نتابع يومياً أعداد الإصابات المتزايدة بكورونا، والوفيات والمتعافيين أيضاً؛ الفيروس الذى حصد أرواح الآلاف وأصاب نحو مليوناً و347 ألفاً، ذوى المصاب بالفيروس يصابون بالهلع وقد يرون الألم الجسدي للمريض عبر الأعراض الظاهرة، ولكن ماذا عن الألم النفسي الملازم للشخص المصاب؟ بماذا يشعر؟ وبماذا يفكر؟؛ روّى العشرات من المصابين تجاربهم النفسية من مختلف الدول العالم، فى تقرير نشرته قناة فرانس 24 الفرنسية ، يكشفون من خلاله آلامهم ومخاوفهم.
لقد وصلت إلى باب الجحيم وعدت، رأيت أولئك الذين لم يتعافوا والذين ماتوا، هذا الأمر أثّر فيّ كثيراً، لم أعد آخذ أي شيء على محمل الجدّ، هكذا تحدث وان شونهو، صيني يبلغ 44 عاماً، أصيب بالفيروس، ونقل 30 يناير إلى مستشفى ميداني في ووهان حيث ظهر الوباء للمرة الأولى، وقد تعافى بعد مرور 17 يوماً في المستشفى، وقد أمضى 14 يوماً في الحجر الصحي ينتظر أن يتلقى على هاتفه رمزا يؤكد أن صحته سليمة.
"نفسيتي غير مرتاحة على الإطلاق، لا أكفّ عن البكاء، لا راحة، هذا الوضع يفوق قدراتي"، بهذه الكلمات تحدثت جميلة كيروش، ربة منزل فرنسية تبلغ 47 عاماً كانت عاملة نظافة في السابق، متزوجة ولديها ثلاثة أبناء يبلغون 6 و11 و19 عاماً، وقد أُصيبت بكورونا المستجدّ في 17 مارس وعزلت نفسها في منزلها في مولوز في شرق فرنسا حيث يتفشى المرض كثيراً.
وعقب إصابتها وعزلها منزليا شعرت "كيروش" بآلم نفسى حاد، ونقلت عنها فرانس بريس قولها: "توسّلت لزوجي كي يأخذ إجازة لمدة أسبوع لكنه يعمل في ملحمة، فقال لي:"تخيلي إذا قام الجميع بذلك؟ لن يعود هناك طعام"، وتابعت "في المنزل، أرتدي قفازات وقناعاً واقياً. لا ألمس الطعام. لكن اثنين من أبنائي يسعلان".
وتشرح "كيروس" صراعها النفسى وما تفكر به بقولها:"الأسوأ من كل شيء هو الفروض المدرسية. يضع أبنائي ضغطاً كبيراً على أنفسهم، يريدون أن ينجحوا في المدرسة. يعطيهم أساتذتهم فروضاً وكأن الوضع طبيعي. ابنتي البكر البالغة 19 عاماً تحضّر لشهادة الباكالوريا المهنية وأراها تبكي عندما لا تتمكن (من التركيز) ولا يمكنني أن أضمّها بين ذراعي ومواساتها ومساعدتها".
" فترة المرض وحدة، وحدة كاملة..أنا مصدومة.. هذا الأمر لا يحدث، عمري 25 عاماً، أنا شابة، صحتي جيدة، هذا جنون"، بهذه الكلمات عبرت بوينوس آيرس - ماريسول سان رومان، عالمة اجتماع وطالبة أرجنتينية تبلغ 25 عاماً، بعدما أُصيبت بكورونا في 10 مارس أثناء عشاء وداعي في مدريد بعد إغلاق معهد "إمبريسا" حيث كانت تتعلّم، قبل عودتها إلى وطنها.
الطالبة الأرجنتينية خضعت للحجر الصحى في منزلها، وتصف حالتها بقولها:" كنت أشعر أنني أتمزّق من الداخل، ما إن رآني الطبيب، أدرك أنني كنت على احتكاك بمصاب، لأنه كان هناك أشخاص في صفّي في الجامعة مصابين بكورونا المستجدّ"؛ وتصف كيف كان والدها البالغ 65 عاماً يتجنب الاحتكاك بها فيترك لها الطعام أمام باب غرفتها، فينبغي عليها وحدها أن تتعالج من التهاب رئوي ناجم عن سعالها وقياس معدّل الأكسيجين في الدمّ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة