يحمل اسم واحد من أقدم الشوارع المصرية فى مدينة الإسكندرية، وأحد أكبر أسواق الكتب المفتوحة فى المنطقة، هو النبى دانيال، أحد أنبياء بنى إسرائيل، وواحد من الأنبياء الذين ذكرهم علماء المسلمين، ويقال إنه النبى الوحيد الذى تم دفن رفاته بعد وفاة النبى محمد (ص)، وهو شخصية رغم ذكرها فى العديد من المراجع لكن يبدو الغموض بطلا لقصتها حتى الآن.
الروايات التوراتية اختلفت حول اعتباره نبيًا يهوديًا، من سبط يهوذا، بينما تعتبره الطائفة البهائية أحد أنبيائها، وفى الوقت نفسه تحتفل به الكنيستان الكاثوليكية، والأرثوذكسية، فى ذكرى ميلاده فى شهرى يوليو وديسمبر، حسب اعتقاد كل من الكنيستين، بينما تشير بعض الروايات الإسلامية إلى أنه نبى ولو لم يذكر فى القرآن، بدليل أن الخليفة عمر بن الخطاب أمر بإعادة دفن رفاته الذى عثرعليها فى عهده، لكن دون مقام حتى لا يتبرك به المسلمون.
النبى دانيال فى الكتب التراثية
ورد اسم دانيال في أسفار العهد القديم، ومعناه الله قاضٍ، وورد فيه أنه شاب يهودي عاش زمن الأسر اليهودى ببابل، ويقول السفر إنه كان نبياً لا يهاب أحداً إلا الله، وكان يؤمن بما كتبه النبي سليمان منذ زمن وهو أن المتوكل على الرب يبقى في أمان.
وروى بإسناد صحيح إلى أبي العالية أن طول أنفه شبر، وعن أنس بن مالك بإسناد جيد: أن طول أنفه ذراع، فيحتمل على هذا أن يكون رجلا من الأنبياء الأقدمين قبل هذه المدد.
مقام النبى دانيال فى إيران
ذكر غير واحد من أهل العلم بالتاريخ والسير أن "دانيال" عليه السلام، كان نبيا من أنبياء بني إسرائيل، وكان فى زمن "بختنصر" الذى خرب بيت المقدس، وقتل من قتل من بنى إسرائيل، وأحرق التوراة.
وذكروا أنه بشر بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال ابن تيمية: "وقال دانيالُ عليه السلام ـ وذكر محمدا رسول الله صلَىَ ْاِللَهَ َّعَليِه ْوِسِلم فَقَالَ: "سَتَنْزِعُ فِي قَسِيِّكَ إِغْرَاقًا، وَتَرْتَوِي السِّهَامُ بِأَمْرِكَ يَا مُحَمَّدُ ارْتِوَاءً".فَهَذَا تَصْرِيحٌ بِغَيْرِ تَعْرِيضٍ، وَتَصْحِيحٌ لَيْسَ فِيهِ تَمْرِيضٌ".
ثم ذكر ابن تيمية بشارتين لدانيال بالمسيح، وبنبينا محمد عليهما الصلاة والسلام ، ثم قال: "فَهَذِهِ نُبُوَّةُ دَانْيَالَ فِيهَا الْبِشَارَةُ بِالْمَسِيحِ، وَالْبِشَارَةُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهَا مِنْ وَصْفِ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ بِالتَّفْصِيلِ مَا يَطُولُ وَصْفُهُ، وَقَدْ قَرَأَهَا الْمُسْلِمُونَ لَمَّا فَتَحُوا الْعِرَاقَ، كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ الْعُلَمَاءُ، مِنْهُمْ أَبُو الْعَالِيَةِ " .
زمنه
دانيال عليه السلام، ممن لا يعلم وقته على اليقين، إلا أنه كان في الزمن الذي بعد داود، وقبل زكريا ويحيى عليهما السلام، وكان فى الوقت الذي قدم فيه "بختنصر" إلى بيت المقدس وخربه، وقتل فيه من قتل من بنى إسرائيل وسبى من سبى وأحرق التوراة، وقيل: إنه أسر دانيال الأصغر، وقيل: بل وجدوه ميتاً عندما دخل بختنصر بيت المقدس، والظاهر أنه كان فى بنى إسرائيل دانيال الأكبر ودانيال الأصغر.
نحت يصور دانيال في كنيسة في فرنسا
نبى المسيحية
النبى دانيال فى المسيحية، أحد الأنبياء الأربعة الكبار وكان من عائلة شريفة من بني يهوذا (سفر دانيال 1: 6)، وقد كتب اسمه في الكتاب المقدس بصيغة "دَانِيآل"، في حين أن المُتعارَف عليه في الترجمة هو "دانيال".
يتم الاحتفال بذكرى دانيال في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم 23 من الشهر القبطي برمهات، في التقويم الليتورجي في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، يُحتفل في ذكرى دانيال النبي يوم 17 ديسمبر، نبوءة دانيال بشأن الحجر الذي حطم الصنم (دانيال 2 : 34-35) كثيرًا ما يُستخدم في التراتيل الأرثوذكسية الكنسيّة.
الملك كيخسرو أو الإمام الحسين
بينما يرى الباحث أحمد رسمى، أن دانيال هو نفسه كيخسرو أحد ملوك الفرس، مشيرا إلى أنه في الباب الرابع عشر من قصة سيبوس يحكى قصة طلب إمبراطور بيزنطة "موريس" لرفات النبي دانيال من "خسرو" ملك فارس وقد قال الأتى " لقد طلب من ملك الملوك" خسرو" أن يعطي الجسد الذي عند الخزانة الملكية في التابوت النحاسى والذي يطلق عليه الفرس" كيخسرو" ويطلق عليه المسيحيين النبي دانيال "
رسمة تصوّر جواب دانيال إلى الملك، بريشة بريطون ريفيير
شخصية غير حقيقية
وهناك إجماع العلماء المعاصرين على أن دانيال ليس شخصية حقيقية، ومحتوى السفر الخاص به هو إشارة خفية إلى عهد الملك اليونانى أنطيوخوس الرابع الذى عاش فى القرن الثانى قبل الميلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة