استعادت الصفحة الرسمية للنادى المصرى البورسعيدى عبر تويتر ذكريات تتويج فريقها ببطولة الهوكى فى الخمسينات، وكتبت الصفحة: "رغم أن النادى المصرى ارتبط فى وجدان الكثيرين بأنه مجرد فريق لكرة القدم فقط، إلا أن هذا الأمر ليس صحيحًا على الإطلاق، فقد كان المصرى يضم ألعابًا عديدة خلال الخمسينيات كالملاكمة وألعاب القوى وكرة السلة وكرة اليد والهوكى الذى نجح فى التتويج ببطولة الدورى المصرى فى عام 1956، وكان فريق الهوكى بالنادى المصرى يشكل عماد منتخب مصر للهوكى لسنوات وسنوات.
شغف أبناء بورسعيد بممارسة الرياضة خلال الثلاثينيات والأربعينيات لم يأت من فراغ ،فقد كانت هناك العديد من الشركات الملاحية العالمية التى كانت تمتلك فرقًا فى كافة الألعاب وكانت تلك الشركات تنفق ببذخ على فرقها بمختلف الألعاب، وكانت تلك الفرق تضم لاعبين مصريين وأجانب على حد سواء، كما تعددت الأندية التى يمارس بها أبناء بورسعيد لهواياتهم مثل فرتوس وهيسبيريا وشكرابيه وايبس، ناهيك عن نادى سبورتنج الرياضى الذى تشغله حاليًا حديقة فريال الواقعة بنطاق حى الشرق “الإفرنج سابقُا”، هذا النادى الذى كان يشتمل على عدد من ملاعب الاسكواش وتنس الملاعب وكذلك كرة القدم والهوكى، الذى شغف بممارسته عدد كبير من أبناء بورسعيد، فكونوا فريقًا للهوكى داخل مدرسة بورسعيد الثانوية خلال مطلع الخمسينيات، وهو الفريق الذى كان يشرف عليه عبد الحميد حسين رئيس النادى المصرى فيما بعد، وعندما أراد الجميع تكوين منطقة بورسعيد للهوكى كان لابد من وجود أربعة فرق للهوكى داخل بورسعيد، فتم تكوين فريق للهوكى بالنادى المصرى وهو الفريق الذى كان عماده لاعبى مدرسة بورسعيد الثانوية.
أشرف على إدارة الفريق ضابط الشرطة أحمد مختار، وكان الفريق يؤدى تدريباته بملعب المصرى القديم والذى تشغله حاليًا “جمعية الشبان المسلمين” الواقعة بشارع عرابى، وبعد انتقال النادى المصرى إلى مقره الحالى بشارع 23 يوليو بدأ الفريق يؤدى تدريباته على الملعب الرئيسي.
وخلال عام 1956 بدأ فريق الهوكى بالنادى المصري يبزغ أكثر وأكثر فشارك فى بطولة الدورى وقدم مستوى متميز نجح من خلاله فى تخطى عدد كبير من الفرق ذات الباع الكبير فى عالم الهوكى كالأهلى والجزيرة، ليصعد الفريق إلى المباراة النهائية لملاقاة فريق الزمالك الذى كان يضم آنذاك الإعلامى “اسماعيل عبد الفتاح ” والملقب بلقب بوشكاش الهوكى نظرًا لمهاراته الكبيرة فى اللعبة، وأقيمت المباراة النهائية على ملعب النادى الأهلى بحضور عدد كبير من جماهير الزمالك التى زحفت لمساندة فريقها، وينجح المصرى فى خطف الفوز بهدف فى الدقيقة الأخيرة ليحصد المصرى اللقب الأول فى تاريخه.
وصلت أخبار فوز المصرى باللقب إلى بورسعيد بسرعة، ليعود الفريق ليجد فى استقباله بالاستاد محمد لهيطة مدير الكرة بالنادى المصرى والذى اصطحب الفريق إلى فيلا “عبد الرحمن باشا لطفى الشهيرة بشارع 23 يوليو” حيث كان فى استقبالهم السيد محمد رياض محافظ بورسعيد وعبد الرحمن باشا لطفى رئيس النادى المصرى ومحمد موسى سكرتير النادى المصرى .
من هنا، بدأت شعبية لعبة الهوكى تتزايد باضطراد فى بورسعيد، وأصبحت جماهير المصرى خلال فترة الخمسينيات شغوفة بمتابعة فريقها الذى كان يضم نجومًا أصبحوا فيما بعد من رواد لعبة الهوكى على مستوى مصر وهم : البريطانى سيريل هاربر، محمد حسن علاوى، نبيل عبد الرازق، منير جرجس، أحمد غازى، أحمد فؤاد القصبى، أحمد الحديدى، ابراهيم المهندس، عبد العزيز سلامة، جمال شيرازى، طلعت صالح، رضا عبد الرحمن، أحمد حمودة، ماهر الزغبى، محمد الزغبى، سليمان الزغبى، محمود عبد الغفور، حمدى جبر، محمد مرعى، سيد مرعى، محمد النقيب.
نجوم عديدة من ذاك الفريق بزغ اسمها فى عالم الرياضة المصرية، فمنهم الأستاذ الدكتور محمد حسن علاوى أحد أكبر أساتذة علم النفس الرياضى على مستوى العالم العربى، جمال شيرازى رئيس الاتحاد المصرى للهوكى فيما بعد، أحمد حمودة الذى تولى رئاسة الاتحاد المصرى للهوكى أيضًا، عبد العزيز سلامة الذى تدرج فى مهام عمله بالقوات المسلحة حتى وصل إلى منصب وكيل المخابرات العامة ومحافظ الاسماعيلية فيما بعد، الأستاذ طلعت صالح الذى تولى منصب أمين عام جمعية الشبان المسلمين لسنوات طويلة، والدكتور محمود عبد الغفور رئيس لجنة الشئون الصحية بالمجلس الشعبى المحلى ببورسعيد لسنوات وسنوات.
هذا وقد شكل قوام فريق المصرى هذا لسنوات طويلة قوام المنتخب الوطنى المصرى الذى شارك فى بطولة العالم للهند مطلع الستينيات، واستمرت بورسعيد كأحد أهم معاقل الهوكى فى مصر حتى توقف النشاط الرياضى عقب عدوان 1967، ومع ذلك فقد قدم النادى المصرى وبورسعيد عدد كبير من نجوم الهوكى فى مصر خلال فترة السبعينيات مثل الدولى عادل سعيد ومحمد البهلوان وصابر العشرى وشعبان رزق الذين مثلوا منتخب مصر لسنوات وسنوات، كما مثل عادل سعيد ومحمد البهلوان منتخب مصر للرواد فى عدد من البطولات الدولية بالعاصمة الماليزية كوالالمبور ومدينة ليل الفرنسية وكذلك مدينة برشلونة الأسبانية.
تاريخ كبير للعبة الهوكى بالنادى المصرى الذى كان يُعد أحد معاقل اللعبة فى مصر وخلال الفترات المقبلة بمشيئة الله تعالى سنعرض تاريخ العديد من الألعاب داخل النادى المصرى العريق.