وقالت الصحيفة - فى سياق تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني - إن المدير الاقليمي لمنظمة "أطباء بلا حدود " فى بوركينا فاسو ، عبد الله حسين ، اضطر إلى إحداث تغيير جذري لبرنامج التطعيم طويل المدى ضد مرض الحصبة في بوركينا فاسو - الواقعة في غرب أفريقيا - بسبب ما أسماه "حالة الطوارئ التي جاءت على وضع طارئ بالفعل"؛ حيث يتزامن تفشي الوباء مع ارتفاع أعداد حالات الإصابة بالملاريا وحمى الضنك ، فيما لم تعد التطعيمات الجماعية في المواقع الثابتة ممكنة، كما سيستغرق اعادة تفعيل حملات التوعية بالطواف على المنازل وقتًا أطول .


وأضاف أن المنظمة ليس لديها ما يكفي من "الرفاهية " لإعطاء "كورونا " الأولوية للمكافحة والعلاج ، مشيرا إلى أن هناك أمراضا مميتة أخرى متوطنة في هذا البلد ، وأنه بدون التحضير والاستجابة اللازمين يمكن مواجهة "حالة كارثية" حسب وصفه . 

وأشارت الصحيفة إلى أن المأساة ربما تسود جميع أنحاء العالم النامي حيث لا يحصد الفيروس حياة العاملين في مجال الصحة وغيرهم بشكل مباشر فحسب، بل أنه يتسبب أيضًا في حدوث اضطرابات كبيرة في العلاج والوقاية من الأمراض الفتاكة الأخرى ، كما أن الوباء أصبح يهدد الأنظمة الصحية الهشة في مثل هذه الدول.

ونقلت "فاينانشيال تايمز" في تقريرها مخاوف مجموعات الإغاثة الدولية من أن يؤدي تحويل الموارد وصرف الانتباه عن مكافحة الأمراض الأخرى التي لا تقل فتكاً عن "كورونا " إلى تفشي أمراض مثل : نقص المناعة البشرية ، والسل ، والملاريا ، وحمى الضنك، مما قد يزهق الكثير من الأرواح ويدفع بمشاكل كبيرة في المستقبل القريب.

ويقول بوري جاتا، مدير قسم الاستجابة لمرض "إيبولا " في لجنة الإنقاذ الدولية بالكونغو الديمقراطية - حيث توفي ما لا يقل عن 2200 شخص خلال العامين الماضيين إثر تفشي الإيبولا - إن فيروس "كورونا " المستجد سيترك تداعيات وخيمة على خدمات الرعاية الصحية في الكونغو.

وأضاف أنه يتم حاليا تخفيض اللقاحات المهمة، وتفعيل برامج صحة الأم والطفل والأنشطة الأخرى المنقذة للحياة، التي توقفت تماماً في بعض الحالات بسبب الخوف من انتشار "كورونا" لافتا إلى أن الخطر يكمن في حدوث زيادة في تفشي الأوبئة الأخرى.

وأشار ريتشارد ميهيجو، منسق برامج التحصين في منظمة الصحة العالمية في أفريقيا - والذي تولى مسئوليات جديدة كنائب مدير مكافحة تفشي كورونا في منظمة الصحة العالمية- إلى عدد من القضايا المرتبطة بهذا الشأن، من بين ذلك انخفاض التبرع بالدم وانقطاع إمدادات الأدوية الحيوية بسبب إلغاء الرحلات الجوية والقيود الحدودية ، لكنه أكد أن تراجع وتيرة حملات اللقاحات هو المسألة الأهم في ذهنه ، حيث تم بالفعل إيقاف حملات الحصبة في خمسة بلدان أفريقية،

كانت تغطي 31 مليون طفل ، كما توقفت الآمال بإعلان القارة خالية من شلل الأطفال هذا الصيف.
وقال إن تأجيل وإلغاء الأنشطة المخطط لها يعرض بعض الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاح إلى مخاطر التفشي مرة أخرى بين أوساط السكان.

يذكر أنه بالنسبة للملاريا - وهي أكبر مسببات الأمراض المعدية في أفريقيا - فقد يكون تأثير فيروس "كورونا " على مكافحتها مدمراً ، حيث عرقل الفيروس "التاجي " جهود العلاج وأوقف برامج الوقاية واسعة الانتشار مثل توزيع "الناموسيات " والرش بالمبيدات الحشرية. 
وتشير التوقعات إلى أن الوفيات الناجمة عن الملاريا يمكن أن تتضاعف هذا العام إلى ما يقرب من 800 ألف ، وهو أعلى مستوى وصلت إليه قبل عشرين عامًا - وفقا للصحيفة البريطانية.

ويقدر برنامج السكان التابع للأمم المتحدة أن الانقطاعات المرتبطة بالوباء في الخدمات الصحية في أفقر دول العالم ستترك 47 مليون امرأة بدون وسيلة للحصول على موانع الحمل ، وربما تؤدي إلى 7 ملايين حالة حمل غير مقصودة ، وهي ستكون أكبر حصة في إفريقيا.