أحد أهم فنانى القرن العشرين فى الفن التشكيلى، وعلم من أعلام المدرسة السريالية، هو الفنان التشكيلى الإسبانى الشهير سلفادور دالى الذى يتميز بأعماله الفنية التى تصدم المشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتى تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسى، واليوم تحل ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1904م.
أثرت عائلة سلفادور فى شخصيته، فكانت عائلة ثرية، لا تؤخر له أى طلب، ونتيجة لذلك، فقد سلك سلوك طائش، حيث كانت له تصرفات تدل على عدم مسئوليته واستهتاره بالآخرين، ومن ضمن هذه التصرفات هو رفسه رأس شقيقته التى كانت تصغره بـ 3 سنوات، وليس هذا هو التصرف الوحيد فكان له موقف أخر أكثر غرابة وهو دفعة لصديقة عن حافة عالية كادت أن تقتله، وتعذيب قطة حتى الموت.
كان سلفادور يرى فى تصرفاته التى ذكرناه متعة غير عادية، وكانت تلك التصرفات هى الشرارة الأولى للمذهب الفني الذي اختاره للوحاته، كما حكى فى مذكراته.
بداية مشواره الفنى كان عندما بلغ السابعة من عمره، حيث استطاع أن يلفت نظر مدريته بلوحاته المتميزة، والتى تنبأت له بمستقبل متمير، وهذا ما جعل عائلته تحثه على الدخول أكاديمية الفنون الجميلة وبالفعل التحق بالأكاديمية فى سان فيرناندو في مدريد.
لم يكن سلفادور يرسم فقط، بل كتب أفلام سينمائية، ففى عام 1928 كتب سيناريو فيلم "كلب أندلسى" مدته 17 دقيقة وهو مزيج حلمي غريب، والمشاهد والأفكار لا يمكنها أن تثير تفسيراً عقلانياً من أي نوع: شفرة موسى تفقأ عين فتاة، رجل ينزع فمه من وجهه، بيانو تزينه جثث حمير، نمل يزحف على يد رجل، رجل في الشارع يحمل مكنسة تنتهي إلى يد آدمية يدفع بها الفضلات، ومن الطريف أنه لايوجد في الفيلم أي كلب أو أندلس، أما الفيلم الثانى فكان فى عام 1930 بعنوان "العصر الذهبى" والذي يتميز أيضاً بعدم إمكانية تفسيره تفسيراً عقلانياً.
كما أصدر سلفادور دالي كتاباً بعنوان "يوميات عبقرى فى باريس"، وهو مأخوذ من دفتر يومياته من عام 1953 إلى 1963 من حياته، ويعد الكتاب استكمال لسيرته الذاتية التى صدرت بعنوان "الحياة السرية لسلفادور دالى".
ومن ضمن تصرفاته المريبة هو محاولة انتحاره على حسب ما يعتقد المؤرخون فى عام 1984 حيث احترق فى غرفته، لكنه لم يمت، ليرحل بعدها بخمس سنوات فى 23 يناير 1989م.