قال الأثرى محمد جاد أخصائى ترميم آثار بإدارة ترميم آثار الكرنك، والمشارك بمشروع ترميم 29 كبشا خلف البيلون الأول بالكرنك، إن تلك الكباش تعانى من عدة عوامل تلف أدت لظهور بعض المظاهر عليها أهمها الرطوبة والأملاح، فالرطوبة أثرت على أساسات القواعد الخاصة بالكباش، ما أدى لتفكك المادة الرابطة للحبيبات وتآكل الحجر نفسه، وأدى ذلك لهبوط بعض التماثيل وميول فى تماثيل أخرى، بالإضافة إلى انفصال بعض الأجزاء من التماثيل نفسها، حيث إن العملية توقفت بعد مشروع المياه الجوفية لأن أكبر عامل تلف أضر بتلك الكباش هو المياه الجوفية.
وأوضح أن تلك المياه كانت تأتى من نهر النيل لقرب المعبد جداً من نهر النيل، وبعد مشروع المياه الجوفية خفت آثار الدمار على التماثيل بعض الشيئ، ولكن مع درجة الحرارة المرتفعة أدى ذلك لظهور الأملاح، حيث إن تلك الأملاح تتسبب فى ضغوطات على الحجر مما يؤدى لتكسير الروابط بين الحبيبات مما يؤدى لما يسمى علمياً "نزيف الحجر أو البودرينج"، فيصبح الحجر رملى ويتآكل تماماً، ومن ضمن المظاهر أيضاً للدمار على التماثيل ظهور بعض النباتات فى فواصل الأحجار للكباش، وجذور النباتات تعمل على زيادة الضغط فى الفواصل مما يؤدى لزيادة الشروخ وهو ما يظهر حالياً على حالة التماثيل الـ29 التى يتم ترميمها، وكذلك يوجد نمو للبكتيريا فى الأماكن الرطبة بالحجر وظهور بعض التعفنات.
ويؤكد المرمم الآثرى محمد جاد فى لقاء خاص لـ"اليوم السابع"، أن فريق الترميم والعاملين بالمشروع انطلقوا فى البداية بإزالة مونة الاستكمال القديمة التى تم ترميم الكباش بها وأدت لتضررها بشكل كبير، وهى مكونة من الأسمنت الأسود وهو محفز للأملاح وصلابته شديدة أشد من صلابة الحجر نفسه مما يؤدى لإنفصال وتدهور القشرة الملامسة للأسمنت الأسود، وبعد إزالة المونة وقبل أعمال الترميم تم تصوير الكباش بالكامل ورسم وكتابة تقارير ورصد مظاهر التلف كاملةً، وتم بعد ذلك فك كبش كبش بالترتيب من الخارج للداخل، حيث وجد الكبش الأول مفصول لعدة أجزاء بالإضافة إلى فقد فى الأجزاء السفلية، وتم عمل تدعيم بالأسياخ الستانلس للأجزاء المنفصلة وإعادة لصقها ببعض مواد اللصق الكيميائية المتعارف عليها فى ترميم الآثار حول العالم حالياً والمطابقة للمواصفات، كما تمت إعادة تركيب قواعد "مخدات جديدة" لتسهيل عملية الرفع وحماية الكبش قبل إعادته لموقعه مرة آخرى.
وأوضح أخصائى ترميم آثار بإدارة ترميم آثار الكرنك، أنه حتى الآن فيما يقرب من شهر من البدء فى المشروع تم الإنتهاء من 3 كباش وترميمها بالكامل، وجارى حالياً ترميم 7 كباش آخرى ليتم فى نهاية الشهر ترميم وإنهاء 10 تماثيل من الـ29 المتضررة، كما يرجى رفع مقاسات للأرض لعمل تربة إحلال وعزل للتربة لتجنب عملية الرطوبة مرة آخرى لحماية الكباش بعد إعادتها لموقعها الأصلى من جديد لعرضها بمشهد يليق بآثار الأقصر أمام السائحين.
أخصائى ترميم بمشروع الـ29 كبش بالكرنك يكشف تفاصيل الترميم الدقيقة
الآثرى محمد جاد أخصائى ترميم آثار بإدارة ترميم آثار الكرنك
لقاء مع أخصائى ترميم مشروع الكباش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة