يسعى تنظيم داعش الإرهابى إلى ترتيب صفوفه فى العراق بعد القضاء على التنظيم الأخطر فى العالم بواسطة قوات الجيش العراقى إلا أن التنظيم المتطرف يستغل أزمة كورونا فى العراق ويقوم بتنفيذ عمليات إرهابية بشكل فردى ضد تمركزات القوات الأمنية والعسكرية فى البلاد.
يعتمد تنظيم داعش الإرهابى فى عملياته الحالية فى العراق على عنصر المفاجئة والمباغتة والتضليل الإعلامى وهى نفس الطريقة التى استخدمها التنظيم المتطرف قبيل سيطرته على كافة المدن العراقية عام 2014، وكثف تنظيم داعش هجماته خلال الأسابيع القليلة الماضية على مواقع القوات الأمنية والعسكرية العراقية، وكان آخرها استهداف فصائل الحشد الشعبى فى محافظة ديالى خلال هجوم لعناصر التنظيم المتطرف، ما أدى لمقتل 3 مقاتلين فى صفوف الحشد.
إلى ذلك، كشفت خلية الإعلام الأمنى فى العراق عن إطلاق نار مباشر من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابى، على القوات المتمركزة فى منطقة الشيخ ابراهيم في قضاء الدجيل جنوبي محافظة صلاح الدين، وقد أدى الحادث إلى مقتل منتسب وجرح آخر.
وأوضحت خلية الإعلام العراقية أن تنظيم داعش استهدف نقطة مشتركة للشرطة الاتحادية بالفوج الثالث باللواء السادس بالفرقة السادسة لمركز قضاء الدبس بمحافظة كركوك، مما أدى إلى جرح منتسب من الشرطة المحلية العراقية.
التضليل الإعلامى هى الآلية التى يعتمدها تنظيم داعش خلال هذه الفترة لرفع الروح المعنوية للمتطرفين الفارين من عمليات الجيش العراقى فى صحراء الجزيرة على الحدود بين سوريا والعراق، وروج التنظيم المتطرفة لرواية تدعى تمكنه من السيطرة على قرية مبارك فى قضاء خانقين بمحافظة ديالى، وهو نفته قيادة العمليات المشتركة في العراق.
تأتى هجمات تنظيم داعش الإرهابى فى وقت يسعى فيه رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى إلى استعادة هيبة الدولة العراقية ورص الصفوف للقضاء على فلول داعش، والعمل على إصلاح المؤسسات الأمنية والعسكرية فى البلاد تطهيرها من أى عناصر فاسدة أو غير مؤهلة للقيادة.
وتشير التحركات الأخيرة لرئيس الوزراء العراقى بدءا من زيارته لوزارة الدفاع العراقية وعقد لقاءات مع قادة القوات المسلحة، فضلا عن اجتماعه مع جهاز مكافحة الإرهاب بعد تعيين الفريق أول ركن عبد الوهاب الساعدى رئيسا للجهاز الذى يصنف أحد أفضل التشكيلات العسكرية فى منطقة الشرق الأوسط.
كان رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمي قد قرر إعادة الفريق عبدالوهاب الساعدي إلى رئاسة جهاز مكافحة الإرهاب بعد أشهر من إحالته على وظيفة مكتبية في وزارة الدفاع من قبل رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي، فيما أعاد العميد يحيى رسول إلى منصبه السابق متحدّثا باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، واستُبعاد اللواء الركن عبدالكريم خلف المذين عينه عبدالمهدى متحدثا باسم القائد العام.
وتسعى الدولة العراقية لاستعادة هيبة الدولة التى ترتبط بشكل كبير بتقوية المؤسسة العسكرية العراقية التى شهدت انتكاسات عدة خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب الفساد الذى ضرب وزارة الدفاع وكان سببا رئيسيا فى انهيار الجيش العراقى أمام تنظيم داعش الإرهابى عام 2014.
وطالب المتظاهرون العراقيون بضرورة إعادة بناء وتقوية المؤسسة الأمنية والعسكرية في العراق من ضمن المطالب التى ينادى بها كثير من العراقيين من سياسيين وقادة المتظاهرات، باعتبارها مفتاحا من مفاتيح الإصلاح العام، فلا يمكن تحقيق الاستقرار وتنشيط الاقتصاد وضبط الحدود ووقف التهريب، من دون مؤسسة عسكرية عراقية قوية.
كان العميد يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية قد قال إنّ حكومة الكاظمي تخطط لرفع قدرات القوات العسكرية العراقية التسليحية بأفضل الأسلحة والمعدات، وأيضا بناء منظومة أمنية متكاملة وفق أسس ومعايير مهنية بهدف مكافحة الإرهاب وحماية أمن البلاد.
وأشار العميد يحيى رسول إلى الاجتماع الموسّع الذي عقده رئيس الحكومة العراقية هذا الأسبوع بمقر وزارة الدفاع بحضور وزير الدفاع والقيادات العسكرية وقادة الأسلحة والفرق والتشكيلات، لتدارس إعادة الهيبة للمؤسسة العسكرية والتعامل بحزم مع عصابات تنظيم داعش.
وذكر أن القائد العام للقوات المسلحة العراقية أعطى الأوامر بضرورة تطوير المؤسسة العسكرية بالدولة العراقية وتسليحها بشكل صحيح يتلاءم مع مسؤولية مواجهة الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة