أكد معهد بروكينجز الأمريكى أن تفشى وباء كورونا فى تركيا قد أدى إلى مزيد من الاستبداد فى البلاد، حيث أشار المعهد فى تقرير على موقعه الإلكترونى إلى أن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان قد اتخذ خطوات إضافية لتعزيز سلطته، ومن الصعب رؤية كيف يمكن أن تتعافى البلاد من الخسائر الثقيلة على مستوى الاقتصاد والحكم وعلى المستوى الاجتماعى، والتى تسبب فيها وباء كورونا.
وذهب التقرير إلى القول بأن تعامل تركيا مع الوباء اتسم حتى الآن بتوتر بين النهج القائم على العلم ممثلا فى وزير الصحة والنهج الجزئى الذى شكلته الأولويات السياسية لأردوغان، وهو إدامة حكمه الفردى بإنقاذ الاقتصاد والحفاظ على رضا القاعدة الدينية المحافظة.
ومع استعداد تركيا لفتح البلاد مرة أخرى، فإن سياسات اردوغان وسرده يشيران إلى أن البلاد يمكن أن تتوقع المزيد من نفس السياسة الاستبدادية، وهناك شكوك بأن هذا سوف يساعد فى خل المشكلات الاقتصادية والسياسية المستمرة فى تركيا، والتى تفاقمت بالأساس بسبب الوباء.
وقال التقرير إلى إنه فى الوقت الذى كان فيه الفيروس يعصف بالصين، اعتقد الكثرون فى تركيا خطأً أـن البلاد لن تتضرر بانتشار كورونا. بل أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تنبأ فى منتصف مارس بمكاسب اقتصادية لتركيا من الأزمة. ولم يتم استغلال الوقت الثمين حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية كوروما وباء عالميا، فى نفس اليوم الذى سجلت فيه تركيا أول حالة إصاية، ليتم الاعتراف مؤخرا بالخطر المعرضة فيه البلاد.
ويقول بروكينجز إن أحد النتائج المهمة لاستبداد أردوغان المتزايد ومركزية السلطة كان إضعاف المؤسسات التركية. ففى حين تم إضعاف وكالات الحكم فى تركيا بشكل كبير بالفعل، فإن أزمة وباء كورونا كشفت مدى معاناة المنظمات المهنية أيضا. فعلى سبيل المثال، تم استبعاد الاتحاد الطبى التركى، الذى طالما اشتهر بمهنية وانتقاداته البناءة لسياسات الحكومة، من المجلس الاستشارى الذى أنشأه وزير الصحة وحرمه من إمكانية صياغة السياسات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة