تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، إن كل تفصيلة من تفاصيل كورونا منذ مطلع العام الجاري 2020 جديرة بالتفكر والتدبر. وبعيداً عن تفاصيل الفيروس، وما أدى إليه من قلب حال الكوكب رأساً على عقب، وضرب عرض الحائط بالمسلمات، إلا أنه فتح آفاقاً لا أول لها ولا آخر أمام عالم جديد.
غسان شربل
غسان شربل: خدّام والنفق الكئيب و"كورونا"
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، استولى كورونا على كل شيء. انتشر كالنار فى هشيم "القرية الكونية"، وتحول هاجساً مقلقاً للحكومات والمواطنين. صار الموضوع الوحيد. نبدأ نهاراتنا بتفقد حجم الجرائم التي ارتكبها ليلاً، ونتفقد آخر إنجازاته قبل أن نذهب إلى النوم. وبين الموعدين نرى صور العالم مرتدياً الكمامات. والخبراء يسدون النصائح على الشاشات. وترتفع أصوات محذرة من أن الأسوأ لم يأتِ بعد. وأن ما بعد "كورونا" ليس كما قبله. وأن التغيير سيمس مواقع الدول. وأن الاقتصاد العالمي سيدفع باهظاً فاتورة هذا الزلزال غير المسبوق. وأن العلاقات الإنسانية ستدفع هي الأخرى فاتورة العزلة والحجر والخوف من الآخر.
وعلى الرغم من كل ما تقدم، راودتني رغبة في الفرار من هذا الموضوع الذي استولى على مقالاتنا منذ أسابيع. كنت أبحث عن عذر، وشعرت أنني وجدته حين بلغني نبأ وفاة نائب الرئيس السوري وزير الخارجية السابق عبد الحليم خدّام في منفاه الفرنسي. يضاعف الموت في زمن "كورونا" قسوة الموت. يضاعف العزلة والغربة. يرسخ الاعتقاد بأنَّ الإنسان دُفع وحيداً إلى نفق كئيب معتم معروفة نهاياته.
أمينة خيرى
أمينة خيرى: عالم ما بعد الفيروس
قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة البيان الإماراتية، إن كل تفصيلة من تفاصيل كورونا منذ مطلع العام الجاري 2020 جديرة بالتفكر والتدبر. وبعيداً عن تفاصيل الفيروس، وما أدى إليه من قلب حال الكوكب رأساً على عقب، وضرب عرض الحائط بالمسلمات، إلا أنه فتح آفاقاً لا أول لها ولا آخر أمام عالم جديد.
إنه عالم ما بعد الفيروس، المختلف عما قبله، إن لم يكن على مستوى الأمم، فعلى مستوى المليارات من أبناء هذه الأمم. قرارات التغيير تدور رحاها دون أن يدرك أصحابها منذ تفجر أزمة الفيروس. كثيرون لا يدركون أن حياتهم تتغير وستتغير بفعل الفيروس، لكن بعد انتهاء الأزمة وعودة الحياة إلى إيقاعها، سيتضح حجم التغيير.
التغيير أثبت بالحجة والبرهان أن العالم بالفعل قرية صغيرة. لم تعد العبارة مجرد مقولة تناقلتها الأجيال منذ تفوه بها الفيلسوف والكاتب الكندي مارشال مكلوهان في ستينيات القرن الماضي، مشيراً إلى ما يعرف بالحتمية التكنولوجية للمجتمعات. صارت العبارة حقيقة، ومشاعر أهل بريطانيا من خوف وهلع على أنفسهم وأحبائهم متطابقة، وتلك السائدة في مصر وأمريكا واليابان وإسبانيا والهند وروسيا. لا يهم كثيراً كيف يعبر قادة الدول عن قلقهم، لكن قلق الشعوب متطابق.
حسام ميرو
حسام ميرو: خيار أوروبا الوحيد
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن سياسيون، ورجالات دولة، وكتّاب، وأكاديميون أوروبيون، أطلقوا صفارات إنذار حول مستقبل الاتحاد الأوروبي. ففي الأسابيع القليلة الماضية، وعلى خلفية الانتشار السريع لوباء "كورونا" في إيطاليا، وإسبانيا، طفت على السطح خلافات البيت الأوروبي، والتي كانت بالأساس موجودة، وبعضها عميق، وحاد، لكن هذه المرة أتت على وقع حالة من الارتباك غير مسبوقة في تاريخ الاتحاد، وميل معظم حكوماته للعمل بشكل منفرد، لضمان تغطية احتياجات النظام الصحي لديها، وتراجع دور قيادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ما جعل من المشروع طرح مسألة الخطر الوجودي بشأن مستقبل الاتحاد.
ومن المؤكد أن الاتحاد الأوروبي يعاني، لكن لا يبدو أن حكوماته تمتلك ترف تعدد الخيارات، فالنظام الدولي يشهد صراعاً أمريكياً صينياً غير مسبوق، وأي تداعيات في الاتحاد الأوروبي ستعني انزلاق بعض الحكومات إلى جانب الصين، وحليفها الروسي، ما يعني عودة الاصطفافات إلى أوروبا، وتمزيق وحدتها، وعودتها إلى زمن الحروب والصراعات البينية، والتي يفترض أنها انتهت مع نهاية الحرب الباردة، وبالتالي، فإن خيار أوروبا الوحيد الذي يضمن مصالحها، هو تصحيح مسارها، ومعالجة أزماتها، وإلا فإن البديل كارثي عليها، وعلى العالم أجمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة