فى يوم الاحتفال بيوم التمريض العالمى لدينا قصص بطولات فى كل مستشفيات العزل بمختلف أنحاء الجمهورية تؤكد بطولة هيئات التمريض وهم خط الدفاع الأول ودورهم لا يقل أهمية عن الأطباء المكافحين، تركوا أولادهم وأسرهم وقرروا الدفاع عن الشعب المصرى ومواجهة المرض اللعين والعمل بجهد وتفانى دون ملل.
فى محافظة القليوبية "أحمد".. عمل 30 يومًا بالحجر الصحى وترك زوجته قبل الولادة
في البداية قال أحمد منيب عبد الباقى 24 عاما، أحد أبطال طاقم التمريض بمستشفى الحجر الصحى بقها، إنه يعمل فى استقبال المستشفى منذ 30 يوما حتى الآن، مشيرًا إلى أن لحظات الفرح التى مرت عليه طوال هذه الفترة داخل المستشفى هى تحول نتائج المسحات الخاصة بالمرضى من الإيجابية إلى السلبية والسماح له بالخروج، فتكون الفرحة وقتها لا تسع الجميع على المجهود الذى تم بذله طوال تواجد المصاب داخل المستشفى.
وأضاف "أحمد"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه بالنسبة لاستقبال المرضى قبل الدخول للمستشفى يتم العمل على تهدئة روعهم من خلال منحهم الورود، والتأكيد على أن الجميع بالداخل أخوة ويقدمون أفضل ما لديهم لخدمة المرضى، موضحا أن هناك حالة لمريض مسن 66 عاما، كان بحاجة ماسة إلى وضعه على جهاز تنفس صناعى، وكانت حالته النفسية صعبة، ولما رآنى وطمأنته أمسك يدى وظللت بجواره حتى هدأ تماما واستقرت حالته حتى نام".
وتابع أنه استجاب للنداء والتكليف على الفور على الرغم من أنه ترك زوجته وهى فى أمس الحاجة لأن يتواجد بجوارها، قائلا: "زوجتى من المحتمل أن تلد الأسبوع وسايبها مع والدتى لوحدهم فى البيت، وعلى الرغم من هذ ظللت داخل الحجر الصحى بقها 30 يوما متتاليين، وأنا لولا هذه الظروف لما غادرت المستشفى ضمن هذا الفريق، واستمريت فترات متتالية.
فيما قال محمد سعيد محمد، أحد أبطال فريق التمريض بستشفى الحجر الصحى بقها، إنه يعمل على مدار 30 يوما متواصلا داخل المستشفى، وإن الفريق الطبي بالكامل من الأطباء والتمريض والعاملين والإداريين بالمستشفى يعملون فى المقام الأول لتحسين نفسية المريض من خلال استقباله بشكبل جيد وابتسامة وتوزيع الورود، والتأكيد على أن الجميع في خدمته، وتقديم الخدمة للكل سواء، إلى جانب أنه حال الخروج بعد التعافي يتم تهيئته للعزل الصحي بعد التعافي.
وتابع "محمد" في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الجميع يقدم الخدمة لوجه الله لا لغير ذلك، موضحًا أنه عمل فى أوقات على مدار 36 ساعة، مشيرًا إلى أن المريض مسئول من الطاقم الطبي بالكامل حتى خروجه، مشيرًا إلى أن نفسية المريض فور دخوله المستشفى تكون 0%، ويسعى الجميع لرفع الروح المعنوية للمريض التي تسهل التعامل معه بعدها.
وأوضح أنه غلب العمل وحمل المهمة على حياته الشخصية والأسرية، حيث إنه ترك زوجته وطفلته التى لم تتعد الشهور الثلاثة الأولى، والتى يجب أن يكون خلالها بجوار زوجته، لأن ينتهي من ظروف مهمته، قائلاً: "لولا هذه الظروف لاستكمل المهمة حتى الانتهاء من آخر مصاب بهذا الفيروس داخل مستشفيات الحجر الصحي".
وفى هذا السياق قال أحمد شوقى محمد حسن، أحد أبطال طاقم التمريض بالرعاية المركزة بالحجر الصحي بقها، إن هناك بعض المواقف اضطرته للعمل على مدار يوم ونصف متواصل "36 ساعة"، موضحًا "عمرى ما ببقى زعلان وأنا مطبق، بالعكس ببقى مبسوط جدا لطالما أن هذا العمل سيأتى من ورائه نجاح وهو إنقاذ إنسان كان قد فقد الأمل"، مشيرا إلى أنه اعتاد العمل لفترات طويلة تصل إلى يومين متواصلين.
وأضاف "أحمد" فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن فور ورود التكليف له بأن يكون أحد أعضاء طاقم التمريض داخل مستشفى الحجر الصحى بقها، وكان لم يمر وقت على زفافه سوى 6 أيام فقط، ترك زوجته وعلى الفور انتقل إلى المستشفى لتقديم كل ما باستطاعته لإنقاذ أفراد آخرين لم يربطه بهم سوى اليمين والعهد الذي قطعه على نفسه لإنقاذهم، موضحا: "الجندي اللى واقف على الحدود يحميني لا فرق بيني وبينه ودي مهمتي ولازم أؤديها"، مشيرًا إلى أنه أحد أبناء معهد ناصر.
قالت آية صبري ممرضة بالعناية المركزة بمستشفى قها للحجر الصحي بمحافظة القليوبية، في تصريح خاص لليوم السابع، إن عملها بوحدة العناية المركزة جعلها قوية مرددة: "بشوف حالات صعبة أوى"، فلازم أكون قوية حتي أقدر أساعدهم.
وأضافت آية صبري، أن مستشفي قها للحجر الصحي، بها 9 أسرة عناية مركزة، وفي حالات تكون صحتها جيدة وأخرى بحاجة لوضعها علي جهاز تنفس صناعي، وأن تلك الحالات لابد من رعاية كاملة لهم أقدمها بجانب الدعم النفسي، لأن معظم الحالات يعانون من أزمات نفسية كبيرة فور إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
وأكملت آية قائلة: تركت ابنتي الوحيدة دارين ولم أحتفل بعيد ميلادها الثالث لكوني بالمستشفى وتركتها مع زوجي ووالدتى لرعايتها وسأكمل تطوعي مرة أخري لخدمة المرضي، منوهًا بأن تلك الأصالة بفيروس كورونا ليست هينة والمريض يكون بحاجة لدعم نفسي قوي وهذا ما أقدمه للحالات التي أشرف علي رعايتها.
وتابعت قائلة إنه من معظم المواقف التي أثرت فيها، حالة لسيدة مسنة حالتها الصحية تدهورت وكانت بحاجة طارئة ليتم وضعها علي جهاز تنفس صناعي ولم يكن يوجد طبيب متوفر بتلك الموقف، وكانت السيدة تمسك بأيدى وكأنها تقول لي عايزة أعيش، فأسرعت بالمجازفة بنفسي وركبت لها أنبوبة حنجرية ووضعتها علي جهاز تنفس صناعي حتي جاء الطبيب وأكمل معها.
وكانت تلك الفرحة الكبيرة حيث ساهمت في أحيائها بعد أن كانت على حافة الموت، وانصح المواطنين بالتزام البيوت وارتداء الماسكات
المنيا
قرر أن يكون فى الصف الأول حتى يواجه مع زملائه فيروس كورنا المستجد ويصد هجومه عن أبناء مصر، تطوع للمشاركة مع الفريق الطبى بمستشفى عزل ملوى ليكون فى مقدمة الصفوف يداوى المرضى، تاركًا خلفة أسرة كاملة مكونة من الزوجة والبنات .
يقول حسام محمد فني تمريض بمستشفي المنيا العام وعضو فريق الانتشار السريع بوزارة الصحة إنه متزوج وأب لثلاثة بنات منهم توأم عمره 7 أعوام ورضيعة عمرها ثلاثة أشهر ورغم صعوبة تركت أسرتي وبناتي ورضيعتي في هذا التوقيت إلا أنني قررت التطوع في هذا العمل والانضمام لأطقم العمل بمستشفي العزل بملوي جنوب محافظة المنيا إيمانًا مني أننا يجب أن نكون في الصفوف الأولي
ولفت إلى أن هناك الكثير من أصدقائه وحتى أسرته أرادوا الرجوع عن قراري إلا أننى لم أستمع لهم، وذهبت إلى المستشفى وكلما أرى مريض يشفى ويخرج من المستشفى أشعر أن الله يحبني وأنا أحبه، ويضيف: أقيم منذ شهر أو أكثر قليلا فى المستشفى لم أر أسرتى ولكنى فخور بكلماتهم لى عندما أسمعهم فى الهاتف وهم ينادونني البطل.
وقال إن كل من بداخل المستشفى يبذل كل جهده دون النظر إلى أى شيء وقد تضعه الظروف أن يفطر وهو صائم بعد موعد الإفطار بكثير جدًا.
وطالب حسام الجميع أن يبقى فى منزله ولا يخرج منه، حتى يساعد الدولة والمستشفيات فى القيام بدورها.
كفر الشيخ
تعددت المواقف التي تعرضن لها الممرضات بالحجر الصحي بمستشفى بلطيم المركزي، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، من مواقف محزنة مما كان لها الأثر الأكبر على حياتهن، ومواقف مفرحة أعادت الحياة لهن، ومع كل آلام المرضى التي يرونها إلا أنهم لابد أن يمحوا تلك الآلم من داخل وعلى وجوه المرضى، كما مرت عليهن دقائق مفرحة بدلت اليأس داخل المرضى، لأمل كبير كلما خرج المريض على قدميه بعد تحول نتيجة العينة من إيجابية لسلبية .
وقالت إيمان محمد، ممرضة بالرعاية المركزة بمستشفى العزل ببلطيم، نشعر بالسعادة لتواجدنا بالعزل ببلطيم، مؤكدة أن المرضى لا يعرفون شكلنا، ولكن نظرتهم لنا، تدل على أنهم يعقدون الأمل علينا في خروجهم سالمين، ما يزيدنا إصرارنا على العمل معهم، مؤكدًا أننا قابلنا العديد من الحالات الصعبة، منها مثلا وفاة خالة الدكتور محمد نصر الزيات، الذي كان يعمل معنا، بالإضافة لرؤيتنا لعدد من الأطفال داخل المستشفي مصابين بالفيروس فكان لذلك تأثير كبير داخلنا.
وأضافت وفاء إبراهيم، إحدى ممرضات الرعاية المركزة بمستشفى العزل ببلطيم، نشعر بالسعادة عندما تتحسن الحالة الصحية لبعض المرضي داخل العناية المركزة، فالفرحة كانت تساوي إحياء روح جديدة، ودعوات المرضي لنا كان كشعاع النور يجعلنا نسعى لخدمتهم ومساعدتهم في كل شيء من علاج ومأكل ومشرب وكذلك الاهتمام بملابسهم أيضًا.
وأضافت نورا شعبان، إحدى ممرضات الرعاية المركزة بمستشفى العزل ببلطيم، أنها وأصدقاءها ممن عملوا معها داخل العناية المركزة بمستشفى العزل، حاولوا جاهدين أن يؤدوا عملهم بكل إخلاص دون تقصير، فالوضع بالنسبة لهم كان تجربة فكانوا جميعًا على قدر المسؤلية التي كُلفوا بها، فسخرهم الله عز وجل لمساعدة هؤلاء المرضي، مشيرة إلى أنها من اختارت الذهاب لمستشفي العزل، وعندها الاستعداد تروح تاني في أى لحظة يتم استدعاؤها فيها.
وقالت عتاب منصور بهنسي، ممرضه بمستشفى العبور بكفر الشيخ أن ضربات قلبها كثيرًا ما ارتفعت خاصة عند التعامل مع الحالات الأشد خطورة، لكن إيمانها بأنها تقوم بعمل بطولي مع زملائها، وتسلحها بدعوات والدتها جعلتها تتغلب الخوف.
وأضافت بهنسي: "كانت تعلم إمكانية إصابتها بالمرضى لكنها احتسبت عملها واعتبرته جهاد عند الله، وقبل حضورها لمستشفى العزل ببلطيم كانت متخوفة من بعدها عن والدها، ولكنها وجدته أكثر من شجعها لأنه رباها على حب الخير، لكن فراق والدتها كان صعبًا، وقالت لها عند خروجها من المنزل: "أنا معنديش مانع بس أنا يابنتي مستخسراكي فى الموت".
الإسكندرية
تعد الدكتورة ميرفت السيد أحمد، هي أصغر مدير مستشفى للحجر بالعجمي في الإسكندرية، حيث تبلغ من العمر 34 سنة، تدير المستشفى برؤية شبابية، حملت على عاتقها مسئولية العديد من المرضى المصابين بفيروس كورونا واستقبال الحالات من كل المحافظات، كما تشارك المتعافين فرحتهم بخروجهم، طبقًا لأخر الأعداد المتعافين داخل المستشفى وصلت إلى 57 حالة، بعد إتمام الفحوصات الخاصة بكل حالة، وفقًا لإجراءات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
منذ أن حولت مستشفى العجمي بالإسكندرية إلى الحجر الصحي واستقبال الحالات المصابة فيروس كورونا المستجد، لم تفارق الدكتورة ميرفت السيد، المستشفى، فضلًا عنها لم ترى أطفالها الاثنين منذ شهرين تقريبًا، من أجل أن تتفرغ إلى رعاية المرضي بصحبتها الأطقم الطبية والتمريض والعاملين داخل المستشفى، لتقديم كل الرعاية اللازمة لجميع المرضى.
الإسكندرية
أمل.. رئيسة التمريض بمستشفى العزل بالعجمى بالإسكندرية أصيبت بفيروس كورونا أثناء تواجدها فى العمل وكان الخبر كالصاعقة على الفريق التمريض المتواجد ولكن بمنتهى الأمل والإصرار استكمل الفرق الطبى وفريق للتمريض المسيرة حتى شفاءها وأعلنت مستشفى العجمى بالإسكندرية عن شفائها تماما .
وأعلنت سهى مصطفى، نقيب التمريض في الإسكندرية، إصابة "أ.ح" رئيس تمريض مستشفى العجمي المركزي، المخصص عزلا صحيا لمصابي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، إثر مخالطتها لحالات إيجابية داخل المستشفى.
وقالت نقيب التمريض إن حالة رئيس التمريض مستقرة للغاية وكان جرى التواصل مع الجهات المعنية ومديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية، حيث تم إجراء سحب عينات شامل لكافة الطاقم الطبي بالمستشفى والتي ظهرت سلبية للفيروس حتى الآن، فيما من المنتظر ظهور باقي النتائج.
وأشارت إلى أن فريق التمريض متواجد بالمستشفى منذ قرابة شهر حيث أصروا على الاستمرار في العمل لمدد إضافية، لتقديم الخدمات الطبية للنزلاء بجانب عمل طاقم الأطباء، وذلك بعدما رأوه من تحسن في عدد كبير من الحالات المتواجدة لتلقى الرعاية بمقر الحجر الصحي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة