تحاول إسبانيا السيطرة على المساجد خاصة "غير الرسمية"منها، وأقرت الشرطة الوطنية الإسبانية تغريم المساجد التى لا تعترف بها اللجنة الإسلامية، والتى انتهكت طوارئ فيروس كورونا، وافتتحت خلال شهر رمضان واجتمع بها عدد من المسلمين.
وكانت إسبانيا أغلقت المساجد منذ أسابيع بسبب انتشار فيروس كورونا، وأمرت الشرطة الإسبانية بتوزيع ضباطها على جميع المساجد الموجودة فى البلاد لإعادة السيطرة حتى يتم إقرار فتح المساجد مجددا، إلا أن الشرطة الإسبانية قامت بتغريم المساجد الغير رسمية، والتى تثير القلق بسبب الاشتباه بها بالترويج للإرهاب، حسبما قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية.
وأوضحت الصحيفة أن المساجد الرسمية، التى تعترف بها اللجنة الإسلامية، لم يتم تغريمها، مشيرة إلى أن فى حال افتتاحها مجددا فسيلتزم امام المسجد بتحقيق التوصيات التى أقرتها الحكومة من اتباع المسافات الآمنة وعدم التجمعات، وهو المسئول بفرض السيطرة على المساجد والمصلين.
وأوضحت الصحيفة أن الشرطة الإسبانية أيضا تفرض مراقبة مشددة على المحلات الحلال التى تبيع الطعام المخصص للمسلمين، والالتزام بالمسافات الآمنة أثناء الشراء وعدم وجود حشود داخل تلك المحلات.
ومن جانبها، قالت صحيفة " لا ريوخا" الإسبانية إن إسبانيا لا تستطيع السيطرة إلا على 10 من مراكز العبادة الإسلامية فى الوقت الذى يوجد فيه أكثر من 1586 دور عبادة ومسجد بشكل غير رسمى فى إسبانيا منهم أكثر من 100 مرتبطين بالسلفية، و80 يحملون أفكار إرهابية.
ووفقا لتقرير وزارة الداخلية الإسبانية فإن هناك ما بين 2100 و2200 مركز إسلامى ولكن من بينهم بشكل غير قانونى، وذات مصدر تمويل مجهول.
وأشار التقرير إلى أن عدد الجالية المسلمة فى إسبانيا يبلغ حوالى مليونى مسلم، ولكن هناك من بينهم من يتبع الأفكار المتشددة التى تدعو للإرهاب، التى تغرسها قطر فى المساجد الإسبانية خاصة فى كتالونيا التى يوجد بها أكثر من 256 مسجدا، ولذلك فقد حذر عدد من الخبراء فى مجال مكافحة الإرهاب من اتساع دائرة داعش فى إسبانيا على أيدى قطر، وفقا للصحيفة الإسبانية.
وكان معهد إلكانو الملكى، قال فى تقرير له أصدره فى وقت سابق، إن إمارة قطر تسللت إلى إسبانيا عبر تمويل مساجد ودور عبادة خاصة فى مقاطعة كتالونيا، وهو الأمر الذى أدى إلى نشر الإرهاب والفكر المتطرف.
وقالت صحيفة "تيلى ثينكو" الإسبانية فى تقرير لها، إن 25% من الإرهابيين الذين تم اعتقالهم أو قتلوا فى إسبانيا بين عامى 2013 و2017 كانوا يعيشون فى كتالونيا، كما أن الإرهابى الذى تم قتله أمس فى إسبانيا بعد الهجوم على مركز شرطة وهو يردد "الله أكبر" كان يعيش فى كورنيلا الكتالونية، وهو ما يثير القلق من تحول الإقليم إلى وكر للإرهاب القطرى فى أوروبا.
وقال سيرجيو ألتونا، المستشار الأمنى والباحث بمعهد إلكانو الملكى، إن "داعش والقاعدة دعوا إلى إطلاق سراح السجناء الإرهابيين، وذلك فى الوقت الذى تستعد هذه المنظمات الإرهابية لشن هجمات جديدة فى شهر رمضان "، مضيفا أن "داعش يعتقد أن كورونا عقاب إلهى لدول الغرب".
وأضاف ألتونا أن "القاعدة وداعش غيرا من أسلوبهما لترويع الغرب، فأصبحت تردد أن وباء كورونا عقوبة إلهية للرأسمالية فى العالم ولاسيما أوروبا"، مضيفا "كما أن القاعدة قالت إن كورونا تسبب فى إغلاق النوادى الليلية والحانات لأنهاء المحرمات، وجميع الأماكن الآخرى التى يعتبرونها خطيئة".
وأوضحت كريستينا أريزا الباحثة فى معهد تونى بلير أن "بعض الجماعات النازية الجديدة فى الولايات المتحدة نفت وجود فيروس كورونا وأن امريكا هى التى اخترعته لإنهاء السكان البيض، ومن بين دعائات التنظيمات الارهابية هو انتشار فيروس كورونا فى المملكة المتحدة بسبب جرائم الكراهية التى تتبع فى البلد مع انتشار نظيرات المؤامرة".
قال موسى بوريكبة، الباحث فى مركز برشلونة للشئون الدولية، إن "هناك تشابها كبيرا بين وباء كورونا والارهاب، حيث أن كلاهما عدو خفى، يهدد البلاد من الداخل والخارج، وتضطر الحكومات الأوروبية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمحاربتهما ".
وأوضح الخبير فى دراسة أجراها أن "الجماعات الإرهابية تستغل انشغال الحكومات الأوروبية وانشغال الجيوش فى أوروبا لمكافحة فيروس كورونا، للتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية فى أوروبا، خاصة وأن اقتصاد الغرب أصبح هش للغاية وتركز الحكومات الغربية على إعادة بناء اقتصادها فى ظل طوارئ كورونا"، مؤكدا أن "الإرهابيون يستغلون أى علامة للاستفادة من مصائب أعدائهم، وداعش طالب متميز لأنه يشير دائمًا إلى "إرادة الله".
وأوضحت صحيفة "لاراثون" الإسبانية فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى أن "الارهاب أول من أظهر سعادته بانتشار فيروس كورونا، فبداية ظهوره فى الصين، قالت الجماعات الإرهابية أنه بسبب "فرعونها"، ويتجاهلون أن هذا الوباء كارثة تطولهم أيضا"، مشيرة إلى أنه ما يثير الجدل هو عدم إعلان أى مصابين أو متوفين من داخل تلك التنظيمات، وهو ما يبرز علامة استفهام كبيرة، حول أن الجماعات الإرهابية هى التى وراء انتشار كورونا فى العالم".