مع تبقى أشهر قليلة على إجراء الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، تزداد المخاوف بشأن امتداد وباء كورونا ليؤثر على أهم رموز الديمقراطية الأمريكية. وقالت صحيفة التايمز البريطانية أن انتخابات الرئاسة بين دونالد ترامب وجو بايدن على الأرجح كانت من المرجح دائما أنها ستكون شأنا مزعجا يعترض على رئيس مولع بالقتال معارضة غاضبة ويتم التصويت عليها من قبل دولة يسودها الاستقطاب.
وفى ظل وباء كورونا تدور التساؤلات حول ما إذا كانت الديمقراطية الأمريكية ستخوض الأشهر الستة المقبلة دون أن تصاب بأذى. فإلى جانب التنافس المرير بين المرشحين، فإن الانتخابات عبارة عن قنبلة موقوتة فى بلد تمزقه بالفعل احتجاجات غاضبة ومعارضة مسلحة للقيود المفروضة بسبب الوباء.
فهل من المتوقع أن يخاطر المواطنون الضعفاء بالتعرض للعدوى بالوقوف لساعات فى مراكز الاقتراع؟ هل سيؤثر انخفاض الإقبال على النتيجة؟ ماذا لو أعادت الموجة الثانية من العدوى مساحات كبيرة من الولايات المتحدة إلى الإغلاق. وترى الصحيفة أن الطرق المختلفة التى يمكن أن تتعطل بها العملية الانتخابية مذهلة، وبدأ الطرفان بالفعل فى بناء روايات تتهم البعض بتخريب الديمقراطية.
فترامب لديه عادة التشكيك فى نتائج الانتخابات، حتى عندما يفوز. فبعد انتخابات 2016 التى أتت به إلى السلطة، شكك فى خسارته فى التصويت الشعبى، وعين لجنة للبحث فى تزوير الانتخابات. وشكك الديمقراطيون أيضا فى انتخابات 2016، وزعموا أن التدخل الروسى قد عزز كفة ترامب.
وفى الأسبوع الماضى، اتهم الرئيس على تويتر بمحاولة سرقة انتخابات فى كاليفورنيا، وحث الجمهوريين على الخروخ والتصويت. وتتضاءل الفرص أمام إجراء انتخابات هادئة منظمة بحسب الصحيفة.
وتنقل تايمز عن إريك هازين، أستاذ القانون فى جامعة كاليفورنيا ومؤلف كتاب "انهيار الانتخابات: الحيل القذرة وعدن الثقة والتعديد للديمقراطية الأمريكية"، قوله إنه لا يشعر بالتفاؤل، فترامب يمكن أن يشكك فى النتيجة لو خسر. ولو كانت نتيجة الانتخابات متقاربة، أو أصبح هناك إعادة عد للأصوات أو دعاوى قضائية، فتحت فى وضع متقلب وخطير للغاية، وقد يكون هناك تصعيد فى الخطاب ومحاولة للتراجع عن فوز بايدن".
وهناك آخرين يشعرون بقلق أكبر. فيقول برايان كلاس، الكاتب فى واشنطن بوست: "ماذا سيحدث لو خير ترامب الانتخابات ثم ذهب إلى تويتر ليقول إنه قد فاز، ليس من الصعب رؤية كيف ستصبح الأمر مميتة".
ويطرح الديمقراطيون فكرة أن ترامب ربما يحاول تأجيل الانتخابات. وقال بايدن فى تصريحاته " تذكروا كلمتى أعتقد أنه سيحاول التراجع عن الانتخابات بشكل ما، ويخرج بمنطق ما حول أسباب عدم إمكانية إجرائها".
والحقيقة هى أن إلغاء الانتخابات قد يتطلب تحركا غير مرجحا من الكونجرس، والأكثر احتمالا هو أن الانتخابات ستمضى، وسيتم التشكيك فى نتيجة الانتخابات من قبل طرف أو آخر.
وللتخفيف من آثار الوباء، يطالب الديمقراطيين بزيادة كبيرة فى التصويت المبكر وعبر البريد. وفى أخر حزم الإغاثة من الوباء فى مجلس النواب، خصصوا نحو 4 مليار دولار لزيادة تمويل الانتخابات مما يسمح للولايات بتعزيز أنظمة الانتخابات بالبريد.
لكن الجمهوريين يشككون فى جدوى ذلك. وقالت سارة لونجويل، مؤسسة منظمة الجمهوريين من أجل حكم القانون المنتقضة لترامب إن هذا الأمر كان ينبغى القيام به فى الماضى، فالبنية التتية للانتخابات تتغرق وقتا طويلا لبنائها. ولو كنت تعد لاستقبال ملايين من الاقتراع بالبريد، فإنك بحاجة لتكنولجيا لعدهم، ويجب أن نبدأ الآن، وبعض الخيارات ربما لا تكون متاحة.
غير أن الجمهوريين فى مجلس الشيوخ ينظرون إلى ذلك على أنه انتزاع للسلطة من قبل الديمقراطيين، وأعربوا عن قلقهم بشان التطبيق العملى لإصلاح نظام الاقتراع فى البلاد قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية. ويرفض ترامب التصويت بالبريد، وسبق أن قال أنه يعتقد أن الكثير من الناس تغش فى التصويت عبر البريد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة