نمر نور: أخرج لحدود القرية يوميا ولا أعود لمنزلى إلا فى اليوم التالى بسبب الروائح الكريهة وحرائق القمامة
أحد الأهالى : أغلب المنازل فى العزبة بها أنبوبة أكسجين لعلاج الاختناقات التنفسية بسبب القمامة وروث " الخنازير والماشية"
شحاتة المقدس:
إثارة مسألة زرائب البراجيل والمطالبة بإزالتها أمر ليس بجديد واعتدنا عليه
ونعمل لمصلحة الدولة فإذا أرتأت الإزالة سوف نوافق عليها بشرط منحنا أماكن بديلة
أمين صندوق جمعية رعاية جامعو القمامة بالجيزة: معنا عقود إيجار منذ الخمسينات
مدير صندوق تطويير العشوائيات: منطقة زرائب البراجيل خارج اختصاصنا
محافظة الجيزة:
الدولة حريصة على وضع حل جاد يعمل على حماية البيئة والسكان مع الأخذ فى الاعتبار الحفاظ على هذه المهنة "جمع القمامة" نظرا لما تقدمه من خدمات حقيقية
يعيشون فى خوف دائم وقلق من تحول أحدهم إلى رقم فى قائمة ضحايا كورونا فكل ما يحيط بهم يجعلهم صيدا لذلك الفيروس الخطير هنا فى قرية البراجيل لا مجال للحديث عن الإجراءت الوقائية أو مكافحة العدوى، فكل ما تقع عليها عيناك فى هذه القرية هى أسباب للإصابة بالعديد من الفيروسات والأمراض المختلفة سواء من تلال القمامة التى تقترب فى ارتفاعها من شرفات المنازل، أو روث الحيوانات ومنها "الخنازير والماشية"، الذى تمتلئ به الطرقات، أو الدخان الذى يحجب الرؤية وتضيق به الصدور نتيجة اشتعال النيران فى بعض القمامة ، ويكفى القول أنه صدر لهذه المنطقة أكثر من 7 قرارات إزالة تعاقب عددا من المحافظين ولكنها توقف فى اللحظة الأخيرة، فى الوقت الذى يرفض فيه العاملون فى جمع وفرز القمامة وصفهم بالدخلاء مؤكدين أن مهم عقود إيجار صادرة منذ الخمسينات بغرض استخدام جزء من هذه الأراضى لجمع وافرز القمامة فى وقت لم يكن الزحف العمرانى أمتد إليها.
روث الماشية
أصوات سعال متواصلة تخترق سكون القرية تخرج من أحد المنازل فى القرية لم تكن غريبة على أسماع الجيران الملاصقين لهم فقد اعتادوا على سماعها تخرج من منزل" ب" صادرة من ابنه الوحيد 10 سنوات بسبب معاناته مع متاعب صدرية نتيجة رائحة القمامة والدخان الأسود الذى يكاد أن يحجب معالم القرية بالكامل ليهرع والده سريعا إلى أنوبة الأكسجين التى أضطر إلى شرائها فى محاولة منه للسيطرة على نوبات السعال والأختناقات التى يصاب بها أبنه فى أوقات متقاوتة من اليوم مؤكدًا على أن شراء أنبوبة الأكسجين أصبح شىء أساسى للسكان وتشترك فيه أغلب المنازل بالعزبة.
قرية البراجيل التابعة لمركز أوسيم هى إحدى القرى التابعة لمركز الجيزة كانت تشهر فى الماضى بقرية الزهور حيث يقع بها أكبر مشاتل للزهور والورد والمناظر المبهجة أما الأن فيكفى تتبع مؤشر البحث الألكترونى حيث دون به عشرات القصص لمعاناة سكانها مع الأختنقات الصدرية والروائح الكريهة.
قصة معاناة أخرى بطلها هذه المرة " نمر نور" 30 عاما أحد سكان ويعمل تاجر ملابس والذى يضطر إلى ترك منزله والخروج إلى حدود القرية بسبب الدخان ورائحة القمامة التى سببت له فى متاعب صدرية كان أخرها أستحق عليه تحذير شديد اللهجة من الأطباء بضرورة الأبتعاد عن مصدر تلك الأختناقات تلافيا لحدوث مضاعفات تم وصفها بالخطيرة. وهو ما يعبر عنه بقوله:"بسبب الدخان الناتج عن احتراق القمامة أو الروائح الأخرى والتى تتصاعد بشدة خلال الساعات المتأخرة من الليل أضطر إلى مغادرة المنزل والخروج إلى حدود القرية لاستنشاق هواء غير مختلط بحريق القمامة أو روث الحيوانات " الخنازير" بسبب إصابتى بمتاعب صحية وهو أمر يشترك به غالبية السكان فى القرية ، ولا أعود إلا بعض عدة ساعات مع بدء الصباح لتغير ملابسى والنزول مسرعا إلى عملى كتاجر ملابس".
متابعا : " تقدمنا بالعديد من الشكاوى لجهات مختلفة نناشد فيها إزالة القمامة وإنهاء معاناتنا مع القمامة والروث والدخان الأسود بسبب حريق القمامة وبالفعل أثمرت جهودنا عن الحصول على أكثر من 7 قرارات صادرة من عدة محافظين تعاقبوا على الجيزة ولكنها توقف فى اللحظات الأخيرة .
وفى الوقت الذى تمثل فيه القمامة مصدر معاناة وأزمات متتتالية لسكان قرية البراجيل كان على الجانب الآخر، جزء منهم يعتمد عليها كمصدر أساسى فى معيشتهم وهم العاملون فى مهنة جمع وفرز القمامة الذين يعملون على مساحة كبرى من الأرض تم تقسيمها إلى حجرات متساوية المساحة سقفها من الأخشاب وجدرانها من ألواح الصاج المتهالكة يتم استخدامها كأماكن للعمل فى تفريغ القمامة وفرزها والمعيشة فى آن واحد.
أمام أحداها وقفت إحدى السيدات الأربعينية العمر منهمكة فى فرز القمامة وبجوارها طفلها الصغير مركزا على أيدى والدته وهى تعمل على أمل الخروج بلعبة صغيرة تخلى عنها أحدهم بعد تقادمها أو تلف جزء منها قد تمثل لهذا الصغير المنتظر بجانب والدته فرحة كبرى.
فرز القمامة
" محدش بيختار مهنته منذ سنوات ونعمل نمتهن ذلك العمل ولا نعرف منها أخرى وبرغم صعوبتها " هكذا بدأت حديثها مع اليوم السابع وهى تشير إلى يديها التى انطبع عليها سنوات من العمل فى فرز القمامة سواء فى خشونتها أوالغرز الكثير المنتشرة بها نتيجة الزجاج مضيفة وهى تبتسم هذه أشياء أعتدنا عليها وألفناها فأكوام القمامة التى يتأفف البعض من النظر إليها أو الفزع من السير بجوارها أو الدخان والحرائق التى تشتعل بين الحين والأخر نتيجة محاولات أحد الأهالى التخلص منها فينتج عنها الدخان الذى يسبب اختناقات لأطفالنا وكبار السن منا والتهابات فى الأعين كل هذه الأمور التى تعتبر مصدر معاناة لبعض سكان البراجيل تمثل لنا حياة كاملة نتعايش معها ونتقبلها من أجل الحصول فى النهاية على جنيهات قليلة لا تكاد تفى بالأحتياجات الضرورية.
أما ما لا نستطيع تصوره وتقبله حتى هذه اللحظة هو المحاولات العديدة التى يقوم بها البعض لأخراجنا من مساكنا التى وصلنا إليها منذ سنوات عديدة بحجة أن تواجدنا يؤثر صحيا بالسلب على الأهالى على الرغم من وصولنا لهذه الأراضى منذ أكثر من 50 عاما فنحن أصحاب الأرض الحقيقيين ولا نعلم لنا مكان أخر فارتباطنا بالبراجيل نابع أنها مصدر عملنا الوحيد الذى نقتات منا ومسكن حتى ولو كان الحجرات بلا أثاث أو جدرانها من الأخشاب أو الصاج وتشاركنا القمامة بها.
نحن أصحاب الأرض ولسنا دخلاء
يتفق معها فى ذلك الرأى عريان شحاته أمين صندوق جمعية الرعاية الأجتماعية لجامعى وناقلى القمامة فى محافظة الجيزة الذى يؤكد على أن العامليين فى مهنة جمع القمامة والفرز يقدمون خدمات كبرى لأهالى الجيزة حيث يقع على عاتقهم جمع القمامة من كافة المساكن بالمحافظة والتخلص منها بطرق أمنة بجانب العمل على استفادة الدولة منها وضخ أموال فى الأقتصاد القومى عبر فرزها وتجنيب المواد المختلفة سواء من " زجاج،بلاستيك، المونيوم،كارتون" وإمداد المصانع بها لإعادة تدويرها وتصنيعها فى صورة منتجات جديدة مرة أخرى.
عقود الإيجار
لافتا إلى أن العاملين فى تجميع القمامة وفرزها ليسوا معتدين أو دخلاء على المنطقة فهم لهم أوضاع قانونية مقننة منذ الخمسينات كانت هذه المنطقة عبارة عن مساحات خضراء فقط ولم يكن العمران أمتد إليها بعض وتم تخصيص جزء منها بموجب عقود إيجار كأراض تستخدم لجمع القمامة وفرزها لافتا إلى أن هذه المساكن التى يشتكى أصحابها من القمامة مخالفة وبلا أوراق حيث تم بنائها على أراض زراعية حيث بدأ الزحف العمرانى إليها خلال سنوات الإنفلات الأمنى عام 2011 .
وأوضح "عريان" أن جامعو القمامة يعملون لحماية البيئة و يحرصون على الألتزام الكامل بما أقرته اللجنة المعاينة التى تشكيلها من عدة قيادات ووزارات تابعة لمحافظة الجيزة على ضرورة التخلص اليوم من روث الخنازير والماشية بجانب العمل على الألتزام بمساحات معينة فقط لتجميع القمامة وفرزها وهو ما يتم العمل به حيث يتم التخلص من القمامة بعد فرزها والعمل على الإستفادة منها بشكل كلى بما فيها روث " الخنازير والماشية" عن طريق توزيعه كسماد للأراض الزراعية ونقله لمن يحتاجه ." بجانب العمل على إعادة زرع وتشجير مساحات من الأراضى وستقدام شركة قامت برش مواد مطهرة على نفقتنا الخاصة .
عقود الإيجار2
الإخلاء بشرط توافر أماكن بديلة
ومن جانبه قال شحاته المقدس نقيب " الزبالين" أن إثارة مسألة زرائب البراجيل والمطالبة بإزالتها أمر ليس بجديد واعتدنا عليه من جانب بعض السكان الذين يهدفون لإزاحة جامعى القمامة على الرغم أن لهم أرواق ثبوتية وعقود إيجار ويعملون فى خدمة أهالى الجيزة بتنظيف مساكنهم ومع ذلك فإن جامعى القمامة ليس لديهم أى مشكلة فى أخلاء المكان إذا أرتأت الدولة ذلك فى سبيل تحقيق المصلحة العامة بشرط منح جامعى القمامة أماكن بديلة حتى لا يتم محاباة طرف على حساب طرف أخر وتحقيق المصلحة للجميع .
بعد التعرف على الأزمات المحيطة بعزبة البراجيل تم التوجه إلى صندوق تطوير العشوائيات .المنوط به طبقا لقرار الصادر من رئيس الجمهورية رقم 305 لسنة 2008 بحصر المناطق العشوائية وتطويرها، وتنميتها، ووضع الخطة اللازمة لتخطيطها عمرانياً، وإمدادها بالمرافق الأساسية، من مياه وصرف صحي وكهرباء. ويباشر الصندوق إختصاصاته بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية ووحدات الإدارة المحلية، وعلى هذه الجهات إمداده بالمعلومات والخبرات والمساعدات اللازمة.
للتعرف على رؤيتهم لهذه المنطقة وعما إذا كانت مدرجة ضمن مشروعات التطوير من عدمه
خارج اختصاصنا
خالد صديق مدير الصندوق أكد فى حديثة لـ اليوم السابع" على أن هذه المنطقة لا تقع ضمن دائرة اختصاص صنوق تطوير العشوائيات الذى يعمل فقط فى دائرة المناطق الخطرة أو غير الأمنة".
وتابع "صديق": ويقصد بها المناطق التى تشكل خطورة على حياة السكان فى حال استمرار البقاء بها ومنها المساكن الواقعة بجوار صخور جبلية مثلا أو تحت أسللاك الضغط العالى أمام الشكاوى من القمامة وغيرها فهذه تدخل ضمن اختصاصات هيئات ووزارات أخرى منها البيئة والتنمية المحلية".
نعمل لتحقيق مصلحة الطرفين
"الدولة حريصة وتعمل فى مسار لتحقيق فائدة لكل الأطراف الطرف الأول وهم السكان والبيئة المتضرييين من انتشار القمامة وغيره وعدم اتباع جامعى القمامة للأشتراطات البيئية لتقليل التلوث مع جانب أخر استمرار نشاط جمع القمامة الذى يستفاد منه الألاف من المصريين لأن توقفها يعنى حدوث أزمة بيئية وانتشارها بالشوارع " وذلك بحسب تصريح مصدر فى محافظة الجيزة .
الذى أضاف فى تصريحه:" وبالتالى هناك اتجاه من الدولة أن محافظة الجيزة بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية اتفقت مع ممثلى نقابة المنظفين وكبار المشتغلين بالمهنة إنه سيتم عمل نقل لهذه الزرايب خارج الكتلة السكنية وهذه حل على المدى البعيد وعلى المدى القصير تم الإتفاق وحسم الموضوع أن جامعى القمامة علموا على برفع كتل القمامة التى كانت موجودة فى منطقة المعتمدية والببراجيل تحت إشراف محافظة الجيزة ووزارة التنمية المحلية بجانب وجود لجان تفتيش مشكلة من محافظة الجيزة ووزارة التنمية المحلية والبيئة تعمل على التفتيش وإجراء زيارات بشكل أسبوعى لهذه الأماكن للتأكد ممن تنفيذ هذه الأتفاقات .مشددا على أن الدولة حرصة على وضع حل جاد يعمل على حماية البيئة والسكان مع الأخذ فى الأعتبار الحفاظ على هذه المهنة"جمع القمامة" نظرا لما تقدمه من خدمات حقيقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة