صور.. حكاية الشهيد المجند محمود عادل ابن بنى سويف.. ودع أسرته الاثنين الماضى وتناول معهم آخر إفطار.. آخر كلماته على فيس بوك: اللهم احسن خاتمتنا.. وخاله: كان بارا بوالديه وأصدقائه وعمل بمطعم بيتزا لمساعدة أسرته

"بجد أكتر مكان بحبه هو القبر اللهم احسن خاتمتنا".. كانت آخر كلمات الشهيد مجند محمود عادل على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، الذى استشهد أول أمس الخميس فى حادث إرهابى بمنطقة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء.

أقل من ثلاثة أيام بين وداعه لأسرته قبيل سفره للخدمة العسكرية فى سيناء عقب انتهاء إجازته، وبين استقبال الأسرة لجثمانه فى مثواه الأخير بقرية الحكامنة التابعة لمركز بنى سويف وسط الآلاف من المشيعين من أهالى القرية والقرى المجاورة.

واستقبل عادل أحمد، موظف بمديرية الصحة بمحافظة بنى سويف، اتصالا هاتفيا، أمس، تم إخباره باستشهاد نجله الأوسط محمود فى عملية إرهابية داخل سيناء بعد 24 ساعة من آخر مكالمة بين الشهيد ووالده ليطمئنه بوصوله إلى الجيش.

حالة من الحزن الشديد سادت قرية الحكامنة تلك القرية التى كان يسكن فيها الشهيد وأسرته فوالده من قرية الحكامنة ووالدته من قرية بنى حمد القريبة من قرية الحكامنة.

وليد البدرى خال الشهيد قال أن محمود ابن شقيقته كان متدينا بارا بوالديه وكان فى إجازة هذا الأسبوع وقضى بعض الأيام من رمضان مع الأسرة مشيرا إلى أنه عاد مرة أخرى إلى الخدمة العسكرية قبل أيام من استشهاده.

وأضاف وليد البدرى أن محمود ابن شقيقته التحق بالخدمة العسكرية قبل أربعة أشهر وسافر إلى سيناء عقب انتهاء فترة مركز التدريب، مشيرا إلى أن محمود كان يعمل فى أحد مطاعم بنى سويف وكان محبوبا من أصدقائه وأصحاب المطعم ومن أهالى القرية.

وقال خال الشهيد أن محمود هو الابن الثانى لوالده الأستاذ عادل أحمد والذى يعمل فى إدارة المتوطنة بمديرية الصحة بمحافظة بنى سويف ولديه شقيقة كبرى وشقيقان صغيران.

وقال وليد البدرى خال شهيد بنى سويف المجند محمود عادل أنه يفتخر كون ابن شقيقة شهيد، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يعود للخدمة العسكرية ويحارب فى سيناء.

وأضاف وليد البدرى لـ"اليوم السابع" أن شهر رمضان هو شهر عظيم استشهد فيه الكثير منذ حرب أكتوبر ومازال يستشهد الكثير فكلنا فداء مصر وربنا يحمى مصر فشرف لنا أن يكون عندنا شهيد فى الجنة ويوم جمعة.

فيما أثنى أصدقاء الشهيد على أخلاقه وقال أحمد محمود أن الشهيد محمود عادل كان من افضل شباب القرية حسن الخلق وكان يعمل فى مطعم بيتزا ومأكولات جاهزة بمدينة بنى سويف وكان يعود كل يوم من العمل متأخرا قبل الالتحاق بالقوات المسلحة.

وشيع أهالى قرية الحكامنه التابعة لمركز بنى سويف والقيادات العسكرية اليوم الجمعة جثمان الشهيد مجند محمود عادل الذى استشهد أمس الخميس فى حادث إرهابى فى منطقة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء فى مشهد مهيب انطلق من مسجد القرية إلى المقابر

وأدى أهالى القرية والقيادات العسكرية صلاة الجنازة على جثمان الشهيد محمود عادل أمام أحد مساجد القرية.

وردد الأهالى من السيدات والرجال هتافات لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله، فيما رددت السيدات هتافات الله أكبر الإرهاب عدو الله. 

من جانبه نعى الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف، شهداء القوات المسلحة، الذين استشهدوا مساء الخميس، جراء انفجار عبوة ناسفة بإحدى المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد فى شمال سيناء، معرباً عن خالص تعازيه لأسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أمن وأمان الوطن والمواطن، سائلا أن يتغمدهم الله برحمته الواسعة، وأن يلهم ذويهم نعمة الصبر والسلوان، وأن يمن بعاجل شفائه على المصابين.

ووصف محافظ بنى سويف الحادث الإرهابى بالخسيس والغاشم، مؤكدا على أن تلك الأعمال الإجرامية والإرهابية المقيتة لن تنال من عزيمة الدولة شعبا وقيادة سياسية وقوات مسلحة وشرطة باسلة فى القضاء على الإرهاب الذى لا دين له ولا وطن، ولا هدف له سوى الخراب والدمار، مشددا على أن الجميع لديه الثقة الراسخة على قدرة أبنائنا البواسل فى اقتلاع الإرهاب الأسود من جذوره.

وأشاد محافظ بنى سويف ببسالة رجال قواتنا المسلحة ضد أى خطر قد يهدد أمن الوطن واستقراره، ومؤكدا على أن المصريين جميعهم يقدرون تضحيات أبنائنا من القوات المسلحة وأن تضحياتهم لن تذهب سدى، وأنه إذا استشهد بطل فخلفه أبطال يحملون الراية من بعده حتى الانتصار لا محالة بمشيئة الله تعالى، مؤكدا على أن المصريين جميعهم على قلب رجل واحد خلف قيادتها السياسية وجيشها القوى والشرطة الباسلة فى مواجهة تلك النبتة البغيضة، واستكمال مسيرة التنمية.