"خليك فى البيت" لم يعد مجرد شعار لتشجيع المواطنين على البقاء فى المنزل حرصا على حياتهم، بل تحول إلى أسلوب حياة أغلب سكان الكرة الأرضية، فمن بيتك يمكنك انهاء عملك وخدماتك وكذلك الاستمتاع برحلات سياحية وزيارات لأشهر المناطق الاثرية والمتاحف حول العالم.
وزارة السياحة والاثار تبحث عن بدائل تٌشبع بها رغبات محبى الحضارة الفرعونية والاثار المصرية، فكانت السياحة الافتراضية أحد الحلول لتقديم وجبه ممتعة للسائحين حول العالم وداخل مصر، والاستمتاع بنشوة التنقل والترحال فى عالم افتراضى خارج حدود العزل المفروضة على الدول.
و اطلقت السياحة والاثار مع بداية الأسبوع الجارى خدمة الزيارات الافتراضية علي صفحاتها الرسمية لمواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت للمواقع الاثرية المصرية، بالشراكة مع المعاهد والمؤسسات العلمية والأثرية، لزيارات بعض المواقع الأثرية المصرية حيث يتم إطلاق زيارة جديدة او جولة إرشادية لاحد المواقع او المتاحف الاثرية، يوميا في تمام الساعة 7 مساء.
وعلى مدار الأسبوع الاول لإطلاق المبادرة اتاحة الوزارة خمس مواقع مختلفة متنوعة بين اثار فرعونية وقبطية واسلامية ويهودية فى محاولة منها لإرضاء رغبات الجميع، يمكنك زيارتهم وانت فى بيتك فقط اختار وابدأ الرحلة.
وجاءت اولي الزيارات الافتراضية لمقبرة مننا وهي من أجمل مقابر النبلاء بالبر الغربي بمدينة الأقصر والتي تعود إلى الأسرة الثامنة عشر، وهو كان كاتباً للحقول الملكية في عهد "تحتمس الرابع" أيضاً.
ويظن العامة أن مقبرته هى مقبرة وزير الزراعة لأن معظم مناظر هذه المقبرة تدور حول الزراعة من حرث الأرض وبذر الحبوب، وزراعة الكتان وتمشيطه، ومناظر الحصاد.
و ثانى الزيارات لمقبرة الملكة مرس عنخ الثالثة، وهى حفيدة الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر وابنة الملكة حتب حرس الثانية، وربما كانت زوجة الملك خفرع أو منكاورع.
ودُفنت مرس عنخ في مقبرة صخرية فريدة بجوار هرم خوفو جدرانها مزينة بمناظر ملونة تصور الملكة وعائلتها الملكية، وكذلك الخدم والحرفيين والكهنة، كما تصور المناظر الأثاث الجنائزي الخاص بالملكة والتي من الممكن ان يكون تم وضعها في مقبرتها مثل التماثيل والأثاث وصناديق تحتوي على الطعام وملابس ومجوهرات بالإضافة إلى صورة للتابوت الخاص بها والمصنوع من الجرانيت الأسود والذي تم العثور عليه بالفعل في غرفة الدفن بمقبرتها.
وثالث موقع هو أثر قبطي هام وهو الدير الأحمر بمحافظة سوهاج ويعتبر من أهم الأديرة التي شيدت فى العصور المسيحية المبكرة، أنشأه الأنبا بشاى فى أوائل القرن الرابع الميلادى، وقد استخدم الطوب الأحمر كمادة أساسية فى تشييده لذا سمى بالدير الأحمر، كما استخدم حجر الجير الأبيض وبعض الأعمدة من الجرانيت الوردى والأسود.
ومن الاثار الاسلامية جامع ومدرسة السلطان برقوق بشارع المعز، وهي مجموعة معمارية أثرية شهيرة بالقاهرة، مبنية على الطراز الإسلامي المملوكي. تضم المجموعة مسجدًا ومدرسة وخانقاه وقبة ضريحية. أمر بإنشائها السلطان الظاهر سيف الدين برقوق مؤسس الدولة المملوكية الثانية (الجركسية أو البرجية)، وذلك تحت إشراف الأمير جركس الخليلي أمير آخور، خلال الفترة من 786هـ/1384م إلى 788هـ/1386م.
وخامس موقع اختارته الوزارة هو المعبد اليهودي بن عذرا بمنطقة مصر القديمة، وكان في الأساس كنيسة تسمى "كنيسة الشماعين" وقد باعتها الكنيسة الأرثوذكسية للطائفة اليهودية، عندما مرت بضائقة مالية نتيجة لزيادة الضرائب التي فرضت عليها وقتها، وسمي المعبد بهذا الاسم نسبة إلى "عزرا الكاتب" أحد أجلاء أحبار اليهود، ويسمى أحيانا بمعبد الفلسطينيين، أو معبد الشوام.
والسياحة الافتراضية ليست وليدة أزمة فيروس كورونا، بل إنها ظهرت منذ عشر سنوات تقريبا وأخذت فى النمو بشكل خاص خلال العامين الماضيين، وكانت تستغلها المنصات الالكترونية لتقديم وجبه خفيفة للسائح ليستكشف المكان الذى سيزوره ويتعرف على معالمه قبل الزيارة، وليختار على أساسها وجهة بعينها ويفضلها على وجهة آخرى.
وكانت الهيئات السياحية في البلدان المختلفة حول العالم تستغلها لترغيب السياح بزيارة الأماكن السياحية حيث تقدم للسياح فرصة زيارة أهم المعالم بمجرد ارتداء خوذة الواقع الافتراضي والتجول رقميا للتعرف على المعالم السياحية عن كثب واتخاذ قرار السفر إلى تلك الدولة، ويمكن زيارة المدن والفعاليات الترفيهية والمتاحف والآثار والمتنزهات والجبال والجزر والتجول بالقرب من الحيوانات البرية المفترسة، وغيرها.
ولكن فى ظل الظروف الحالية أصبحت السياحة الافتراضية هى وسيلة للتنقل بين المقاصد السياحية والاستمتاع بها عن بعد، ويؤكد خبراء السياحة أن السياحة الافتراضية رغم اهميتها فى الوقت الحالى إلا أنها ستكون مجرد مسكنات لإشباع رغبات السائحين حول العالم لحين انقضاء الأزمة.
وفى المنطقة العربية بدأت لبنان ودبى والاردن فى اتاحة زيارات افتراضية ايضا لمتاحفها ومعالمها الشهيرة، وعالميا كانت من أشهر المقاصد سور الصين العظيم الذى كان يزوره 65 الف زائر يوميا، وتاج محل، بالهند الذى يبلغ زواره حد الـ 15 الف يوميا، ومتحف اللوفر وأكروبوليس، هذه القلعة القديمة فى أثينا- اليونان.