يواجه أطباء الفم والأسنان، خطر العدوى والإصابة بفيروس كورونا المستجد، وغيره من الفيروسات، بمعدلات قد تفوق أى فئة طبية أخرى، وذلك لأن كل إجراءاتهم المتنوعة وعلاجاتهم بآلات حادة، وفى منطقة "الفم" التى تتصف بالتغذية العالية للدم، وغزارة سوائل الفم "اللعاب"، وهى بيئة متشبعة بملايين البكتيريا واحيانا بالفطريات، الأمر الذى استدعى أطباء الأسنان إلى اتخاذ مجموعة من التدابير والاجراءات الاحترازية الإضافية لحماية أنفسهم ومرضاهم من كوفيد19.
يقول الدكتور مصطفى حجاج، عضو مجلس نقابة أطباء الأسنان بالأقصر، إن عيادات الأسنان بشكل طبيعى تتعامل مع أى شخص لديه أى أعراض مرضيه، لكن ما دفعهم إلى اتخاذ اجراءات حماية إضافية هو أن طرق العدوى بفيروس كورونا لها طبيعة مختلفة عن باقى الأمراض، التى تحتاج إلى التعامل المباشر مع سوائل جسم المريض، مثل الدم فى حالات فيروس سى والإيدز، وبكميات كبيرة، ولا يمكن انتقالهم بالسعال أو العطس، لافتا إلى أن العدوى لا تقتصر فقط على المريض، بل أصبح مرافقيه أيضا يمثلون خطرا، ويتطلب إلزامهم أيضا بالماسك، حيث أن هناك قاعدة تقول أن الحديث مع مريض بالكورونا، وهو يرتدى ماسك فإن نسبة العدوى 5%، لكنها ترتفع إلى 70% فى حال عدم وجود ماسك.
وأضاف حجاج لليوم السابع،: ونظرا لوجود احتمالية لانتقال الفيروس من خلال مخرجات الإنسان، كان لابد من ارتداء المترددين على العيادة واقيات للقدم، ومرورهم على قطعة من القماش مبلله بالكلور، وماسك، ولأن الفيروس أيضا ينتقل بطرق تراكمية، فأنه قبل بداية التعامل مع المرضى خاصة مع الإجراءات التى تحتاج إلى المياه والهواء، والتى يترتب عليها تطاير رذاذ، يلتزم جميع الموجودين بارتداء الجاونتى، ويتم تغييره مع كل مريض، لتطاير الرزاز عليه، ويُصبح بذلك مصدر للعدوى، ويتم التخلص منه بقطعه نصفين، مع الإلتزام بوسائل العزل، مع رش قليل من الكلور المخفف فى الهواء، للقضاء على فرص وجود رذاذ فى الهواء.
وأشار إلى أنه اعتمد لحمايته من الفيروس ماسك قابل للاستخدام عدة مرات، مع تغيير الفلاتر، والتى تستمر كل منهم 200 ساعة، ويتم تعقيمه بين كل مريض والأخر، مشيرا إلى صعوبة توفير ماسكات أخرى مثل الـn59، حيث أنه فى حال تطاير دماء عليه لابد من تغييره، ويعمل لمدة 8 ساعات فقط، وفى الأغلب يتم وضع ماسك تقليدى فوقه لحمايته، مضيفا: كما يتم استقبال حالات الطوارئ فقط، ورغم تلك المخاطر لا يمكن للعيادات أن تغلق، خاصة أن المستشفيات لم تعد مهيئه لاستقبال المرضى، بالإضافة إلى التخلص من كافة الملابس التى كان يرتديها خلال استقبال المرضى، قبل دخوله إلى المنزل.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور أحمد مُسعد، طبيب الأسنان، إن أى عيادة تتعامل بإجراءات جراحية مثل الأسنان، فهى عرضه لنقل الكثير من العدوى عن طريق الأدوات الملوثة، وبشكل عام، فى غير أيام فيروس كورونا، نتخذ كثير من الاحتياطات للحماية من العدوى سواء للمرضى ولحماية أنفسنا كأطباء، أما بعد كورونا ولأنه وباء جديد مازال مجهولا، وكافة المعلومات المتوفرة عنه أو طرق انتقاله مازالت تكهنات، وفى ظل أن أطباء الأسنان الأكثر عرضه للإصابة لتعاملهم مع الرذاذ مباشرة من فم المريض، وهى إحدى الطرق الأكيدة للعدوى، يتم تأمين الفريق الطبى وعدم تواجد المرضى بأعداد كبيرة، من خلال تحديد موعد لكل مريض، وفور دخوله للعيادة يغسل يديه والمرافقين له.
وأضاف مُسعد، فى تصريحات لليوم السابع،: وتم وقف استقبال حالات التركيبات أو تنظيف الأسنان، ويتم العمل مع الحالات الطارئة فقط، مع الإلتزام بتهوية العيادة، وعزل اللعاب والرذاذ من خلال العزل المطاطى، وأنواع من الشفاطات لسحب الرذاذ وتقليل فرص انتقال العدوى قدر المستطاع، بالإضافة إلى أجهزة التعقيم للأدوات كالبروتوكول المعتاد، وتعقيم الأسطح بشكل دائم ومستمر، وإلتزام الطبيب بارتداء البدلة الخاصة بالوقاية، وماسك "فيس شيلد"، والكمامة، والجوانتى الطبى، لافتا إلى أن كل ذلك جعل تكلفة مستلزمات مكافحة العدوى أصبحت مرتفعة جدا على العيادات.
من ناحيته، قال الدكتور محمود رمضان، طبيب الأسنان،: عادة ما كانت تخشى عيادات الأسنان من عدوى فيروس سى والإيدز، ومع انتشار فيروس كورونا، أصبح ذلك تحدى جديد، خاصة أن الأبحاث مازالت لم تحدد بعد إمكانية انتقاله من خلال الهواء، فى الوقت الذى يترتب على عمليات مثل تنظيف الجير، أو العمل بـ"الكونترا"، يؤدى ذلك إلى وجود رذاذ معلق فى الهواء، وبالتالى من الممكن أن يحمل الفيروس فالهواء لمدة 9 ساعات، لافتا إلى أن ذلك يتطلب التزام طبيب الأسنان، بأدوات العزل التام مثل أطباء مستشفيات العزل، لذا نبهت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة وقف كافة العمليات غير الضرورية.
وأضاف رمضان، لليوم السابع،: بدل العزل أسعارها تبدأ من 50 إلى 100 جنيه، وفق الوزن والذى يرتبط بالمسامية، حيث كلما قل الوزن، كلما أصبحت المسامية والفرص العدوى أعلى، وهى ضرورية فى فى بعض التدخلات الطبية، بينما فى الاجراءات التقليدية فنلتزم بارتداء الاسكراب وفوقه البالطو، والفيس شيلد، لافتا إلى أن بعض التخصصات قد تحتاج إلى وسائل حماية أكثر عن غيرها، لكن الحد الأدنى للحماية يظل ارتداء زيي سواء بالطوا أو سكراب كامل، والجوانتى، والفيس شيلد، ومع ذلك فأن وسائل الحماية لكل مريض تصل تكلفتها إلى 50 جنيه، ويتم التخلص منهم جميعا قبل التحرك من العيادة، مشيرا إلى أن نصف عيادات الأسنان بالدقهلية تقريبا أغلقت تماما، والمستمر فى العمل فقط للحالات الطارئة، بالإضافة إلى تطهير الأسطح بعد كل مريض، ورش الغرفة بالكحول، والأسطح غير المعدنية بالمياه والكلور، والأسطح المعدنية بالكحول.
كما أكدت الدكتورة مروى صبرى، مدرس مساعد طب أسنان الأطفال بجامعة كفر الشيخ، أن تطبيق إجراءات مكافحة العدوى بعيادات الأسنان، هو جزء لا يتجزأ من عملها الطبيعى، حيث يتعامل طبيب الأسنان طوال الوقت مع العديد من الأمراض الأكثر خطورة من كورونا، مثل فيروس سى والإيدز، وبالتالى من الطبيعى أن يتم الإلتزام بالماسك، والفيس شيلد، واجرءات التعقيم والتطهير، بجانب أجهزة تعقيم الأدوات، مؤكدة أن طبيب الفم والأسنان يلتزم أكثر عن أى تخصصات أخرى بإجراءات التعقيم، لأنها تتم بعيادته الخاصة وتحت متابعته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة