صدرت رواية "المؤامرة" لـ الكاتب التونسى فرج الحوار عام 1992 وتم اختيارها ضمن أفضل 100 رواية صدرت فى القرن العشرين.
وعن الرواية علقت قارئة تدعى Hayfa على مواقع التواصل good resds قالت:
بدت لى الرّواية فى البداية صادمة وكدت أصنّفها ضمن الرّوايات السّوقيّة الّتى تستغلّ المواضيع الجنسيّة لجلب انتباه القرّاء واستفزاز الآراء السّائدة لا أكثر، إلاّ أنّنى سرعان ما التمست جدّيّة وعمقا شجّعانى لأواصل القراءة.
أظنّ أنّ القصّة فى جزء كبير منها دراسة للجانب الشّهوانى المظلم فى الانسان وأثره على إنسانيّته. نور الدّين، طالب سنة ثانية فلسفة وراوى القصّة، يسخر من حبيبته سناء المايل حين تخبره بأمر إيمانها بالله وصومها رمضان.
سناء المايل هذه نفسُها تُضاجع عددا من الرّجال هم أصدقاؤها وأصدقاء نورالدّين، يصرّ الأخير فى مواضع عدّة على الفصل بين الحبّ والدّعارة، ويبرّئ سناء من تهمة "المومس" بإيمان والحاح شديدين مأتاهما ليس حبّه لها فقط، وانّما قناعته الرّاسخة بأنّ انسانيّة سناء المايل أقوى بكثير من نزواتها وأفعالها.
انجذب نور الدّين إلى هذا المرأة الأربعينيّة الفاتنة لجمال جسدها، تماما كالآخرين، لكنّه حين عرف دفء قلبها أحبّها وأعلن فى النّهاية أنّه "يريد روحها".
شعرتُ أيضا أنّ الرّواية تشير فى عمق إلى موضوع دينى حسّاس، انتشر فى عصرنا ميل غريب ومشين إلى تصنيف النّاس إمّا ملائكة أو شياطين، فلان يصلّى فى المسجد ثمّ يكذب! منافق وصلاته باطلة، فلانة تضاجع الرّجال ليلا وتقول فى النّهار أنّها تحبّ الله ورسوله! ماذا تعرف هذه عن الله ورسوله؟ ستذهب إلى الجحيم.
هذا أمر فظيع طبعا، أخلاقيّا ودينيّا. نميل إلى تصنيف النّاس هكذا، ناسين وهن الانسان ونزواته وتناقضاتها وناسين أيضا معرفة الله أحوال عباده ورحمته الواسعة.
سناء المايل "غابة متشابكة من المتناقضات"... أليس هذا نفسه تعريف الانسان؟!
نقطة أخرى جذبت اهتمامى فى هذه الرّواية: شخصيّة سناء عبد الباقى الّتى يُخيّل إليك أنّ كلّ أحداث القصّة تدور حول موتها فى حادث مرور، لكنّك تكتشف ببطئ أنّها ليست سوى "طيف شفّاف". يقول عنها نورالدّين: "مصير أتوق إليه ونور".
وفرج الحوار ولد بحمام سوسة فى 1954، صدر له: الموت والجرذ والبحر ـ رواية، دار الجنوب للنشر 1985 ـ النفير والقيامة ـ رواية، دار سيراس 1985 ـ المؤامرة ـ رواية، دار المعارف 1999.
