فى دلالة على التأثير القوى لوباء كورونا على صاحبة التاج البريطاتى ذات الـ 94 عاما، قالت صحيفة التايمز البريطانية أن الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، ستنحسب من الحياة العامة لأشهر فيما يتوقع أن يكون أطول فترة غياب عن الواجبات الرسمية فى عهدها الذى دام 68 عاما.
وأوضحت الصحيفة أن الملكة ستظل فى قلعة وندسور إلى أجل غير مسمى، وسيتم تعليق فعالياتها اليومية فى الخريف أيضا، وتظل الزيارة الرسمية التى من المقرر أن تقوم بها إلى جنوب أفريقيا فى أكتوبر المقبل معلقة. كما سيتم إغلاق قصر بكنجهام أمام العامة هذا الصيف للمرة الأولى تقريا منذ 27 عاما. وتم بالفعل إلغاء بعض الفعاليات مثل حفلات الحديقة.
وعادة ما تعود الملكة من وندسور إلى القصر فى مايو، حيث تمضى أغلب وقتها حتى نهاية عطلة الصيف فى بالمورنال فى يوليو. إلا أن المساعدين الملكيين قالوا أن الملكة ستكسر التقاليد ولن يكون لديها ارتباطات أو تحركات حتى زوال التهديد من وباء كورونا.
ووصفت الصحيفة تعطيل جدول الأعمال بأنه سيكون ضربة للملكة التى قالت فى الماضى أنها تشعر أنه يجب أن يتم رؤيتها حتى يتم تصديقها، وهو الشعور الذى يعتقد أنه لعب دور ا فى ظهورها فى خطابين تلفزيونيين للبريطانيين خلال الإغلاق. وكان خطابها للأمة الشهر الماضى قد جذب 24 مليون مشاهد.
وكان آخر ظهور عام للملكة إليزابيث فى خدمة الكومونويلث فى ويستمنيستر فى التاسع من مارس، وعزلت نفسها فى ويندسور منذ 19 مارس مع زوجها دوق أدنبرة الأمير فيليب، الذى سيتم 99 عاما الشهر المقبل، على الرغم من أنها واصلت العمل وتظل على اتصال منتظم مع رئيس الحكومة وقادة العالم عبر الهاتف ومكالمات الفيديو.
وقال مصدر ملكى إن الملكة لن تفعل أى شىء يتعارض مع النصيحة الموجهة لمن هم فى مثل عمرها، وستتخذ كل المشورة المناسبة. وأضاف أنه لو أن هناك نصيحة فى الأشهر القادمة بأنه لا بأس من عودة الملكة إلى لندن، فربما تفعل ذلك، لكن حتى هذا الوقت، فإنها ترعب فى أن ينظر إليها كمسئولة فى تصرفاتها أمام البلاد.
بينما قال مصدر ملكى أخر إنه لا يعتقد أننا سنرى الملكة مجددا لفترة أخرى. فلا أحد سيخاطر بذلك، لاسيما فى ظل التهديد بذروة ثانية فى وقت لاحق هذا العام.
وكان قصر باكنجهام يفتح سنويا أمام الجمهور العام فى كل صيف منذ عام 1993، ويزوره حوالى نصف مليون شخص الغرف الرسمية والمعارض الخاصة، ويجمع ملايين من الجنيهات الاسترلينى لصيانة المجموعة الملكية والمساكن. وكان من المقرر افتتاحه فى الفترة من 25 يوليو إلى الرابع من أكتوبر بمعرض للحيوانات الأليفة الملكية والذى من المتوقع تحديد موعد زمنى آخر له.
وكانت الملكة قد ألقت بخطابها الثانى خلال أزمة كورونا، والذى أشادت فيه باستجابة بريطانيا للوباء، وتذكرت تضحيات بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية فى الذكر الـ 75 ليوم النصر فى أوروبا، وأثنت فيه على أجيال 1945 و 2020. وقالت: "عندما أنظر إلى بلدنا اليوم ، وأرى ما نحن على استعداد للقيام به لحماية ودعم بعضنا البعض ، أقول بفخر أننا ما زلنا أمة سوف يعترف بها الجنود الشجعان والبحارة والطيارون ويعجبون بها".