فى الوقت الذى تحاول فيه كل دول العالم الوصول إلى علاج أو لقاح لجائحة كورونا المستجد، أعلنت عدة جهات من بينها جامعة بنسلفانيا الأمريكية، ومؤسسة كلاب الكشف الطبى البريطانية، والمدرسة الوطنية البيطرية فى ألفور بفرنسا، اتجهاهم إلى تدريب الكلاب على اكتشاف المصابين بفيروس كورونا " كوفيد19"، فى غضون 6 أسابيع للمساعدة فى تشخيص سريع دون إدخال معدات طبية إلى الجسم، مشيرين إلى أنه إمكانية استخدامها فى المستشفيات والمطارات لاكتشاف الإصابات، نظرا لقدرتها على فحص ما يصل إلى 250 شخصا فى الساعة.
يفسر الدكتور مصطفى فايز، أستاذ الطب البيطرى، بجامعة قناة السويس، عضو مجلس النقابة العامة للبيطريين، هذا الاتجاه، بقوله: إن الكلاب تعيش فى عالم من الروائح، بمعنى أن الرائحة بالنسبة للكلب كل شىء ، لأن حاسة الشم لديه قوية جدا، فبمقارنته مع الإنسان، يتضح لنا أن الإنسان لا تتعدى الخلايا الشمسية لديه الـ5 ملايين خلية، فى حين أن الكلاب تتمع بنحو 300 مليون خلية شمية، وعلى الرغم من أن حجم هذه الكمية لا يزيد عن 60 ضعفا، إلا أن قدرتها على الشم تبلغ أكثر من 10000 مرة من قدرة الإنسان.
وأضاف فايز، فى تصريحات خاصة لليوم السابع: وذلك ما يفسر وصول الكلاب إلى هدفه على مسافات طويلة، ونجاحهم فى التعرف على روائح البارود، والديناميت والهيروين، وحول فيروس كورونا، فأن كل مرض فيروسي؛ يمتلك رائحة مميزة؛ تُميزه عن غيره من الأمراض، حيث يتفاعل الفيروس مع خلايا الإنسان، سواء خلايا الرئة، أو الهيموجلبين "الصفائح الدموية"، بشكل يؤدى إلى وفاة أنسجة وخلايا، يُصدر عنها روائح مميزة يمكن للكلب التعرف عليها بسهولة عن بُعد، ويعلن عن اكتشافه للفيروس بالنباح.
وتابع: وفى رأيى الشخصي، قد تكون الكلاب أصدق كثيرا من طرق الكشف الأخرى، لأن الطرق الباقية مازال من بينها وسائل لم يتم اعتمادها بعد، لأن فيروس كوفيد 19، من الصعب التعرف عليه لحداثته، ومن الصعب أيضا إجراء تحاليل الـPCR لكل المواطنين، خاصة أن أعراضه تتشابه مع الكثير من الأمراض، مشيرا إلى أن الكلاب لا تحدد رائحة فيروس كورونا فى حد ذاته، ولكن يمكنها تمييز الاختلاف بين عينات الروائح المختلفة، بعد تدريبه على رائحة الفيروس، وتعرفه عليها، وبالتالى يمكن تدريبها بصورة آمنة على اكتشاف رائحة كوفيد19.
ولفت فايز، إلى أن هناك أنواع من الكلاب تتميز عن غيرها، فى قوة حاسة الشم لديها، منها: كلب اللابرادور، والجولدن، والجيرمان من أقوى الكلاب فى تلك الحاسة، بالإضافة إلى كلاب الصيد.
كوفيد 19، لن يكون الإنجاز الأول للكلاب فى حال نجاح تدريبهم واستخدامهم فى الكشف عن المصابين بكورونا، ففى عام 2015، أعلن الباحثون الإيطاليون نجاح كلبين شيفيرد للكشف عن الكيماويات المرتبطة بسرطان البروستاتا فى عينات بول، حيث نجحا فى الكشف عن 90% من الحالات، بالإضافة إلى استخدام الكلاب لتحديد مستوى السكر فى الدم، سواء كان مرتفع أو منخفض، كما حاول الباحثون فى جامعة مانشستر تدريب الكلاب للكشف عن مرض الشل الرعاش قبل ظهور الأعراض، وذلك بعد اكتشاف سيدة تغير فى رائحة زوجها قبل 6 سنوات من تشخيص حالته.
كما تم تدريب الكلاب فى مستشفى الصحة العامة فى باكنجهام ببريطانيا، على الكشف المبكر عن الإصابة بسرطان الثدي، حيث تشم الكلاب "نفس" المريضة أو المشتبه فى إصابتها، لتحديد إذا كانت تحتاج لفحوصات للتأكد من إصابتها بالمرض أم لا، وذلك بعد تدريب استمر حوالى 18 شهرًا، على عينات التنفس التى تم جمعها من متطوعات، وتأكد الفريق من أن الخلايا السرطانية تصدر رائحة محسوسة بقوة للكلاب، والتى ساعدت بدورها فى الكشف المبكر عن المرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة