تعددت المواقف التى تعرضت لها الممرضات بالحجر الصحى بمستشفى بلطيم المركزي، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، من مواقف محزنة مما كان لها الأثر الأكبر على حياتهن، ومواقف مفرحة أعادت الحياة لهن، ومع كل آلام المرضى التى يرونها إلا أنهم لابد أن يمحو تلك الآلام من الداخل وعلى وجوه المرضى، كما مرت عليهن دقائق مفرحة بدلت اليأس داخل المرضى، لأمل كبير كلما خرج المريض على قدميه بعد تحول نتيجة العينة من إيجابية لسلبية .
وصاحبة اللمسة الجميلة التى أشعلت مواقع التواصل الاجتماعى الممرضة رشا الفقى الشهير بالممرضة المجنونة وصديقة الأطفال كما أطلق عليها العاملون بمستشفى سيدى سالم المركزي، لأنها قررت نقل عملها لمستشفى العزب ببلطيم، لتستقر هناك رافضة أن تكون فى موقف المتفرج تجاه مرض كورونا، وبرغم تحذيرات عدة تلقتها إلا أنها صممت خوض التجربة، وبعد اعتراض من والديها تمكنت من إقناعهما بأن الله إذا أراد أن يصبها بالمرض سيصيبها حتى ولو كانت بعيدة، وعقب انتقالها للحجر الصحى، أحبها الأطفال من بينهم مهاب السيد عبده، عامين، أحد المصابين بكورونا.
وقالت رشا الفقى، إنها ممرضة بمستشفى سيدى سالم المركزى، والدها فلاح ووالدتها ربة منزل، ولديها شقيق يعمل بالكويت، وشقيقتان، وصممت على النقل للحجر الصحى ببلطيم ووجدت اعتراضا، ولكن نورا شعبان الممرضة بالعزل وهى من قرية الكوم الطويل التابعة لبيلا، وزميلها علاء أمين الذى يعمل بالكويت حاليًا، شجعاها على نقلها للحجر الصحى ببلطيم، خاصة أن نور شعبان كانت تحكى لها ما تقدمه الممرضات للمرضى من أطفال وكبار، حتى أن زملاءها بسيدى سالم لقبوها بالممرضة المجنونة لرغبتها بالإقامة الدائمة بالحجر الصحى ببلطيم.
وأضافت رشا الفقى لـ"اليوم السابع"، أن من بين المصابين بفيروس كورونا أم من قرية منية النصر بالدقهلية ومعها 4 من أولادها، وزوجها مصاب ولكنه فى الدقهلية، وأصغرهم مهاب عمره عامين، فأصبح بالنسبة لها الأخ الصغير والابن، تتواجد معه لتسليه وتخفف عنه آلامه، وأثناء لهوها معه وتقديم بالونات له، أعجبت والدته بالمنظر ومدى حبها لمهاب، وشيرت الفيديو فلاقى استحسان الجميع، وأنها فوجئت بنشره، ولكنه أسعدها كثيرًا.
وقالت رشا: "الحمد لله خرج اليوم عدد من المتعافين من المحتجزين بالحجر الصحى ببلطيم من بينهم اثنان من أشقاء مهاب وهما محمد ومؤمن وتم توجيههما لنزل الشباب لقضاء فترة النقاهة، وإن شاء الله ستكون نتيجة مهاب ومعتز ووالدتهما سلبية، ليخرجوا جميعًا ويعودوا لمنزلهم .
وقالت رشا الفقى، إنها وزميلاتها من الممرضات والأطباء يشعرون بالسعادة عندما تتحسن الحالة الصحية لبعض المرضى داخل العناية المركزة، فالفرحة تساوى إحياء روح جديدة، ودعوات المرضى لنا كشعاع نور يجعلنا نسعى لخدمتهم ومساعدتهم فى كل شيء من علاج ومأكل ومشرب وكذلك الاهتمام بملابسهم أيضًا.