فى عالم الجريمة كل شىء مباح، فجرائم "القتل، السرقة، والنصب"، وغيرها التى اعتدنا على سماعها، يصاحبها أشياء أخرى لا يكشف عنها إلا نادرًا، وهذا ما يجعل بعضها من أغرب الجرائم التى قد لا يصدقها عقل ولا تستوعبها النفس.
"اليوم السابع" يقدم فى سلسلة "أغرب القضايا" قصص ليست دربًا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما هى قصص إنسانية صادقة وعميقة من داخل المحاكم خلال سنوات طويلة من الزمن.
سفاح صنعاء أو سفاح الطالبات أو سفاح المشرحة، ألقاب كثيرة أطلقت عليه، هو محمد أدم السفاح الذي يحمل الجنسية السودانية، قبض عليه في عمر الثانية والخمسون، بعد أن اغتصب وقتل أكثر من ستة عشر ضحية، منهن أحد عشر طالبة بكلية الطب .
محمد آدم عمر إسحاق سوداني الجنسية، سافر عام 1995م إلى اليمن ، كان يعمل فني تشريح في مشرحة كلية الطب جامعة صنعاء، كان يعمل كمغسل للجثث في السودان، كان يمتلك عيون جاحظة وشعر مجعد، وسكن في أحد الشقق المجاورة للجامعة .
يقال أنه تعرض للعديد من الأزمات أثناء فترة الطفولة، وأن حادث اغتصاب والدته أمامه هو السر وراء ما حدث له بعد ذلك ، وحسب أقوال بعض الذين يعرفونه، أن والده حين عرف ما حدث لزوجته قام بقتل من اغتصبها وقطعه ثم دفنه في حظيرة المواشي بالمنزل .
كان يمارس الملاكمة، وسبق له العمل داخل مشرحة جامعة أم درمان بالخرطوم، ويقال أنه كان يقتل أيضا هناك، وسافر إلى العديد من الدول الإفريقية وكذالك الكويت وارتكب هناك أيضًا جرائم متعددة ولم يتم كشف أمره إلا باليمن .
ارتكب محمد آدم العديد من الجرائم ولم يتم اكتشافها، لكن حين تعرف على الطالبة العراقية زينب، كانت تلك بداية النهاية، حيث اتفق معها على أن تدفع له مبلغ من المال مقابل أن يقوم بدفع رشوة لأحد المدرسين لزيادة درجاتها .
أخبرت زينب والدتها وأعطت السفاح المال، لكنه لم يلتزم بوعده، فعادت لتهدده فكتب لها تعهدًا أنه سيرد المال، وفي أحد الأيام ذهبت لتطلب منه جمجمة لكي تذاكر بها، ولم تخرج مجددًا من المشرحة.
بالطبع كان له خبرة كبيرة في التقطيع والذبح، وأثبتت التحقيقات أنه ابتكر خليط كيميائي يساعده في التخلص من الجثث، حيث كان الخليط قوي لدرجة تتسبب في ذوبان العظام واللحم معًا .
كانت زينب قد أخبرت والدتها أنها ستقابله، لذا بعد أن اختفت اتهمته والدة زينب بقتلها، واتهمته بالرشوة، ولكنها أيضًا استمرت في البحث عن زينب، واستمرت عمليات البحث إلى خمسة أشهر، لم تترك فيها والدة زينب أي مستشفى أو قسم أو مكان إلا وبحثت عن ابنتها فيه .
لكن الأم كانت تشعر أن الوحيد الذي يعرف سر ابنتها هو محمد آدم فني المشرحة، وجهت له تهمة الرشوة فقبض عليه للتحقيق وبعد الضغط عليه، اعترف بكل شيء وبعدد ضحاياه وطريقة القتل .
بدأت التحقيقات مع محمد آدم الذي اعترف بكل جرائمه، وأكد أنه سرق من ضحاياه المجوهرات التي تعدت المئة وستون ألف ريال يمني، ومن بين ضحاياه زوجته التي اختلفت معه، وكان هذا سببًا كافيًا لقتلها، على الرغم من أنها كانت حامل، فشق بطنها وأخرج الجنين ووضعه في إناء زجاجي في المشرحة .
وبالبحث في المشرحة وجدت بقايا لثمان جثث لفتيات، لكن الغريب في الأمر أن الاعترافات كانت شديدة التناقض، ففي الاعترافات ذكر أسماء فتيات لكنهن لم يقتلن ، وأيضا ذكر أسماء لم ترد في سجلات الجامعة .
منذ بداية عمله فيها وحتى القبض عليه، ويقول المحققين أنه كان غير متزن تمامًا أثناء التحقيق، وأنه كان يهول كثيرًا فيما يقول، وكأنه يروي قصة فيلم، وليس جرائم ارتكبها ، حكم على محمد آدم بالإعدام بحد السيف أو الرمي بالرصاص، ولكن قبلها بالجلد ثمانين جلدة بسبب شرب الخمر، وأمرت المحكمة بدفع تعويض لأسر الضحايا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة