فى أقل من 50 عاما تبدلت أوضاع زراعة وصناعة القطن ليس فى مصر فقط بل فى العديد من دول العالم ، فالقطن قصير التيلة اعتلى عرش الاقطان العالمية، وتنحى بهدوء القطن طويل التيلة الذى تراجعت استخداماته عالميا لأقل من 1% مما خفض مساجة زراعته فى مصر من 2 مليون فدان الى نحو 230 الف فدان .
هذه الاشكالية دفعت وزارة قطاع الاعمال العام للتفكير فى زراعة القطن قصير التيلة لتوفير الخامات لشركات القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس حيث من المنتظر زراعة نحو 5 الاف فدان فى شرق العوينات او فى مناطق بمنطقة توشكى .
بدورها اخذت وزارة قطاع الاعمال العام على عاتقها مهمة الارتقاء بجودة القطن الحالية من خلال تسليمه وبيعه باليات جديدة تحافظ عليه وتحسن جودته من خلال محالج جديدة حيث نفذت بالفعل الوزارة خطتها العام الماضى فى محافظتى الفيوم وبنى وسيف وسيتم تنفيذها العام الجارى فى كل محافظات مصر بمشاركة القطاع الخاص وفق تصريحا سابق لوزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق ل" اليوم السابع".
وأكد هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال، أن وزارة الزراعة وافقت على مقترح وزارته زراعة قطن قصير التيلة نظرًا لارتفاع إنتاجيته التى تتراوح ما بين 12 إلى 18 قنطارًا للفدان، مقارنة بـ 6 إلى 4 قنطارات للقطن متوسط وطويل التيلة، وذلك ضمن خطة تطوير شركات الغزل والنسيج.
وأوضح أنه سيتم استيراد نحو 2 مليون قنطار قطن قصيرة التيلة، من الخارج سنويا، وهناك اتجاه نحو زراعتها،بالتنسيق مع اللجنة الوزارية للقطن والتي تضم في عضويتها هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
وأكد وزير قطاع الأعمال العام، مقرر اللجنة، على الجهود المبذولة لتحسين جودة القطن المصري واستعادة مكانته وسمعته المتميزة عالميا، في ظل التعاون والتنسيق المشترك بين الوزارات الثلاث المعنية، لتطبيق استراتيجية النهوض بالقطن المصري والتي تشمل تحسين أساليب الزراعة والجني ونظام تداول الأقطان لتحفيز المزارعين، وكذلك تطوير المحالج التابعة لقطاع الأعمال العام باستخدام تكنولوجيا حديثة.
وأشار إلى توصيات اللجنة التنفيذية المنبثقة عن اللجنة الوزارية للقطن والتي تضم ممثلي الوزارات الثلاث بشأن المنظومة الجديدة لتجارة القطن، والتي تم تطبيقها تجريبيا في الفيوم وبني سويف موسم 2019، واعتمدت على استلام الأقطان مباشرة من المزارعين في مراكز للتجميع وإجراء مزايدات علنية على الأقطان المستلمة لتحقيق سعر ملائم للمزارع.
وأضاف أن اللجنة أوصت بتعميم هذه التجربة على باقي المحافظات مع إشراك شركات القطاع الخاص في تحديد سعر فتح المزايدة بالتعاون مع الشركة التي ستكون مسؤولة عن إدارة هذه المنظومة الجديدة.
كما أشار إلى موافقة مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير على طلب وزارة قطاع الأعمال العام بالتعاقد على توريد وتركيب باقي المحالج الواردة بخطة التطوير وتطبيق نظام الحلج الجديد، مع شركة "باجاج" الهندية الموردة لمحلج الفيوم المطور، والتي حصلت على أعلى تقييم فني ومالي عند البت في العروض المقدمة، بعد نجاح تشغيل محلج الفيوم على الأقطان المصرية بكافة انواعها، وذلك ضمانا لسرعة تنفيذ خطة التطوير.
وقد وافقت اللجنة الوزارية للقطن، خلال الاجتماع، على دراسة جدوى تطبيق تجربة محدودة لزراعة القطن قصير التيلة في مناطق بعيدة تماما عن مواقع زراعة القطن طويل التيلة، وفتح مناشئ جديدة لاستيراد القطن الشعر، والاكتفاء بإجراء التبخير الكيماوي مرة واحدة فقط.
من جانبه أشار الدكتور أحمد مصطفى، رئيس القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، إلى أن تجربة زراعة القطن قصير ومتوسط التيلة فشلت فى غرب المنيا، حيث تم زراعة 3 آلاف فدان، وفشلت نتيجة الظروف الجوية الصعبة فى المنيا، حيث كانت الزراعات فى جو مفتوح وأتربة وعواصف، وبالتالى نحن مع تطبيق تجربة جديدة لزراعته ونأمل أن تنجح بما ينعكس بصورة ايجابية للغاية على شركاتنا لتوفير الاقطان لها بدلا من الاستيراد من الخارج.
اشاد رئيس القابضة بالجهود الكبيرة لوزير قطاع الاعمال العام الذى يتابع ملف القن وتطوير الشركات بصورة يومية وهو ما حقق نجاحا كبيرا خلال تجربة استلام الاقطان فى محافظتى بنى سويف والفيوم العام الماضى وهى تجربة رائدة رفعت من جودة وقيمة القطن المصرى مما سيساعد بعد التوسع فى انشاء المحالج المتطورة لرفع كمية استخاد القطن المصرى من 400 إلى 450 ألف قنطار، لنحو 2 مليون قنطار سنويا .
أوضح انه سيتم البدء فى تدشين 4 محالج جديدة بالاتفاق مع شركة باجاج الهندية التى نفذت محلج الفيوم، تزامنا مع خطة استلام القطن بالاليات الجديدة بدء من الموسم الجديد.
من جانبه أشار المهندس أشرف بدوى خبير غزل ونسيج إلى أهمية استغلال الفرصة الحالية فى ظل توقف الأوضاع فى الصين وفى دول شرق اسيا نتيجة أزمة كورونا ، وبالتالى يمكننا الدخول بقوة للسوق العالمى الذى تستحوذ الصين على نسبة 30% منه ،لافتا أن مصر قادرة على ذلك من خلال المجمعات الجديدة ومن خلال التكنولوجيا الجديدة .
أضاف إنه لابد أن ندرك أن الهند منافس قوى لنا أيضا ، فهناك 35 مليون عامل فى صناعة الغزل والنسيج لديها وعدد مرادن الغزل تصل لنحو 43.1 مليون مردن فى 1900 مصنع منها 18% قطاع خاص والباقي ما بين قطاع عام بجانب 2500مصنع نسيج و 4135 مصنع وتبلغ صادراتها من المنسوجات 55 مليار دولار وفق احصائيات معلنة .
وبالتالى لابد من السعى قدما لتعظيم الصناعة فى مصر اعتمادا على زراعة القطن قصير التيل .
وحول تجربة زراعة القطن قصير التيلة، أشارأشرف بدوى أن السودان جلبت أصناف جديدة من الهند وانتاجيتها ممتازة، وبالتالى يمكن تطبيق تجربتها، على الاقل لتوفير 140 مليون دولار واردات شهرية من الهند لمصر وبالرغم من ان الهند تستخدم كيماويات لوضعها على الأقطان لتحسين جودتها .