فى مثل هذا اليوم 10 مايو من عام 1910 ولد الدكتور"عبد الحليم محمود" الأستاذ بكلية أصول الدين، وهو أيضا "عبد الحليم محمود" الوزير، وهو نفسه عبد الحليم محمود الإمام الأكبر وشيخ الأزهر، لم يتأثر ببريق الحياة الزائف، وظل كما كان زاهدا فى المظاهر، وبقى كما كان فى شقة بالإيجار بحى الزيتون بالقاهرة، لم تتغير بتغير وضعه فى دنيا الوجاهة والمناصب.
الراحل أعاد للأزهر الشريف هيبته وأنشا آلاف المعاهد الأزهرية والمساجد، واسترد لمشيخة الأزهر مكانتها ومهابتها، وتوسع فى إنشاء المعاهد الأزهرية على نحو غير مسبوق، وجعل للأزهر رأيا وبيانا فى كل موقف وقضية، وقف فى وجه قانون الأحوال الشخصية وتصدى له، استقبله الرئيس الأمريكى كاتير استقبالا رسميا، وصلى فى الكونجرس.
ولد الشيخ على ضفاف ترعة الإسماعيلية بعزبة أبو أحمد، بقرية السلام التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، ولد الشيخ عبد الحليم محمود سنة 1328هـ ويوم 10 مايو 1910 ،ونشأ فى أسرة كريمة شريفة ميسورة، مشهورة بالصلاح والتقوى، وهو الابن الأكبر لأشقاء "3 ذكور و4 بنات " وكان والده - رحمه الله - صاحب دينٍ وخلقٍ وعلم، وحفظ الشيخ القرآن الكريم فى سِنٍّ مبكر ، ثم دخل الأزهر سنة 1923م، وظل به عامين ينتقل بين حلقاته، حتى تم افتتاح معهد "الزقازيق" سنة 1925م، فألحقه والده به؛ لقربه من قريته، ثم التحق بعدها بمعهد المعلمين المسائي، فجمع بين الدراستين، ونجح فى المعهدين، ثم عُيِّن مُدَرِّسًا، ولكن والده آثر أن يكمل الشيخ عبد الحليم دراسته، ثم تقدم الشيخ لامتحان إتمام الشهادة الثانوية الأزهرية فنالها عام 1928م فى سنة واحدة؛ ثم استكمل الشيخ الإمام دراسته العليا، فنال العَالِمية سنة 1932م.
ثم سافر إلى فرنسا؛ لإتمام الدراسة فى جامعاتها، وذلك على نفقته الخاصة، وآثر الشيخُ عبد الحليم أن يَدْرس تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس، وفى سنة 1938م التحق بالبعثة الأزهرية، التى كانت تَدْرس هناك، وقد تم له النجاح فيما اختاره من علومٍ لعمل دراسة الدكتوراه، وتقلد العديد من المناصب العليا منها وزير الأوقاف، وشيخ الأزهر الشريف، وبعد عودة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود من رحلة الحج فى 16 من ذى القعدة 1398هـ، الموافق 17 من أكتوبر 1978م قام بإجراء عملية المرار بمستشفى بالقاهرة، وتوفى بعد 3 أيام من إجراء العملية، وتلقت الأمة الإسلامية نبأ وفاته بالأسى، وصلى عليه ألوف المسلمين الذين احتشدوا بالجامع الأزهر ليشيعوه إلى مثواه الأخير، تاركًا تُرَاثًا فِكْرِيًّا زَاخِرًا، ما زال يعاد نشره وطباعته، وتم دفنه بضريح بناءه شقيقه الشيخ "عبد الغنى" بجوار مسجد القرية بالشرقية، بعد أن تبرع الإمام بجميع ما يملك ومات دون أن يترك شىء سوء سيرته العطرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة