السويد فى حته تانية، هذه اول عبارة تطل فى ذهنك عند النظر لكيفية تعامل التجربة السويدية مع فيروس كورونا، فبالرغم من الوفيات والإصابات التى اقتربت من 7 آلاف إصابة حتى الآن، إلا أن السلطات فى البلاد لم تعلن حالة الطوارئ أو تعلق الدراسة فى المدارس، ما دفع عشرات المعلمين للاعتراض، حيث رأوا أن الإجراءات المتخذة فى المدارس غير كافية لانتشار العدوى.
وأشار المذكرة إلى التعليمات التى يجب اتباعها فى المدارس، التى أكدت عليها وزيرة الشؤون الاجتماعية "لينا هالينجرين" وجودها وتعميمها، وطالبت بضرورة قراءتها وتنفيذها.
بدورها، اشترطت نقابة المعلمين، أن يتم السماح للمعلمين ضمن المجموعات المعرضة للخطر، أخذ إجازة مدفوعة الأجر لحمايتهم من الإصابة بعدوى فيروس كورونا، من جانب آخر، تشجع النقابة كافة المعلمين في دائرة الخطرة، على أخذ إجازة مرضية حتى إن لم تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفايروس.
وقالت أوسا فالين، رئيسة نقابة المعلمين في السويد، إن العديد من المعلمين والمعلمات يعبرون عن قلقهم من احتمالية إصابتهم بعدوى فيروس كورونا.
من جانبه وجه ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر، أمس الأحد، خطاب للشعب السويدى فى ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، وقال فى خطابه، إن السويد والعالم فى قبضة "كوفيد 19" وتكاد الشوارع والساحات تكون فارغة وهادئة، كما يضرب الوباء بشدة الشركات والوظائف والاقتصاد السويدى والمجتمع السويدى بأكمله، موجها الشكر لجميع المتطوعين ولكل من يضمن استمرار المجتمع فى العمل ولكل العاملين فى الرعاية ويعتنى بالمسنين.
وأضاف جوستاف، تعتبر عطلة عيد الفصح مهمة طال انتظارها، إنه وقت يرغب فيه المرء فى السفر وربما قضاء بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء، كما يذهب الكثيرون إلى الكنيسة، لكن هذا لن يكون ممكناً فى عيد الفصح، علينا أن نعيد التفكير وأن نستعد للبقاء فى المنزل.
وتابع ملك السويد، ربما تشعر بالملل، ولكن سيكون هناك المزيد من عطلات عيد الفصح مستقبلاً وبالنسبة لمعظمنا إنها تضحية صغيرة، خاصة إذا قارنت نفسك بمرض خطير أو فقد أحد أحبائك، يجب أن نفكر ونتخذ قرارًا بالبقاء فى المنزل هذا الأسبوع.
وتابع الملك، تساعد الأزمات على التمييز بين المهم وغير المهم، وبغض النظر عن المدة التى ستستغرقها الأزمة فإنها ستنتهى عاجلاً أم آجلاً، وعندما يحدث ذلك سنستفيد جميعًا من القوة التى يقدمها الشعب السويدى الآن، داعيا جميع السويديين للتصرف بمسؤولية وإيثار، قائلا: "لدينا جميعا واجب الالتزام فى بلادنا وأن نفكر فى باقى البشر، الخيارات التى نتخذها اليوم سوف تعيش معنا لفترة طويلة وسوف تؤثر على الكثيرين".
ملك السويد
وفى سياق متصل، أوصت الحكومة السويدية بشأن عدم سفر المواطنين خارج البلاد، حتى منتصف شهر يونيو، إلا في الحالات الطارئة، كما يقوم كل من كبار السن والفئات المعرضة للإصابة بعزل أنفسهم طوعيًا وكذلك تم منع الزيارة تمامًا لدور المسنين.
ووضعت الحكومة فى السويد، أولويات فى هذه الأزمة، منها وضع الإجراء الصحيح فى الوقت المناسب، التخفيف من العواقب على المواطنين والشركات، ضمان الموارد للرعاية الصحية، الحد من انتشار العدوى فى البلاد، وتجد الحكومة تثق في المسؤولية الشخصية للأفراد بالمجتمع.
وأعلنت هيئة الصحة العامة فى السويد ارتفاع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19" إلى 477 وفاة، بعد تسجيل 76 حالة جديدة، بينما ارتفع عدد الإصابات المؤكدة 7206 حتى الآن، بعد تسجيل 376 إصابة جديدة.
ووفقا لوسائل إعلام محلية سويدية قال الدكتور أندش تيجنيل، عالم الأوبئة فى هيئة الصحة العامة، اليوم الاثنين، إن عدد الأشخاص الذين يتلقون الرعاية فى أقسام الطوارئ وصل إلى 590 شخصا، موصحا أن الوفيات توزعوا بين 282 ً رجلا و195 سيدة، وكان معظمهم من كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة.
وكشف تيجنيل أنه جرى تسجيل عدد قليل جدا من الحالات خلال عطلة نهاية الأسبوع واليوم، لكن يجب تفسير ذلك بحذر شديد لأننا نعلم أن التقارير تكون أقل خلال عطلة نهاية الأسبوع، داعيا الناس على بضرورة البقاء فى البيت خلال عطلة الفصح وتجنب السفر.