مسرح الجريمة يمكن فى حقيقة الأمر أن يكون واحد، كما يمكن أن يكون أماكن متعددة تعطى أثراَ ذات دلالة على ارتكاب الجريمة وتشير إلى الأدوار التى مرت بها من البداية إلى النهاية، وإن هذا الأمر يساعد القائم بالتحقيق كثيراَ فى استنتاج التصور افنى الحقيقى للجريمة، وبالتالى يعد مسرح الجريمة كل مكان يستدل منه على آثار ذات صة بالجريمة وتفيد التحقيق كالطريق الذى يسلكه للوصول إلى مكان الجريمة الرئيسى والطريق الذى غادر منه أى بعد ارتكاب جريمته أو المكان الذى أخفى فيه الأموال المسروقة أو جثة القتيل مثلاَ.
كيفية فحص مسرح الجريمة للبحث عن الآثار المادية
فى التقرير التالى، يلقى "اليوم السابع" الضوء على كيفية فحص مسرح الجريمة للبحث عن الآثار المادية والكشف عنها وتصويرها وتحديد موقعها بالرسم الكروكى وتحريزها، لإرسالها للمعمل الجنائى لتحقيق ذاتيتها ومضاهاتها مع العينة المشتبه فيها، من خلال تتبع القائمين بالفحص النمط الذى يتناسب مع ظروف كل واقعة، والإمكانات البشرية والمادية المتاحة وطبيعة المكان الذى يحتوى على مسرح الجريمة، والآثار المادية المراد البحث عنها ظاهرة أم غير ظاهرة وحجمها كبير أم ضئيل – بحسب الخبير القانونى والمحامى محمد محمود.
فى البداية – يجب أن نعلم أن أنماط الفحص الشريطي وهو تقسيم المسرح إلى مستطيلات أو مربعات حيث يفحص كل تقسيم على حده، وهناك الفحص الحلزونى ويتم فى شكل حلقات دائرية حلزونية تبدأ من الخارج وتتجه إلى المركز أو العكس، وكذا الفحص بالدوران حول المحور وفى هذا النمط يقسم مسرح الجريمة إلى أشكال مخروطية رأسها باتجاه المحور ويتم الفحص من رأس المخروط إلى قاعدته أو العكس وغيرها من الإجراءات – وفقا لـ"محمود".
جمع المعلومات من المتواجدين بالمسرح والبحث عن شهود الواقعة
وتشمل عملية الفحص جمع المعلومات من المتواجدين بالمسرح والبحث عن شهود الواقعة ممن عزفوا عن التقدم للشهادة خشية بأس الجانى، أو حرجاَ لوجود صلة قرابة أو صداقة مع طرفى الواقعة الإجرامية الجانى أو المجنى عليه أو الخوف من تعطيل المصالح، كما تتسع دائرة البحث عن المعلومات إلى المتواجدين والقيمين على الطرق الموصولة إلى مسرح الجريمة أو التى يسلكها الجناة فى الهرب بعد ارتكاب النشاط الإجرامي، وقد تجمع هذه المعلومات فى صورة شهادات على وقائع جزئية تجمع وترتب وتحلل وتشكل فى مجملها جانباَ هاماَ فى التعرف على شهود الواقعة الأصليين أو تكمل حلقات الشهادة.
إجراءات داخل مسرح الجريمة
وقد نصت المادة 24/1 إجراءات جنائية على واجب تلقى مأمور الضبط القضائى البلاغات والشكاوى والحصول على الإيضاحات وإجراء المعاينات، وفى حالات التلبس نصت المادة 31/1 على انتقال مأمور الضبط القضائي إلى محل الواقعة ومعاينة الآثار المادية للجريمة والمحافظة عليها وإثبات الحالة وسماع أقوال من كان حاضراَ أو من يمكن الحصول منه على إيضاحات فى شأن الواقعة ومرتكبيها، ولمأمور الضبط القضائى وفق نص مادة 32 إجراءات جنائية منع الحاضرين من مبارحة محل الواقعة أو الابتعاد عنه لحين تمام تحرير المحضر، كما له أن يستحضر فى الحال من يمكن الحصول منه على إيضاحات فى شأن الواقعة محل الفحص – الكلام لـ"محمود".
ويعاصر البحث عن الآثار المادية والأدلة الجنائية فى مسرح الجريمة سواء من خلال المعاينة أو جمع المعلومات وسؤال الشهود إلى غير ذلك من الإجراءات التى تهدف لإثبات وقوع الجريمة ونسبتها إلى مرتكبيها، وتسجيل ما أتخذ من إجراءات وما أسفرت عنه نتائج، ويتم هذا بالكتابة فى صورة محاضر تنقل صورة واقعية لمسرح الجريمة، وما عثر عليه من آثار مادية وتدوين معلومات الحاضرين والشهود عن الواقعة.
هذا وقد ساهم التصور العلمى وأمدنا بوسائل أخرى إضافة لكتابة المحاضر تبدو فى الرفع المساحى "الرسم الكوركى" وهو مكمل للمحضر ويعطينا منظور شامل للمسرح وحدوده ومساحته ووصفه ويوضح موقع الآثار المادية والعلاقة بينها وعلاقتها بالأشياء الثابتة مثل الحوائط والأسوار والمبانى كل هذا موضحاَ بالأبعاد كما يسجل مسرح الجريمة أيضاَ بالتصوير وأحياناَ يتفوق على الكتابة والرفع المساحى لأنه يشكل إخراجاَ بصرياَ للمسرح يسهم فى فهم ظروف الواقعة، وذلك لأن الصورة أقرب للفهم من المعلومات المكتوبة أو الموضحة بالرسم.