يبدو أن أسواق النفط قد اقتربت من تنفس الصعداء، فقد قلصت أسعار النفط العالمية خسائرها خلال تعاملات، الاثنين، مدعومة بأنباء حول تقارب بين المملكة العربية السعودية وروسيا حول خفض إنتاج الخام، والذى يأتى ضمن مفاوضات مكثفة يجريها مسئولو النفط من أجل وضع اتفاق ينهى نزيف خسائر المعدن المتواصلة منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد. وفق رويترز.
ويجرى منتجو النفط محادثات مكثفة لتنسيق جهود خفض الإنتاج بدلا من أن ترغمهم معطيات السوق على خفض حاد ومفاجئ نظرا لنفاذ مواقع التخزين وسط تخمة المعروض وندرة الطلب، وتستهدف المحادثات خفض مستوى إنتاج الخام نحو 10% وهو أعلى معدل خفض على الإطلاق نظرا للضربة التي تلقتها أسواق الطاقة العالمية في أعقاب انهيار معدلات الاستهلاك نتيجة تدابير حظر السفر والعزل الرامية للحد من انتشار عدوى كورونا. وفق بلومبيرج .
نسب التراجع
وجاءت نسب التراجع في أسعار العقود الخام اليوم محدودة على عكس الجلسات السابقة، حيث تراجع سعر العقود الآجلة لمزيج برنت بنسبة 1.2% عند 33.69 دولارًا للبرميل، فيما انخفض سعر العقود الآجلة الخام الأمريكي بنسبة 1.6% فقط إلى 27.84 دولارًا للبرميل بعدما هبط 9% في الساعات المبكرة من صباح اليوم عقب إعلان تأجيل انعقاد تحالف "أوبك +".
إجراء غير مسبوق لأرامكو
وبشأن موقف السعودية من أسعار النفط ، أوضح مصدر سعودى رفيع المستوى ، وفقا لرويترز، إن أرامكو السعودية سترجئ إعلان أسعار البيع الرسمية لخاماتها لشهر مايو حتى العاشر من ابريل انتظارا لما سيسفر عنه اجتماع بين أوبك وحلفائها بخصوص تخفيضات إنتاج محتملة.
وقال المصدر السعودي المطلع "إنه إجراء غير مسبوق لم تأخذه أرامكو من قبل. أسعار البيع الرسمية لشهر مايو ستعتمد على ما سيسفر عنه اجتماع أوبك+ نبذل ما بوسعنا لإنجاحه، بما في ذلك أخذ هذه الخطوة غير العادية لتأجيل أسعار البيع الرسمية."
وتصدر أرامكو عادة أسعار البيع الرسمية بحلول الخامس من كل شهر، والتي يتحدد على أساسها أسعار الخامات الإيرانية والكويتية والعراقية وتؤثر على أكثر من 12 مليون برميل يوميا من النفط المتجه إلى آسيا.
الاتفاق
وكان المدير التنفيذي للصندوق السيادي الروسي كيريل دميترييف قد أكد في تصريحات لشبكة سى إن إن ، اقتراب موسكو والرياض من وضع الخطوط العريضة لاتفاق نفطي بشأن خفض الإنتاج لمجابهة ضعف الطلب على الخام.
صرح رئيس الصندوق السيادي الروسي لتلفزيون سي.إن.بي.سي ، الاثنين، أن السعودية وروسيا "قريبتان جدا جدا" من اتفاق لخفض إنتاج النفط، و"نحن أقرب إلي اتفاق مما يعتقد الكثيرون، وذلك بوصفه خطوة أساسية في سبيل إعادة الاستقرار للأسواق".
وقال كيريل ديمترييف "أعتقد أن السوق بأسرها تدرك أن هذا الاتفاق مهم وستحقق قدرا كبيرا من الاستقرار، وهو استقرار مهم جدا للسوق، ونحن قريبون جدا".
موقف الإمارات
ومن جانبها ايدت دولة الغمارات دعوة السعودية لإجراء المحادثات النفطية ، و قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، إن بلاده تؤيد اقتراحا سعوديا للدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لأوبك+ ومنتجين آخرين.
وأضاف في بيان أن هناك حاجة لجهد مشترك وموحد من جميع الدول المنتجة للنفط وليس فقط دول مجموعة أوبك+، وتابع قائلا إن الإمارات واثقة من أنه إذا تم التوصل لاتفاق فإن كل المنتجين سيعملون في سرعة وتعاون لمواجهة ضعف الطلب على النفط في الأسواق العالمية والسعي لإعادة التوازن إلى السوق والإبقاء على مخزونات النفط العالمية عند مستويات معقولة.
تأييد كويتى
وكان خالد الفاضل وزير النفط الكويتي قال أمس الأحد إن بلاده تدعم دعوة السعودية لإجراء محادثات جديدة حول تخفيض إمدادات النفط في وقت لاحق هذا الأسبوع، معبرا عن أمله في التوصل لنتائج إيجابية تساهم في استقرار سوق النفط.
وأكد الفاضل خلال اتصال هاتفي مع رويترز دعم الكويت الكامل للسعودية وجهودها لإعادة أوبك+ إلى مائدة المفاوضات.
اجتماع أوبك
ومن المقرر أن تعقد أوبك والحلفاء بقيادة روسيا، وهي مجموعة تعرف باسم أوبك+، اجتماعا يوم الخميس لمناقشة اتفاق جديد لكبح الإنتاج، وكانت منظمة أوبك قد أرجأت اجتماعها الافتراضى الذى دعت إليه المملكة العربية السعودية وسط هبوط حاد بأسعار النفط وصل إلى نحو 20 دولارا للبرميل، فيما أطلقت عليه وسائل إعلام "حرب أسعار النفط"، والمتوقع أن يعقد فى 9 من أبريل الجارى، وفق السى إن إن و رويترز، وهو الاجتماع الذى سيناقش تخفيضات إنتاج النفط وسط توتر بين موسكو والرياض بشأن من يتحمل مسؤولية انخفاض أسعار الخام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة