لا تقتصر أزمة تفشى فيروس كورونا في قطر على المواطنين القطريين أو العمالة الأجنبية، حيث تسجل قطر يوميا أعدادا ضخمة من الإصابات بالفيروس المستجد، وسط اتهامات من قبل المواطنين القطريين لحكومة تميم بن حمد أمير قطر بالإهمال خلال التعامل مع هذا الوباء، بل انتشر أيضا هذا الفيروس المستجد داخل سجون الدوحة، خاصة في ظل إهمال سلطات السجون فى قطر خلال تعاملها مع أزمة انتشار الفيروس بين المساجين.
وفقا لمصدر مطلع، - كان أحد المسجونين في سجون تميم بن حمد ورفض ذكر اسمه – فإنه وصف ما يحدث في سجون قطر بالكارثة، موضحا أن سجن الملحق فى المنطقة الصناعية ينتشر فيه فيروس كورونا بشكل كبير، وشهدت المحلق عزل عنبر كامل بسبب تفشى الفيروس .
وأضاف المصدر، أن عنبر الشمالية 2 بذات السجن تم إخلاؤه من المساجين وعزله بالكامل لانتشار كورونا بين المساجين والعاملين في السجن أيضا، كما تم عزل 60 سجينا داخل السجن في محاولة لاحتواء الأزمة التي فشل النظام القطرى في السيطرة عليها حتى الآن.
ولفت المصدر إلى أن عيادة السجن لا يتواجد بها طبيب إلا ساعتين فقط من الساعة 9 حتى 12 صباحا ولا يوجد أى طبيب بعيادة السجن أيام الجمعة والسبت، كما يتواجد اثنان من الممرضين فقط، مشيرا إلى أن الفيروس انتقل للمساجين بعد إصابة ممرض مسئول عن إعطاء المساجين المرضى بالسكرى حقن الأنسولين مرتين فى اليوم فى العنابر الـ6 مما ترتب عليه انتشار الفيروس فى كل العنابر بسرعة وبأعداد كبيرة .
وأشار المصدر، إلى أن من بين المساجين المعزولين مهندس مسجون يدعى "عماد"، يبلغ من العمر 65 عاما، ومصاب بالسكرى والضغط وحالته خطيرة للغاية، كما أصيب محمود مشرف عنبر 4 وسجين فلسطينى يدعى "خالد" وعدد كبير من السجناء القطريين من بينهم على سبيل المثال أبو راشد الذى كان ضابطا بالقوات المسلحة القطرية .
وأوضح المصدر أن إدارة السجن تمنع النزلاء من الخروج من العنابر للهواء أو الشمس منذ بداية شهر رمضان وحتى بعد عيد الفطر وتركهم يتكدسون داخل العنابر التى ليس بها أى شبابيك للتهوية مما يزيد حالات الإصابة بفيروس كورونا بينهم بلا رحمة فلا طبيب ولا هواء والممرضين مصابين.
وفى وقت سابق، أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان ، تقريرا بعنوان "حقوق العمال المهاجرين بدول الخليج في ظل جائحة كورونا.. دراسة حالة قطر"، تناول التقرير تأثير فيروس كورونا المستجد على أوضاع العمال المهاجرين في دول الخليج والتي تستضيف أكثر من 10% من جميع العمال المهاجرين على مستوي العالم، ومن المؤكد أن هذا العدد الهائل من العمال تأثر وسيتأثر بإجراءات الإغلاق في ظل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدول في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأشار التقرير إلى بيانات منظمة العمل الدولية والتي توقعت أن يخسر 195 مليون شخص ممن يعملون بدوام كامل وظائفهم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بسبب تداعيات فيروس كورونا، وأشارت إلى أن الدول العربية والأوروبية هي الأكثر تأثراً من الناحية الاقتصادية، وذلك في ظل النتائج المترتبة على إجراءات الإغلاق الكامل أو الجزئي المفروضة في العديد من الدول، والتي أثرت سلبياً على نحو 2.7 مليار عامل حول العالم.