يحرك أنفاسة ونفخاته بـ" آلته الخشبية الناي" عازفاً بين القرى والمحافظات، البداية بحضوره الموالد، والاستماع للمديح حتى تحولت لك الرغبة إلى واقع واحتراف وفى النهاية إلى عشق يمتزج بالدراسة والتعلم.
“عطا الله حمادة الحداد” 50 عاماً أشهر عازف على آلة "الناى" والمعروف في بعض مناطق الصعيد بـ"الغاب" قرر أن يتحدى العادات والتقاليد، وأن يصبح من الموهيين القلائل الموجدين بمحافظة قنا ، فى البداية وجد صعوبات فى تقبل الأسرة لفكرة العزف على هذه الآلة ، والدراسة بالمعهد العالى للموسيقى العربية، ليتحول من فكرة الهواة إلى الاحترافية والدراسة والتعلم.
يعيش عازف "الناى" فى مركز أبوتشت بمحافظة قنا يقول :" كنت من عشاق الذهاب لموالد أولياء الله الصالحين، واعجبتنى فكرة العزف على "الناى" حتى قررت شراءها ، وكنت أذهب للزرع للعزف والمديح فى حب النبى والى البيت ، وكان يتجمع حولى أهل القرية، والأطفال، حتى قررت تطوير نفسي وأصبح عازف على الة الكولة والتى يتم دراستها فى معاهد الموسيقى.
يضيف "عطا الله" : الة الغاب تصنع من عود قصب الغاب، وكنت أبحث عنها فى الزراعات وبعد وضعها فى الشمس حتى تجف من الماء أقوم بصنع الثقوب، التى تضع يديك عليها للتلاعب بطريقة النفس لإصدار صوتها، وفى الصعيد تمسى بـ"الغاب" لكن فى معاهد الموسيقى وفى الفرق الكبيرة لايعترفون بذلك المسمة ويطلقون عليها آلة "الكولة"، والتى تختلف عن العزف البدائى من حيث المقامات.
وتابع: "الصعيد لايعترف بالموسيقى، بشكل عام وفكرة إقناع الأسرة والتمرد على العادات والتقاليد، خاصة أن يتحول موضوع العزف على "الناى" من هواية لدراسة وتتحول بعد ذلك إلى مصدر أكل عيش وجدت رفض تام خاصة أن أسرتى كانت ترتبط بالزراعة والأرض والحرث، لكن قررت كسر تلك القيود، وقررت الدخول لمعهد الموسيقي بعد حرب شرسة من الجميع".
خوض التجربة بما فيها ، وتحمل القرار كان هو الشىء الأصعب لأن الصعيد لايعترف بأى موسيقى، لكن انا وجدت فى نفسى موهبة ، وكان حرام تطوير المنحة التى كرمنى الله بها، وأول من تحدث معى الشيخ ياسين التهامي أثناء حضورى معه حفلاته وقالى انتا موهوب لازم الموهبة دى تطورها بالدراسة، وبالفعل قدمت أوراقي للالتحاق بالمعهد لدراسة النوتة، وكانت لي حفلات متعددة في سيدنا الحسين والسيدة زينب”.
العزف على الناى" يهوانى خاصة عندما يكون فى في حب رسول الله وال البيت، وكثيراً ماوجهت حرب من السلفيين الذين كان يرفضون حلقات الذكر والمديح ، وكنت عندما أجادلهم لا يجدون ردا يقنعونى به، وأنا أسعى لتورث ابنائي هذه المهنه، ونجلي الصغير بالفعل يهوي العزف على "الناى" وأنا أترك لهم الحرية فى كل شىء ولا أتدخل في اختيارتهم وسوف اترك لهم المجال سواء بالسير على طريقى.