كاتب فلسطينى، يعد من أشهر الكتاب والصحفيين العرب فى القرن العشرين، كانت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة متجذرة فى عمق الثقافة العربية والفلسطينية، هو غسان كنفانى، الذى ولد فى مثل هذا اليوم 9 أبريل من عام 1936م، فى عكا شمال فلسطين،لكنه أجبر على اللجوء مع عائلته فى بادئ الأمر إلى لبنان ثم إلى سوريا، ثم عاش وعمل فى دمشق ثم فى الكويت وبعد ذلك فى بيروت منذ 1960 وفى 1972م.
إحدى لوحات غسان كنفانى
كان غسان كنفانى يحب الفن التشكيلى وبالمقارنة بين الأعمال الأدبية وأعماله فى الفن التشكيلى نجده ترك 18 كتابًا فى مقبال ما يزيد على 36 عملا زيتيًا، إلى جانب الأعمال التى أنجزها بالفحم أو بتقنيات أخرى مثل قلم الرصاص والحبر فهى كثيرة حيث كان ينشرها بمحاذاة النص القصصى أو القصيدة فى النشرة الملحقة لصحيفة (المحرر) أيام ستينيات القرن الماضى، ولكنه ترك 18 كتابًا، فبالمقارنة مع لوحاته نجد أنها تفوق نصوصه الأدبية فى أعدادها.
إحدى لوحات غسان كنفانى
كما كان تربط غسان كنفانى بالأطفال علاقة طيبة، حيث كان يرى أن الأطفال هم المستقبل الحقيقى، فكان يرددها كثيرًا فيقول "الأطفال هم مستقبلنا"، وأثر ذلك واضح فى قصصه حيث كتب العديد من القصص كان أبطالها من الأطفال، ونشرت مجموعة من قصصه القصيرة فى بيروت عام 1978 تحت عنوان "أطفال غسان كنفانى". أما الترجمة الإنجليزية التي نشرت في عام 1984 فكانت بعنوان "أطفال فلسطين".
غسان كنفانى ولميس بنت شقيقته
تم استهداف غسان كنفانى من قبل الموساد الإسرائيلى فى بيروت حيث قامت مجموعة من عملاء الموساد تحت جنح الظلام، بزرع عبوات متفجرة في سيارة غسان كنفانى، وكانت فى جراج منزله في منطقة مار نقولا ببيروت الشرقية، وحين استقل كنفانى السيارة فى صباح اليوم التالى لزرع العبوة وأدار المحرك وكانت معه بنت شقيقته لميس، انفجرت السيارة ليموت هو بنت شقيقته.
ترك غسان كنفاني 18 كتابًا، إلى جانب مئات المقالات والدراسات فى الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطينى، فى أعقاب اغتياله تمت إعادة نشر جميع مؤلفاته، فى طبعات عديدة، وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت فى أربعة مجلدات، وترجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى سبع عشرة لغة ونشرت فى أكثر من 20 بلداً، وتم إخراج بعضها فى أعمال مسرحية وبرامج إذاعية فى بلدان عربية وأجنبية عدة، واثنتان من رواياته تحولتا إلى فيلمين سينمائيين، ولا تزال أعمال غسان كنفانى الأدبية التى كتبها بين عامى 1956 و1972 تحظى بأهمية متزايدة.
شهادات عن غسان كنفانى
فى شهادة محمود درويش: لدى قراءة كنفاني اليوم نكتشف، أولاً ودائماً، أنه في عمق وعيه كان يدرك أن الثقافة أصل من عدة أصول للسياسة، وأنه ما من مشروع سياسي دون مشروع ثقافي، لعل المسعى الأهم لبحوث كنفاني الأدبية هو ذلك المتمثل في ترسيخ أسس ولادة الفلسطيني الجديد، لجهة التأني عن الإنسان المجرد والفلسطيني المجرد والاقتراب من الإنسان الفلسطيني الذي يعي أسباب نكبته ويدرك أحوال العالم العربي ويعرف أكثر ماهية الصهيوني الذي يواجهه. وهذه المهمة لا تستطيع أن تقوم بها إلا ثقافة في مفهومها النقدي، المتجاوز لما هو سائد، الذي يقطع مع القيم البالية.
وفى شهادة غادة السمان: سأحاول أن أنبش وهج رسائله إلى غادة السمان، لا بوصفها فضيحة معلنة، كما أرادها حملة السيوف، بل من باب أن هذه الرسائل نصوص عشق متوحشة، فالمناضل الجيد عاشق جيد بالضرورة. كنفاني كما تكشف عنه سطوره في الرسائل يكتب نصاً متوهجاً من دون أقنعة.
وقال الكاتب السورة خليل صويلح: عودنا غسان أن تكون هداياه لنا بالمناسبات:"مولد أحدنا أو الأعياد الدينية والوطنية" رسائل أو لوحات يرسمها.