الملائكة أفضل ولا البشر.. كيف ناقش التراث الإسلامى المسألة؟

الإثنين، 11 مايو 2020 02:04 م
الملائكة أفضل ولا البشر.. كيف ناقش التراث الإسلامى المسألة؟ مجموع الفتاوى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ناقش التراث الإسلامى قضايا، لا علاقة لها بالواقع من وجهة نظرى بالواقع، ولا بما يطلبه الناس، ومن ذلك مسألة من أفضل الملائكة أم البشر؟ ونستعرض فى ذلك ما أورده الحافظ ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية؟
 
ذكر ابن كثير فى فصل بعنوان "اختلاف الناس فى تفضيل الملائكة على البشر" أن أكثر ما توجد هذه المسألة فى كتب المتكلمين، والخلاف فيها مع المعتزلة، ومن وافقهم، وأقدم كلام رأيته فى هذه المسألة، ما ذكره الحافظ ابن عساكر فى تاريخه، فى ترجمة أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص، أنه حضر مجلسًا لعمر بن عبد العزيز، وعنده جماعة، فقال عمر: ما أحد أكرم على الله من كريم بنى آدم، واستدل بقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ" [البينة: 7].
 
 
ووافقه على ذلك أمية بن عمرو بن سعيد، فقال عراك بن مالك: ما أحد أكرم على الله، من ملائكته، هم خدمة داريه، ورسله إلى أنبيائه، واستدل بقوله تعالى: "مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ" [الأعراف: 20] .
 
فقال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن كعب القرظى: ما تقول أنت يا أبا حمزة؟ فقال: قد أكرم الله آدم، فخلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له الملائكة، وجعل من ذريته الأنبياء والرسل، ومن يزوره الملائكة.
فوافق عمر بن عبد العزيز فى الحكم، واستدل بغير دليله، وأضعف دلالة ما صرح به من الآية، وهو قوله: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ"، مضمونة أنها ليست بخاصة بالبشر، فإن الله قد وصف الملائكة بالإيمان فى قوله: "وَيُؤْمِنُوْنَ بِهِ"، وكذلك الجان "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ" و"وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ"[الجن: 13 - 14] .
 
قلت: وأحسن ما يستدل به فى هذه المسألة، ما رواه عثمان بن سعيد الدارمى، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا، وهو أصح، قال:
لما خلق الله الجنة قالت الملائكة: يا ربنا اجعل لنا هذه نأكل منها، ونشرب، فإنك خلقت الدنيا لبنى آدم، فقال الله: لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان. 


ابن تيمية:

ومن جانب آخر قال ابن تيمية فى "مجموع الفتاوى" كنت أحسب أن القول فيها محدث حتى رأيتها أثرية سلفية صحابية فانبعثت الهمة إلى تحقيق القول فيها، فقلنا حينئذ بما قاله السلف أى: القول بتفضيل صالحى البشر على الملائكة.

مجموع الفتاوى
 
وقال ابن أبى العز الحنفى فى "شرح عقيدة الطحاوية" ينسب إلى أهل السنة تفضيل صالحى البشر والأنبياء فقط على الملائكة وإلى المعتزلة تفضيل الملائكة وأتباع الأشعرى على قولين: منهم من يفضل الأولياء والأنبياء ومنهم من يقف ولا يقطع فى ذلك قولا، وحكى عن بعضهم ميلهم إلى تفضيل الملائكة وحكى ذلك عن غيرهم من أهل السنة وبعض الصوفية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة