اقتراح اليوم ليس كمبادرة الامس ..الوضع الآن مختلف للغاية ..تلاشت وتضاءلت الخلافات والاختلافات بكل صورها واشكالها أمام وباء يهدد حياه البشر وبات على وشك الاقتراب من الجميع..الانسان أمام شيح الموت يرى نفسه بكل نافيه من نفوذ او سلطة او مال شيئا لا قيمة له..لا يتبقى منه سوى عمله ..وتسامحه وغفرانه وسلامه مع نفسه ومع الآخرين.
صورة العالم اختلفت ..الكل أصبح فى واحد والواحد اصبح للجميع فى مواجه وباء فيروس الكوليرا الذى يفرش أجنحة الموت فوق الجميع..فلماذا لا تختلف الصورة لدينا ايضا..ولماذا لا يتصالح الجميع وينبذ خلافاته التافهه الفارغة ويعلن قيم السماح والصلح ويرى الخصم والمنافس وكانه ولى حميم.
بالأمس القريب ومنذ عدة شهور كانت الأوضاع عادية والناس تمارس حياتها بشكل طبيعى فى البراح .. وقتها طرحت مبادرة للصلح بين أكبر ناديين رياضيين فى مصر والعالم العربي وافريقيا ..الأهلى والزمالك أو الزمالك والأهلى وبين رئيسا الناديين المستشار مرتضى منصور والكابتن محمود الخطيب.. لكن فشلت المحاولة والمبادرة.
اليوم الوضع مختلف والطبيعة تفرض طرح الاقتراح تحت وطآة الظروف غير الطبيعية التى نعيشها.
فالرياضة وخاصةكرة القدم متعة الحياه لدى المصريين توقفت ..والملاعب اصبحت فارغة والعشب الأخضر حزينا والمدرجات ازدادت ألما ووجعا من غياب الجماهير والأندية على وشك المعاناه المالية ..وربما تعانى الافلاس اذا طال أمد المحنة والوباء.
والأمر يحتاج الى مبادرة جادة للصلح بين أكبر حزبيين فى مصر هما الأهلى والزمالك ..لأن الكارثة اكبر كثيرا من مجرد خلافات لم تعد اسبابها موجودة الآن. فلم يعد هناك دوري ولا كاس ولا يحزنون..ولا حديث يعلو فوق حديث البقاء على قيد الحياه..بين قضبان المنازل.
هو اقتراح أو مبادرة جادة الآن للتصالح والعفو والسماح من كلا الجانبين ليعود السلام والوئام ورفع الأكف الواحدة الحمراء والبيضاء فى مواجهه "كورونا" لعل وعسى أن تمر الأزمة وينزاح الوباء قريبا وتجد ملايين الجماهير فى مصر أن المياه قد عادت الى مجاريها بين الناديين والرئيسيين الكبيرين..ليس مهما من يبدأ المهم أن نتصالح ونعفو بعد ان كشفت كورونا أن خلافاتنا بلا قيمة أمام بقاء الانسان وحياته سواء كان زملكاوي او اهلاوي.
الان الفرصة سانحة أمام الناديين والرئيسيين لاعطاء النموذج والفدوة والمثل للملايين فى اعلاء قيم التسامح والتقارب والسلام واظنها ستبقى رسالة قوية للجميع وتؤدى الى نزع الفتنة واختفاء الاحتقان غير المبرر فى المجتمع بل وتتماشى مع دعوة الرئيس السيسى الذى يطالب دائما بنبذ الفتن والتوحد أمام المخاطر وخاصة فى هذه المحنة والجائحة.
أيها الناديين العظيمين وايها الرئيسين الكبيرين تعالوا الى كلمة سواء والى الجلوس معا ونبذ الخلافات والتعالى فوق الصراعات والدعاء بأن ننجو مما نحن فيه دروس كثيرة قد تكون مفيدة وايجابية بتصالح الناديين والجلوس لتصفية ما فى النفوس وهى تقوية الجبه الداخلية لمصر والتي شهدت ملاحم بطولية لفئات اجتماعية كبيرة.. وأظن وعندما يخلو كل رئيس نادي سواء الكابتن الخطيب أو المستشار مرتضى الى نفسه وما اكثر الخلوة هذه الايام ويرى ابطال الجيش الابيض والجيش المموه ايضا وكثير من المتطوعين وهم يقدمون الغالى والنفيس ويقدمون ارواحهم ايضا فى سبيل مصر وشعبها لا بد ان يطوف سؤال بل أسئلة كثيرة فى عقليهما..ماذا نحن فاعلان أمام هذه التضحيات العظيمة.
لا نريد من خلال المبادرة الا الاسراع بانهاء الخلافات ونبذ الصراعات والتصالح والتسامح
ولافائدة من اجترار اسباب الخلافات فقد تجاوزت الازمة كل الخلافات وابتعدت عنها بمراحل كثيرة . فدور الناديين فى المجتمع المصرى أكبر بكثير من مجرد دور رياضى فقط بل هو دور يمس الأمن القومى لمصر أيضا.
وأتذكر فى10 أكتوبر من العام الماضى ورغم اشتعال الخلافات وحالة الاحتقان بين الناديين، أعلن المستشار مرتضى منصور، رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، عن دخوله في هدنة مع محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، متمنيًا له الشفاء من الوعكة الصحية التي تعرض لها. وقال المستشار مرتضى منصور خلال مداخلة تليفونية لبرنامج «الزمالك اليوم»:«عايز أقول أن أحيانا الأطفال بيوحدوا الكبار.. اكتشفت أن يوسف حفيد الكابتن محمود الخطيب صديق لعمر حفيدي بالمدرسة، وأنه يرى ألا تكون هناك مشكلة بينهما احتراماً للصداقة التي تجمع الأحفاد».
وتمنى رئيس الزمالك الشفاء العاجل للخطيب من وعكته الصحية الحالية، نافياً أن يكون حاملاً أي ضغينة من أي نوع له خلال الفترة الحالية، وأنه يتمنى أن تستمر العلاقة بين الناديين بالشكل الذي يفيد الكرة المصرية.
فاذا كان الأحفاد سببا فى التقارب ..فالأولى أن تكون المحنة الصعبة الحالية دافعا قويا للغاية فى الصلح والسماح والسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة