تحتفل أوروبا بعيد العمال 1 مايو وسط أزمة فيروس كورونا الذى أدى إلى حبس العمال والموظفين فى منازلهم بسبب الحجر الصحى وإجراءات العزل، ودعا العديد من النقابات العمالية فى أوروبا إلى النزول إلى الشوراع للمطالبة بالعودة إلى العمل مرة أخرى.
ومن الواضح أن صبر العديد من الأوروبيين نفذ وأعربوا عن حالة الغضب الذى يشعرون به ضد الحكومة بسبب إدارتها لوباء فيروس كورونا، والدليل على ذلك هى دعوة مجهولة تشجع الإسبان على التمركز يوم الأحد المقبل فى ساحة دى كولون بمدريد، تحت شعار "كفى! استقالة الحكومة! "، الفكرة هى أن يذهب المشاركون فى سياراتهم إلى هذه النقطة المركزية من العاصمة لإظهار غضبهم.
احتجاجات فى عيد العمال
ودعت النقابات العمالية فى إسبانيا من Unai Sordo وUGT إلى النزول إلى الشوراع اليوم الجمعة، من أجل الاحتجاج على البقاء فى المنازل وعدم مزاولة عملهم، وقال رئيس النقابة بيبى ألفاريز" إننا نطالب بعودة العمال مرة آخرى بعد الحبس 6 أسابيع.
وانطلق هاشتاج # 1 deMayo على مواقع التواصل الاجتماعى للاحتفال بعيد العمال والنزول إلى الشوراع للعودة إلى العمل فى ظل انتشار أزمة كورونا.
وارتفع معدل البطالة فى إسبانيا إلى 14.4% من 13.8%، وتأثر 285.600 وظيفة بأزمة فيروس كورونا، مما أدى إلى انخفاض عدد العاملين فى الربع الأول من عام 2020، وقالت وزيرة الاقتصاد ودعم الأعمال، أنا دى لا كويفا، فيما يتعلق بزيادة البطالة أنها تأمل فى هذا الوضع المؤقت أن يتعافى سوق العمل، فى الأشهر المقبلة، وذلك وفقا لتوقعات بنك إسبانيا، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وفى كتالونيا، تظهر الإحصاءات زيادة فى معدل البطالة من 10.5% إلى 10.7%، نما العاطلون عن العمل بمقدار 5.800 بينما انخفض العاملون بمقدار 27.000 شخص.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعهد الوطنى للإحصاء (INE) يتوقع أن معدل البطالة سيصل إلى أعلى مستوى له فى الربع الثانى من عام 2020 وسيقترب من 20%، ويقدر بنك إسبانيا فى أسوأ سيناريو له أن البطالة ستصل إلى 21.7%.
إنها ليست المرة الأولى التى يتم فيها الدعوة لمثل هذا الاحتجاج، فقد نظم آلاف الأشخاص يوم السبت الماضى اعتراضا عن طريق قرع الأوانى من شرفاتهم للاحتجاج على السلطة التنفيذية. ربما نتيجة لهذا النجاح والاستفادة من دوى شبكات التواصل الاجتماعى، ولدت هذه الدعوة الاحتجاجية من جديد.
على الرغم من كونه تحت حالة الطارئ المعلنة منذ 14 مارس، إلا أن حق التظاهر لا يزال ساريًا وفق ما صرح به المدعى العام الإسبانى.
وفى فرنسا، أعدت نقابات ومنظمات شبابية "برنامجا إلكترونيا" حافلا، للاحتفاء باليوم التاريخى، ودعت إلى رفع اللافتات بالشرفات وداخل المنازل، واجتياح مواقع التواصل، للمحافظة على بريق الاحتفالات فى هذا اليوم، رغم انتشار الفيروس، إلا أنه تم حظر أى احتجاجات فى يوم الاحتفال بعيد العمال.
وفي إيطاليا، أعلنت كبرى النقابات العمالية تنظيم العرض الموسيقى الضخم السنوى المعتاد فى العاصمة روما، لكن بدون جمهور، وسيبث على إحدى القنوات المحلية.
وفى ألمانيا، تعد يوم الاحتفال بعيد العمال، يوماً للاحتجاجات الصاخبة والشوارع المزدحمة، إلا أن اليوم اقتصر على مظاهرات صغيرة فى العاصمة برلين.
احتجاجات
كما ينظم مُعدو هذه الاحتجاجات، الاتحاد الألماني للنقابات العمالية والحزب الاشتراكي الديمقراطي، فعاليات التظاهر اليوم عبر الإنترنت، ورغم ذلك، فإن الشرطة في مدن مثل برلين ستكون على أهبة الاستعداد لتفريق أي تجمعات تنتهك قواعد التباعد الاجتماعي الحالية.
مظاهرات فى عيد العمال
وتم السماح بأكثر من 20 مظاهرة صغيرة في العاصمة برلين، على ألا يتجاوز عدد المشاركين في كل منها 20 شخصاً، وهو أمر بعيد كل البعد عن الفعاليات المعتادة لعيد العمال، التي تشهد مشاركة آلاف الأشخاص.
كما فضت الشرطة أمس الخميس في برلين مسيرة جرى تنظيمها بدون تصريح بحي فريدريشسهاين، ورغم القيود المفروضة على التجمعات في إطار مكافحة جائحة كورونا، احتشد عشرات المواطنين من تيار اليسار مساء أمس في إحدى الساحات، ودفعتهم الشرطة إلى الخروج منها.
وفي هذا السياق أعلن وزير الداخلية المحلي في ولاية برلين أندرياس جايزل في وقت سابق أمس أن الشرطة ستتخذ إجراءات سريعة وحاسمة ضد المظاهرات التي تخرج دون تصريح.
وكانت جماعات يسارية معتدلة ومتطرفة قد أعلنت من قبل أنها ستنظم مظاهرات واحتجاجات عشوائية في أماكن عدة، لتصيب الشرطة بنوع من الاضطراب.
كما خرجت مسيرة إحتجاجية في جمهورية التشيك، للمطالبة بإستقالة رئيس مجلس الوزراء أندرية بابيش، بسبب ماتعانيه البلاد من أزمات متكررة سواء قبل جائحة كورونا أو بعدها، رافعين اللافتات المطالبة بإبعاده عن الحكم.
كما طالبوا برفع الاجراءات الاحترازية، وفقا لما ذكره راديو براج الدولي أن حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في التشيك وصلت إلى اليوم 7563 والوفيات 227 ، وهي ثاني أقل زيادة في الحالات، على مدى الأسبوعين الماضيين.
كما شهدت منطقة الحدود البولندية الألمانية احتجاجات على الجانب البولندي بسبب قرار سلطات العاصمة البولندية "وارسو" إغلاق الحدود مع ألمانيا في خضم جائحة وباء كورونا المستجد.
ووفقًا لوكالة الأنباء البولندية بي ايه بي، فإن نحو 300 شخص خرجوا إلى الشوارع في مدينة تجورتسلك الحدودية احتجاجا على القرار ، فضلا عن مشاركة العشرات في مظاهرات مماثلة في كل من سلوبيس وروزوفيك وجوبين.
وبحسب بيانات الشرطة ، سارت الاحتجاجات بشكل هادئ دون التأثير على حركة سير البضائع بين المشاركين.
وكانت الحكومة البولندية القومية المحافظة برئاسة ماتيوش موارفيتسكي قررت منتصف شهر مارس الماضي غلق الحدود أمام الدول في إطار مكافحة اللائحة كورونا ، مع فرض حجر منزلي لمدة 14 يوما على العمالة العائدة إلى البلاد.
كما شهدت قرية شالوبكي، على الحدود مع جمهورية التشيك ، مسيرة صغيرة أعرب خلالها عمال بولنديون عن تخوفهم من فقدان أعمالهم في التشيك بسبب طول فتره غيابهم عنها.
وبحسب بيانات وزارة الصحة البولندية ، وصل عدد حالات الإصابات المؤكدة التي تستخدمها كورونا في البلاد إلى 10 آلاف و 892 حالة ، حالة متاجر بعد ظهر أمس ، والوفيات إلى 494.