نبحث يوميا على قصص وبطولات نرويها لأطفالنا للتعلم منها، ورغم مرور ما يقرب من 3 أعوام على استشهاده ستبقى الألسنه تنطق ببطولاته لتنتقل بين الأجيال وتحفر من ذهب فى صفحات التاريخ، انه البطل العقيد أركان حرب "أحمد المنسى".
مشاهد متعددة جاءت فى مسلسل "الاختيار" الذى يحظى بمتابعة واسعة تحكى علاقة البطل الشهيد بجنوده والذى أكسبته محبه ومكانه خاصة فى قلوبهم، ومن بينهم "خالد حراز" أحد أفراد أبطال الجيش المصرى الذى خدم مع الشهيد وكان إلى جانبه وقت معركته الأخيرة ضد الإرهابيين.
يروى "خالد" المقيم فى المنزلة محافظة الدقهلية رحلته فى الجيش مع الشهيد "المنسى"، قائلا: "التحقت بالجيش فى يوليو 2015 وكانت البداية بكتيبة الشيخ زويد وكنت أسمع عن الشهيد المنسى قصص كثيرة تكمن تحت كلمة واحدة وهى "الإنسانية" وبعد تعرض الكمين الذى كنت أخدم فيه لهجوم إرهابى وإصابتى أتممت عملية العلاج وعدت مرة ثانية إلى موقعى دون خوف أو تردد فهو واجب وطنى على الجميع القيام به لحماية أهلنا وأرضنا ممن يرغبون سلبها من أصحابها".
وتابع: "عند عودتى من الإصابة كان الشهيد "المنسى" استلم الكتيبة تعلمت منه الكثير من المواقف وعرفت الإنسانية فى كل صورها، لم يتردد فرد فى الكتيبة من التقرب إليه للتحدث والتعلم منه، وعندما كان يواجه أحداً منا مشكلة حتى وإن كانت شخصيا كان هو أول شخص نلجأ إليه ونأخذ بنصائحه، كان يعرف تفاصيل حياة كل فرد من الكتيبة وكان يقف بجانبهم دائما فى كل الأوقات.
وفى أوقات الراحة كان يقوم بعمل فرق رياضية للعب كأخوات لرفع الروح المعنوية للجنود، وكان يحث الجنود على اتباع الخطوات الصحية فكان يرشدهم جميعا للابتعاد عن التدخين بكل أنواعه فهو كان يكرة كل أنواع التدخين بشدة وينصح المدخنين من الجنود بالابتعاد عنها وكان يقوم معهم بإجراءات صحية ليقتنعوا بالابتعاد عن التدخين لصحتهم وصحة المحيطين بهم من عائلتهم".
وعن اللحظات الأخيرة بين "خالد" و "المنسى" قال: "يوم الحادث شريط لم يفارق ذهنى يوم من الأيام، كنت أعمل سائق لسيارة العمل الخاصة بالشهيد المنسى وفجأة مع بداية الهجوم الإرهابى وجدت سيارة مفخخة تنفجر فى وجة السيارة التى كنت بداخلها وبعد يومين فوجئت بنفسى داخل المستشفى وفقدت عينى اليمنى فضلا عن إصابات فى الرأس والذراع اليمنى والقدمين وإلى جانب الإصابات أسمع خبر استشهاد الإنسان "المنسى" وعدد من الزملاء".
وأنهى "خالد" حديثه قائلا: "ستظل كلمات الشهيد "المنسى" دستور فى حياتى وسيبقى هو مثال للإنسانية الحقيقية التى عشتها بنفسى".