احتفلت الكنيستان الكاثوليكية والأرثوذكسية اليوم الأحد، بيوم المحبة الأخوية بينهما، إذ تلقى قداسة البابا تواضروس الثاني مكالمة هاتفية من قداسة البابا فرانسيس اليوم.
وقالت الكنيسة :"إن الباباوين تبادلا خلالها التهاني القلبية بهذه المناسبة، والتي بدأ الاحتفال بها بشكلٍ سنوي منذ 2013، وذلك لدعم أواصر المحبة الأخوية التي تجمع الكنيستين في طريق خدمة السيد المسيح القائم والمنتصر. وقد عبر قداسة البابا فرانسيس عن محبته وتقديره لمصر والمصريين، وأنه يرفع الصلاة من أجل سلام العالم خاصة في هذه الأيام الصعبة. ومن جهته أكد قداسة البابا تواضروس الثاني على أننا نقبل كل ما يصنعه الله معنا، وأن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله.
وفي نهاية الاتصال تبادلا الصلاة ليرحم الله العالم والكنيسة وكل المؤمنين، مع التمنيات القلبية بالصحة والسلامة للجميع، على أن يشارك الباباون في صلاة جماعية باسم الإنسانية الخميس المقبل بمشاركة الأزهر الشريف وكافة الكنائس في العالم.
يوم المحبة الأخوية هو لقاء سنوى بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، بدأ عام 2013 كاستجابة للدعوة التى أطلقها قداسة البابا تواضروس الثانى فى العاشر من مايو من نفس العام، أثناء زيارته لقداسة البابا فرنسيس فى الفاتيكان: أن يكون يوم 10 مايو يوم المحبة والصداقة بين الكنيستين، نظراً لأن هذا التاريخ شهد عام 1973 زيارة مثلث الرحمات، قداسة البابا شنودة الثالث للفاتيكان، ولقائه مع البابا بولس السادس، والتى كانت اول لقاء بين بابا الإسكندرية والحبر الرومانى.
أما العام الماضي، فقد أقامت الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية يومًا للمحبة الأخوية بينهما، استضافه دير الآباء الفرنسيسكان، حيث تبادل قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووفد الأساقفة المرافق له الصلوات مع الانبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك وسفير الفاتيكان وآباء الكنيسة.
يعود ذكرى الاحتفال بهذا اليوم، إلى زيارة البابا شنودة للفاتيكان حين استعاد رفات القديس البابا أثناسيوس الرسولي فقد كان القديس بابا للإسكندرية، ولما كانت القسطنطينية هي عاصمة الدولة البيزنطية التي تحكم مصر في ذلك الوقت فقد استغلت القسطنطينية نفوذها فأمرت بنقل الجسد إلى القسطنطينية وكان ذلك في القرن الثامن ثم نقل بعد ذلك إلى فنيسيا في القرن الخامس عشر.
وفى ذكرى مرور ستة عشر قرناً على نياحة القديس سافر قداسة البابا شنودة الثالث إلى روما صباح الجمعة 4 مايو 1973 م. على رأس وفد بابوي من:الأنبا مرقس مطران ابوتيج، والأنبا ميخائيل مطران أسيوط، والأنبا أبرام مطران الفيوم، و الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف، والأنبا صموئيل أسقف الخدمات، والأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي، والأنبا يؤانس أسقف الغربية و الأنبا باسيليوس مطران القدس، والأنبا باخوميوس أسقف البحيرة
وقد تم استقبال قداسة البابا والوفد المرافق استقبال حافل و قد تم الإعداد لهذا اللقاء التاريخي بين رئيس الكنيسة الأرثوذكسية ورئيس الكنيسة الكاثوليكية (البابا بولس السادس بابا روما في ذلك الوقت) بعد فراق دام 15 قرناً (1500 سنة) لقد أقام البابا شنودة والوفد المرافق له قداساً قبطياً بكنيسة القديس أثناسيوس بروما يوم الأحد 6 مايو 1973 انتهى في الساعة الثامنة والنصف صباحاً واشترك مع قداسته في خدمة القداس الإلهي المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة المرافقون وحضر شعب غفير (يقدر بالآلاف) دفعهم حب الاستطلاع لحضور القداس القبطي في كنيسة كاثوليكية، وقد حمل الوفد القبطي معه كل أدوات المذبح بما فيها اللوحة المكرسة واستخدم قرباناً كالطقس القبطي في القداس الإلهي وبعد ذلك حضر الجميع القداس الإلهي الذي أقامه البابا بولس السادس في كنيسة القديس بطرس احتفالاً بذكرى نياحة القديس أثناسيوس الرسولي طبقاً للتقويم الذي تتبعه الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد نياحة البابا أثناسيوس يوم 2 مايو لاختلاف التقويم الغربي عن الشرقي حوالي 13 يوم حسب التقويم الغريغوري ولكن الكنيسة الكاثوليكية أجلت الاحتفال إلى يوم 6 مايو بمناسبة حضور البابا شنودة وبعد نهاية القداس سلم البابا بولس السادس رفات القديس أثناسيوس في كأس ذهبي كبير للبابا شنودة رفات القديس أثناسيوس عبارة عن عظمة كريمة ثمينة من عظام القديس أثناسيوس وضعت في كأس من الذهب الخالص صنع خصيصاً للرفات وأغلق الكأس إغلاقًا محكماً ويمكن رؤية العظمة الكريمة من الإطار الزجاجي للكأس الذهبي، ثم وضعت الكأس في صندوق خشبي مغطى بقطعة من قماش القطيفة الثمينة زيتيه اللون ولدواعي السفر وضع هذا الصندوق في صندوق اكبر حجماً هو الذي شاهده الجميع في الكاتدرائية المرقسية بعد عودة البابا شنودة والوفد المرافق له و تم وضع الصندوق الحاوي للرفات المقدسة في مقصورة أمام غرفة قداسة البابا شنودة في الجناح المخصص لقداسته ببرج القديس يوحنا.