رغم الفيروسات والأوبئة الضارة بالمواطنين فى كل صوب وحدب، إلا أنه لا يزال يتم تداول الفراخ الحية وذبحها بالشوارع والمحلات، والتى تعتبر واحدة من المخاطر التى تحيط بصحة الإنسان وتعرض حياته للخطر، وخاصة مع انتشار الأمراض، والأوبئة، واجتياحها دول العالم وآخرها كورونا الذى يهدد معظم دول العالم لما لهذا الذبح غيرالآمن من مخاطر فى نقل الميكروبات والأوبئة، خاصة أن أهم بيئة يعيش فيها وتنمو فيها الميكروبات هى "الدم" وبالرغم من صدور قرار فى هذا الشأن، وهو القانون 70 لسنة 2009 والذى يحظر تداول الدواجن الحية وذبحها فى المحلات، إلا أن هذا القانون لم يفعل في كل محافظات الجمهورية، حيث لا ترتكب محلات الدواجن الكثير من المخالفات الخاصة بعملية الذبح و التنظيف.
ذبح الدواجن والطيور بالشوارع مسلسل مستمر بالشوارع
وعلى الرغم من وجود القانون بلائحته التنفيذية إلا أنه لم يفعل إلا لمدة عام تقريبا، وعقب قيام ثورة 25 يناير فى 2011 لم يتم تطبيق القانون حتى الأن، وهو ما جعل المشكلة تتفاقم دون اتخاذ خطوة لحماية المواطن من مخاطر التداول الغير أمن للطيور وذبحها خارج المجازر المرخصة، دون الرقابة عليها، وعن طرق الوقاية أكد رجال الطب البيطري، علي أنه يجب اتخاذ إجراءات وقائية منها تطهير مزارع المربيين بصفة مستمرة، وارتداء العاملين الملابس الوقائية المعقمة عند دخولهم للمزارع فيما يًعرف بعملية " الأمن والأمان الحيوي" لحماية المزارع من أي فيروس جديد، وتطعيم الطيور والدواجن ضد أي فيروس ومنع إستيراد أي دواجن من الخارج.
أسواق المنوفية والغربية تتواصل بها عرض الفراخ وذبحها بالشوارع
وفيما يلي يرصد "اليوم السابع" تواصل البيع والشراء والعرض للطيور والفراخ بالأسواق وسط الشوارع بصورة تعرض المواطنين للخطر والإصابة بالأوبئة والأمراض:-
ففى المنوفية تعد مدينة شبين الكوم من أكثر المدن التي تشهد ذبح الطيور خارج المجازر فى شوارع المدينة وخاصة فى مدخل سوق شبين الكوم ومدخل مدينة شبين أمام مزلقان أبو عجوة بمدينة شبين الكوم، وذلك بسبب ضعف الرقابة على أصحاب المحلات الأمر الذي يتسبب فى انتشار الأمراض والروائح الكريهة، ويقول محمد نصر موظف ومقيم بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية: نعانى الأمرين وذلك بسبب انتشار ذبح الطيور فى شوارع المدينة الأمر الذى يتسبب فى انتشار الأمراض التى من الممكن التى تحملها الدواجن لأنها لا تخضع إلى تحاليل للتأكد من عدم حملها للفيروسات، حيث ينص قانون تداول وبيع الطيور على عدم السماح بنقل الطيور والدواجن الحية، بكافة أنواعها فيما عدا الكتاكيت عمر يوم، من المزارع إلى أى مكان آخر إلا إذا كانت مصحوبة بتصريح من الهيئة العامة للخدمات البيطرية بعد الفحص المعملى القومى للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجنى وثبوت خلوها من مرض أنفلونزا الطيور، ومنع تداول وبيع الطيور والدواجن الحية منعا باتا، لتتحول عملية البيع والتداول للطيور الحية إلى تداول وبيع الطيور والدواجن المجهزة المذبوحة بالمجازر المرخصة من وزارة الزراعة.
الاسواق تنتشر بها بيع وتداول الفراخ الحية
وتقول هالة محمود ربة منزل ومقيمة بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية: لا نثق سوى فى شراء الطيور الطازجة من المحلات وبالتحديد لا بد أن تذبح أمامى ، وذلك يكون ثقتنا الكاملة في صحتها وفي كونها سليمة، متابعة أنها اكتسبت عادة شراء "الفراخ" الحية من والدتها التي كانت تقوم بنفس الشيء ولا تثق في إلا فى الفراخ المذبوحة، أمام أعينها، وتقول سامية محمود ربة منزل ومقيمة بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية: الدواجن المجمدة نثق فى مصدرها لأنها يتم تجميدها فى درجة كبيرة بروده عالية تقتل خلال كافة الفيروسات، ونثق أكثر فى شراء ها إن كان مصدرها من منافذ وزارة الداخلية "آمان" وغيرها من المنافذ الموثوق بها التابعة للدولة، وهذا يعد حلًا لتقليل ما تسببه محال بيع الدواجن الحية من تلوث إثر إلقاء مخلفاتها ونقل للأمراض فى ظل الازمة الكبيرة التى تشهدها دول العالم .
بيع ووزن الفراخ قبل ذبحها
وتضيف ولاء السيد موظفة ومقيمة بمدينة شبين الكوم إن انتشار ذبح الطيور خارج المجازر وفى وسط شوارع المدينة وبالتحديد بالأسواق المنتشرة بالمدينة بب فى انتشار الامراض بالإضافة الى قيام ذابحي الطيور بإلقاء المياه بالريش فى مواسير الصرف الصحي الأمر الذى يتسبب فى انسداد بيارة الصرف الصحي ويرجع ذلك إلى قلة وعى المواطنين فى شراء الدواجن من الأسواق والتي تسبب فى نقل الأمراض لهم.
تواصل عرض الفراخ وذبحها بوسط الطريق بمشاهد مخالفة
وطالب محمود فريد صاحب محل بمدينة شبين الكوم، بضرورة تكثيف الرقابة البيطرية على محلات الدواجن بالأسواق نظرًا لما يقوم به أصحاب هذه المحلات من تصريف فضلات ذبح الطيور فى الشوارع وداخل بالوعات الصرف الصحي وهو الأمر الذى يؤدى إلى انسدادها بصفة مستمرة، بالإضافة إلى الطريقة غير الآمنة فى عمليات التخلص من مخلفات الذبح وفضلات الطيور التى تذبح فى الشوارع.
وأوضح فريد أن الطيور تعتبر عاملاً مباشرًا فى نقل الأمراض والأنفلونزا نظرًا لأنها تتأثر بظروف الطقس وبرودة الشتاء، وهذا يتطلب التشديد على محلات الجزارة والدواجن لعدم السماح لهم بإلقاء أى مخالفات تضر بالصحة العامة للمواطنين.
جانب من بيع الفراخ للمواطنين
وفى الغربية رصد "اليوم السابع" خلال جولته داخل مدينة زفتى التابعة لمحافظة الغربية، الذبح العشوائى للدواجن وبيعها للمستهلك على مرأى ومسمع من الجميع، دون أى وعى للمواطنين الذين يتعاملون مع هؤلاء الباعة التى تشكل خطورة على المجتمع بأكمله.
وقال محمد عبد المقصود أحد أهالى منطقة السوق فى زفتى، إن مجلس المدينة يشن حملات يومية لإزالة السوق، الذى يرجع عمره إلى أكثر من 50 سنة وكان بمثابة قنبلة موقوتة تشكل خطرا كبيرا على جميع الأهالى، ولكن بعد كل حملة نتفاجأ صباحا بعودة البائعين للسوق مرة أخرى، الأمر الذى أثار غضب الكثير وتعاطف أيضا الكثير مع هؤلاء الباعة لعدم تخصيص أماكن بديلة لهم بعد قرار محافظ الغربية بإزالته .
جانب من ذبح الطيور بعشوائية بالمحافظات
وأضاف عبد المقصود: أصحاب محلات الدواجن أصبحوا أكثر خطورة من البائعين فى الأسواق العشوائية، حيث إنهم افتقدوا جميع إجراءات السلامة والصحة الغذائية، بحيث يقومون ببيع الطيور مذبوحة ويقومون بسلخها وإلقاء مخلفاتهم فى الشوارع، كما تأتى سيارات رفع المخلفات والتى تزيد الأمر خطورة بحيث إنها تنقل المخلفات عن طريق "براميل" بلاستيكية مكشوفة وتقوم بنشر كل تلك المخلفات وتطايرها فى الشوارع وهى تسير.
فيما قال محمد القاضى أحد الشباب: توجد كارثة أكبر وهى نقل الدواجن بواسطة السيارات فى الشوارع بواسطة صناديق بلاستيكية والتى ينبعث منها روائح كريهة جدا قد تسبب للمواطنين بالأمراض، والأخطر فى الأمر أنه يوجد وسط هذه الدواجن أمراض قد تنقل إلى المواطنين بكل سهولة.
جانب من عرض الفراخ بالاسواق حية
وفى الأقصر رغم توافر المعدات الحديثة والذبح للطيور بالأساليب الصحية والتقنية المتطورة، إلا أنه توجد فى بعض القرى ومدن المحافظة محلات مازالت تستخدم الوسائل التى تضر بصحة المواطنين فى المحلات خلال ذبح وبيع الدواجن، والتى تشمل "الرياشة" و"حلة المياة الساخنة" الملوثة، وتقطيع الدواجن والطيور على حوض يعج بالدماء، فى مشهد يضر بصحة المواطنين ويعرضهم للخطر وانتشار الأمراض والأوبئة وغيرها بحق الأهالي.
ذبح الفراخ بصورة مخالفة
ورصد "اليوم السابع"، خطوات ذبح الطيور والدواجن فى عدد من المحلات بمدن الأقصر المختلفة، والتى تبدأ من وضع الطيور فى يد البائع الذى يسمى عليها ثم يذبحها ويضعها فى برميل صغير يحتوى على دماء مخلفات الذبح اليومية من الدواجن، وينتقل البائع للمرحلة الثانية وهى وضع الطيور داخل حلة ضخمة بداخلها مياة ساخنة لدرجة الغليان حتى يسهل نزع الريش منها، ثم تنتقل لمرحلة الرياشة وهى عبارة عن حلة ضخمة بداخلها أدوات بلاستيكية مطاطية لنزع الريش من الطيور، ثم يحملها البائع ليضعها على "حوض" من الرخام أو البلاط لكى تدخل مرحلة التقطيع للطيور بمشاهد تعرض الجميع للخطر والأمراض لوجود كمية كبيرة من الدماء على الحوض، ثم يتسلمها المشترى ليطهيها داخل منزله، والغالبية العظمى من الأهالى لا يرون تلك المشاهد لوجودها فى غرف داخلية بمحلات بيع الطيور والدواجن.
عرض الفراخ بالشوارع على المواطنين
ويقول الحاج عثمان محمد أحمد إبن مدينة إسنا: تلك المحلات لبيع الطيور والدواجن لأماكن تنقل الأوبئة والأمراض خاصة أن العاملين يفتقدون لكافة المعايير الصحية فى عملية الذبح، حيث تنعدم الرقابة الصحية والاشتراطات الخاصة بالذبح وبيع اللحوم وغيرها للمواطنين فى عدد كبير من تلك المحلات، مناشداً بتشديد الرقابة خلال الفترة المقبلة لحماية المواطنين وخصوصاً بعد إنتشار الفيروسات المعدية حول العالم أجمع من جراء الممارسات السيئة، وقال لـ"اليوم السابع"، إن أصحاب محلات الداوجن تختلف قوائم الأسعار فيما بينهم، فهم المتحكمين فى الأساس بالتسعيرة حسب مايرونه بصورة يومية، وكذلك قيامهم بتقطيع الدواجن بمشهد يعرض المواطنين للإصابة بالأمراض ويتم فصل الأجنحة عن الوراك عن الأرجل والأحشاء الداخلية وغالبية الأهالى لا يعلمون كيف يتم ذلك الأمر أمام أعينهم، مؤكداً على أنه يوجد تلوث كبيرة فى عدة العمل داخل تلك المحلات ويوجد إنتشار كبير للدماء التى تتجلط وتتجمد على حوض تقطيع الدواجن وداخل البراميل وغيرها دون تنظيف بعد كل طير يتم ذبحه فى كل مرة.
عمليات ذبح الدواجن الحية بالاسواق
مسلسل مستمر بالشوارع رغم الفيروسات والأوبئة