى ظل انتشار فيروس كورونا، وتخوف الناس من التجمعات، وفرض ساعات الحظر، توجد حلول كثيرة إذا اتفق الزوجان على عقد القران، فمن الممكن أن يقتصر الحضور على أهل العروس بحضور المأذون والعريس وأهله فقط، أو الاكتفاء بالذهاب إلى مكتب المأذون، مع أخذ كل احتياطات السلامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة