كل يوم قصيدة.. النص الكامل "على اسم مصر" للشاعر صلاح جاهين

الأربعاء، 20 مايو 2020 02:00 ص
كل يوم قصيدة.. النص الكامل "على اسم مصر" للشاعر صلاح جاهين صلاح جاهين
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلن صندوق التنمية الثقافية، إذا كانت الظروف التي تمر بها البلاد، تحول بيننا وبين إقامة أمسياتنا الشعرية الأسبوعية في بيت الشعر، مركز إبداع الست وسيلة، فإننا يمكننا أن ننقل هذه الأمسيات الشعرية إلى هنا، وسننشر عددا من القصائد لمجموعة من الشعراء، منها قصيدة "على اسم مصر" للشاعر الكبير صلاح جاهين.

95694811_121064356241316_597743702529540096_n

على إسم مصر

 

النـخـل فـى العـالـى والنـيل ماشـى طوالى

 

معـكـوسـة فـيه الصـور .. مقـلوبة وانا مالى

 

يـاولاد انـا ف حـالـى زى النقـش فى العواميد

 

زى الـهـلال اللـى فــوق مـدنة بنـوها عبـيد

 

وزى بـاقى العـبـيد باجـرى عـلى عيـالــى

 

بـاجـرى وخـطـوى وئـيـد من تقل أحـمالى

 

محنـية قـامـتى .. وهـامتـى كـأن فيـها حديد

 

وعيـنـيا رمـل العـريـش فيـها ومـلح رشيد

 

لكـنى بافـتـحها زى اللـى اتـولـدت جـديـد

 

على إسم مصر

 

مصر .. التلات احرف الساكنة اللى شاحنة ضجيج

 

زوم الـهـوا وطـقـش مـوج البـحـر لما يهيج

 

وعجيـج حـوافـر خـيـول بتجـر زغروطـة

 

حـزمـة نغم صعب داخـلة مسامـعى مقروطـة

 

فى مسـامى مضغوطـه مـع دمـى لها تعاريـج

 

تـرع وقـنـوات سـقت من جسـمى كل نسـيج

 

وجمـيع خيـوط النسـيج عـلى نبـرة مربوطـة

 

أسمـعها مهـموسـة والا اسمـعـها مشخـوطـة

 

شبـكة رادار قلـبى جـوه ضلـوعى مضبوطـة

 

على إسم مصر

 

وتـرن مـن تـانى نفـس النبـرة فى ودانــى

 

ومـؤشـر الفـرحـة يـتـحرك فـى وجـدانـى

 

واغـانـى واحـشانـى بـاتذكرهـا ما لهاش عد

 

فيه شىء حصـل أو بيحـصل أوح يحـصل جـد

 

أو ربـمـا الأمـر حـالــة وجـد واخـدانـى

 

انـا اللـى يـامـا الهـوى جـابنـى وودانــى

 

وكـلام عـلى لسـانـى جـانـى لابـد اقوله لحد

 

القمـح لـيـه إسـمـه قمـح اليـوم وأمس وغد

 

ومـصـر يـحـرم عليـها .. والجـدال يشـتـد

 

على إسم مصر

 

ولما زمانى رمانى عليل

 

نسيت كل شىء عن حبيـبى الجميل

 

لكن هو أبـدا

 

انا مانساهوش

 

نسيت مشيته وصوته كان شكـله إيه

 

ورسمة شفايـفه

 

ولمـسة إيديـه

 

نسيت نظـراته

 

نسيت لون عينيه

 

وقوس الحـواجب وسهـم الرموش

 

لكن هو أبــدا

 

انا ما انساهوش

 

نسيت إسمه وحكايـته وعرفـته فين

 

وعشنا سوى العمر

 

والا يومـين

 

وكان م البشر

 

والا طير بجناحين

 

نسيت حتى كان له وجود أو مالوش

 

لكين هو ابـداً

 

أنا ما انساهوش

 

قطـعوا الأغـانـى وطـارت نشـرة الأخـبـار

 

دارت عـلى كـل دار فـى الكـوكـب الــدوار

 

يـا حاضـرين اعلـموا الغايبـين بأنـه فى مصر

 

اتغـير الاسـم منـذ الآن فأصـبـح .. مصــر

 

ضـحك التاريـخ ضحكـته المشهـور بها واندار

 

ودخـل مناقـشة مـع الجـغرافـيا عـما صـار

 

هـل نعـترف بالبـيـان اللـى أذيـع العـصـر

 

أم ننـتـظر مصـر تـطـرد اسرائـيل بالقسـر

 

وسـاعتـها تحـصل بكـل جـدارة يـوم النصر

 

على إسم مصر

 

عـلى إسـم مصـر التـاريـخ يقدر يقول ما شاء

 

أنـا مصـر عنـدى أحـب وأجـمـل الأشـيـاء

 

بـاحبـها وهـى مالـكه الأرض شـرق وغـرب

 

وبـاحـبها وهـى مـرمـيـه جـريحـة حـرب

 

بـاحبـها بعـنـف وبـرقـة وعـلى استـحيـاء

 

واكـرهـهـا والـعـن أبوهـا بعـشق زى الداء

 

واسيـبها واطفـش فى درب وتبـقى هى ف درب

 

وتلـتـفـت تـلقـيـنى جنـبـها فـى الكـرب

 

والنبـض ينفـض عروقـى بألف نغـمة وضرب

 

على إسم مصر

 

مصـر النسـيم فـى اللـيـالـى وبياعـين الفـل

 

ومـرايـة بهتـانة ع القهوة .. أزورها .. واطـل

 

القـى النـديـم طـل مـن مطـرح مَـنَا طَلّيـت

 

والـقـاهـا بـرواز معـلق عنـدنا فـى البـيت

 

فيـه القـمـر مصـطفى كـامل حبيـب الكــل

 

المصـرى بـاشـا بشواربـه اللى ما عرفوا الذل

 

ومصـر فـوق فـى الفـراندة واسمـها جوليـيت

 

ولـمـا جيـت بعد رومـيو بربـع قـرن بكـيت

 

ومسـحت دمـعى فـى كمى ومن ساعتها وعيـت

 

على إسم مصر

 

مصـر السـمـا الفـزدقـى وعصافـير معديـة

 

والقـلـة مـمـلـيـة ع الـشـباك .. مـنـديـة

 

والـجـد قـاعـد مربـع يـقـرا فى الجرنــال

 

الـكاتـب المـصرى ذاتـه منـدمـج فى مقـال

 

ومـصر قدامـه اكـتـر كـلمـة مـقـريـــة

 

قـريـتـها مـن قـبـل مـا اكتب اسمى بإيديـا

 

ورسـمـتـها فى الخـيال على أبـدع الأشكـال

 

ونـزلـت أيـام صبـايـا طـفـت كـل مجـال

 

زى المـنـادى وفـؤادى يرتـجـف بـجــلال

 

على إسم مصر

 

رحيلاً رحيلاً بغير هوادة

 

رحيلاً فإن الرحيل سعادة

 

عبادة

 

إرادة

 

سيادة

 

ولادة

 

رحيـلا .. إلـى أيـن ليـس يهـم

 

ولـيـس يهـم بـأى وسـيـلة ....

 

أجـيـراً بلـقمـته فى البواخـر

 

عـلى واحـد من جياد القبـيلة .....

 

عـلى مقـعد فى ذرى الجو فاخـر

 

وتـملأ لـى الكـأس بنـت جميـلة

 

عـلى قدمى .. أو بفكرى .. أهاجـر

 

أبادر

 

أغادر

 

أخاطر

 

أسافر

 

ولكـن إلـى أيـن .. ليـس يـهـم

 

إلى حيث لا تعـبر الأفـق شمـس

 

إلى القـطـب .. أو حلقة الاستواء ..

 

إلـى حيـث يسـمع للـجن همـس

 

إلـى باطن الأرض أو فى الفضـاء

 

إلـى مرفـأ الغد .. أو أرض أمـس

 

أرى كـل شـىء ومن أيـن جـاء

 

وأفـعـل مـا قــالـه القـدمـاء

 

من الفقراء

 

أو الحكماء

 

أو الأمراء

 

أو الأشقـيـاء أو البلهاء فليس يهـم

 

لقـد قـيل وهـو الكـلام المـهـم

 

اللـى يعـيـش يـامـا يـشـوف

 

واللـى يـمـشـى يشـوف اكتـر.

 

شـفـت الجبرتى بحرافــيش الحسـين وبـولاق

 

ابـن البـلد ماشـى زى النـمس فـى الأسـواق

 

بالفـلاحـين ع المـداخـل مـن بعـيد وقريـب

 

بالأرنـؤوط بالشراكـسة بـكـل صـنف عجـيب

 

مترصصين سور رهيب مزراق فى ريح مـزارق

 

كـأنـهـم لا بـشـــر ولا خـلـقـة الخـلاق

 

ومـصر فـلاحــة تـزرق بين رقيب ورقـيب

 

من غيـر أبو الهول ما ينهض ناهضة شايله حليب

 

والصـبح بـدرى الجـبرتـى ينـام وقلمه يسـيب

 

على اسم مصر

 

مصـر اللى عمـر الجـبرتـى لم عرف لها عمر

 

وطـلـع لقـاها مكـان مـليـان عـوام وزعـر

 

جعـيديـة غوغـاء يجيـبوا تمـلى وجـع الراس

 

وخليـط أفـارقـة هنـادوة روم مـلل أجـنـاس

 

والتـرك فـى القلـعة والمماليك خدودهـم حـمر

 

كـان عمـرها ستـلاف سنه .. كلها سنين خضر

 

بـس الزمـان يختـلـف زى اخـتـلاف الـناس

 

نـاس تبـنى مجـد وحضـارة وناس بلا احساس

 

ونـاس تـنـام لمـا يزحـف موكـب الأحـداث

 

على اسم مصر

 

أنـا اللـى اسـمى حتـحـور .. أنـا بنـت رع

 

مـثـال الأمــومـــة ورمــز الحــنــان

 

تـفـيـض حلـمــاتـى وتـمــلا الـتــرع

 

وتـسـقى البـشـر كـلـهـم والـغـيـطــان

 

أنــا ربـــة الـحــب حـتــحـور أنــا

 

أنــا الـسـيدة الـمنـجـدة الـمـغـرمـيـن

 

وكـم مـن مـحــب ف هــواه انـضـنــى

 

دعــانى وطـيـبـت خـاطــره الـحـزيـن

 

أنــا طـيـبــة انـمـا طـبـعـى صعــب

 

وديـــعه. ولـو ثــرت بـطـشى مـهــول

 

مـا اشـوفـش اللـى قـدامـى لـو ألـف شعب

 

أدوســهــم وتــجــرى دمـاهـم سـيـول

 

ويـوم رع مـا فـات بـسـنـاه فـى الـسـمـا

 

وكـل الـعـيـون خايـفــة تـنـظـر الـيـه

 

وجـالـه الـقـمـر خـلـقـتـه مـعـتـمــة

 

وعــدى قــصــاده .. وضـلـم عـلــيـه

 

يــا ويـل اللـى فـتـّح فـى ابـويـا العـظيم

 

يـا ويــل مـن تـطـاول يـا ويل من ضـحك

 

يـا ويـلـك يـا مـصـر مـصـيـرك الـيـم

 

أنـا اللـى اسـمـى حـتـحـور انا ح امسـحك

 

يـحـاول يـهـديـنـى رع مـا اسـمـعـوش

 

وادمـر واطـيـح فـى الـبــلاد والـعــبـاد

 

أنــا الطـيــبـه .. كـنـت زى الـوحـوش

 

سـفـكــت دمــــاء الـبــنـات والـولاد

 

دبـحـــت الـمحــبـين فـى عـز القـبـل

 

هـدمـت الـمـعـابـد عـلـى الـمنـشــدين

 

قـلـبــت عـلـى الـنـحاتـيــن الـجـبل

 

حـرقـت الغــيـطـان هـم والفــلاحيــن

 

لـحــد مــا رع نـــادى ع الآلــهـــة

 

وقــال صبــوا فــى الـنـهـر كـل النبـيذ

 

وشـفـت المـيـاه حـمـرا ومـزهـزهـــة

 

وظـنـتـيـهــا دم الـضـحـايـا الـلـذيـذ

 

شـربـت انـتـقـامـاً شـربـت شـربـــت

 

وأنــا بـالـعــن الـمـفـتـرى والـغـبـى

 

وحـبـة بـحـبـة عـن الـوعـى غـبـــت

 

ونـمـت عـلـى الـنـيـل فـى ضـى أبــى

 

وقـمـت .. بـكـيـت مـن فـؤاد أم ثـكـلـى

 

ونـهـنـهـت فـوق صـدر مـصـر العـريض

 

عـلـى الـعـالـم المـبـدوريـن جـنـب قتلى

 

وكـان دمـعـى يـنـصـب فـى النـيل يفيض

 

واقـول لـيـه يــا مـصـر ولادك كــــده

 

يـــا إمـــا الـمـذلـه يـايـتـجـبــروا

 

يــا خــوفـــى يـا فـرحـة قـلوب العدا

 

ويـا نـدمـى لـــو مــا يـتـغـيـــروا

 

ومــن يـومـهـا والنـيـل فـى نـفس المعاد

 

يـفـيـض كـل عـام قـبـل فـصـل الخريف

 

بـلــون حـمـرة الـدم يـمــلا الـبــلاد

 

ويـمـلا الـنـسـايـم بـعـطـر نـحـيــف

 

بـعـطـرى أنــا اللـى اسـمـى حتـحور انا

 

وعـطــرى نـحـيـف وحـنـون وطــرى

 

يـفـرح بـس مــرة فـى كــل سـنــــة

 

ويـهـمـس يـا مـصـر اذكـرى .. واحـذرى

 

نـهـايـتـه مـصر اللى كانت أصبحت وخلاص

 

تـمـثـال بـديـع انـقلب وانفه فى الطين غاص

 

ونـاس مـن الـبـدو شـدوا عـليه حبال الخيش

 

والقـرص رع العـظيـم بـقى صاج خبيز للعيش

 

وسـاق مـحـارب قـديـم مبتورة ف ابو قرقاص

 

مـا تـعـرف اللـى بـترها سيف والا رصاص

 

والا الخـراب اللـى صـاب عقل البـلد بالطـيش

 

قـال ابـن خـلدون أمـم متـفسـخة تعيش ليش

 

وحـصـان عـرابـى صهل صحى جميع الجيش

 

على اسم مصر

 

حـصـان عـرابى جـميل حصان عرابى أصيل

 

حصـان عـرابـى رشـيـق القـد ديـله طويل

 

يسـهر مـع الخـيل طـول اللـيـل يـتـكـلـم

 

ويـقـول أراء رغم إنــه مـاكـانـش متـعلـم

 

ويـقـف فـى عـابـديـن وياخد زاوية البروفيل

 

للـرسـاميـن يرسـموه ونشـوفه جيل ورا جيل

 

ويـعـدى كـالـريـح عـلى المجاريـح ويسـلم

 

وحـافـره ع الصـخـر فـى التـل الكبـير عَلِّم

 

ولـمـا صـابـه انـفـجـار القنـبـلة اتـألـم

 

على اسم مصر

 

والمـس حـجـارة الطـوابـى وادق بكـعـابى

 

يـرجـع لـى صـوت الصـدى يفكرنى بعذابـى

 

يـا مـيـت نـدامـة عـلى أمـة بـلا جـماهير

 

ثـورتـهـا يـعمـلهـا جيشها ومالها غيره نصير

 

والشـعـب يـرقـص كـأنـه عـجوز متصابى

 

إنـهـض مـن الـقبـر احـكى القصة يا عرابى

 

يـطـل فى رافـع الطـهـطـاوى م التـصاوير

 

شـاحـب ومـجـروح فى قلبه وجرح قلبه خطير

 

وعيـونـه مغـرورقـين بيـصبـوا دمـع غزير

 

على اسم مصر

 

مالـك سلامـتـك بتـبكى ليـه يـا طهـطـاوى

 

قـال لـك عـرابى .. انكـسر بسـلاح أوروباوى

 

وسـلاح أوروبـا مـاهـواش الـمـدافع بــس

 

ده فـكـر نـاقـد مـمـيز للـثـمـين والغـث

 

قـلـناهـا مـيـت ألف مرة بصوت جهير داوى

 

بـس الحـمـاقـة لا ليـهـا طبـيب ولا مداوى

 

ولا حـد م الخـلـق بالخـطر اللـى داخـل حس

 

الغـفـلانـين اللـى خـلوا العـقل صابـه مَـس

 

قـالـوا الخـطـر هـو فـكـر أوروبا لو يندس

 

على اسم مصر

 

أحـسـنـت فـى القـول صحـيح يا ولد يا متنبى

 

جـبـت اللـى جـوه الفـؤاد عـن مصر متعـبى

 

وحكـمـت بالـعدل لـكـن بعـضـنا انـظلموا

 

"يــا أمـة ضـحـكـت مـن جـهـلها الامم"

 

العـلم كـان عـنـدنـا مـن صـغـره متـربى

 

لكـنـه هـاجـر وعـدى البـحـر مـتـخـبى

 

لمّـا الإيـران هـجـمـوا ثـم اليـونـان هجموا

 

ثـم الـرومـان دمـروا ثـم التـتار هـدمــوا

 

ثـم الجـميـع كـل واحـد جـه مـسـح قدمـه

 

على اسم مصر

 

ايــهــا الـديــك رفــيـع الـمـوضـوع

 

يــا صـفـيـحـاً فـوق مـسـمـار يــدور

 

صـف لـنـا فـعــل الـــريـاح الأربــع

 

قــل لـنـا .. لـو كـنـت تـدرى مــا يدور

 

قـــال صـه. فـالآن ريـح الشـرق جــاءت

 

تـحـمـل الـضـوضـاء مـن سـوق المـزاد

 

وتـغـــنـى دون لـحـن كـيـف شــاءت

 

أنـا ريــح الشــرق أدعــى شـهــر زاد

 

أنــا أحـكــى ثــم أحـكـى ثـم أحـكـى

 

وأمـامـى السـيــف كـالـعـشـب يـمـيـل

 

وبـكـائــى يـتــسـاوى مـع ضـحـكـى

 

طـالـمـا كــان بــاسـلــوب جـمـيـل

 

ثــم هـا قــد أرسـل الـغـرب ريـاحــه

 

تــزكــم الأنـف بــرائــحـة عـجــب

 

وتـغــنـى كـبـغِـىّ فـى مـنـاحـــــة

 

أنــا ريــح الغــرب لـونـى كـالـذهـب

 

أنــا صــفــراء بــرمــل الـصـحـراء

 

أدفــن الـخـضـرة تـحـتـى دون رحـمـه

 

أوصــدوا الـبــاب بـوجـهـى الـحـقـراء

 

حـسـنـا فـلـتـصـبـح القـريـة فـخـمـة

 

ثـم هـا قـد اقــبـلـت ريــح الـجـنـوب

 

بـدخـان الـدهــن تـســرى عـابــقــة

 

وتـغــنــى انـنـى أدعــى الـهـبــوب

 

أنــا ســـوداء كـبـئـر الـمـشـنـقـــة

 

أنـــا ســـوداء كــأفـعى هـائـلـــة

 

كــرمـاد الـنـوم يـنـثـر فـى الـعـيـون

 

كـالـعـرايــا فـى الـمـروج الـموحـلــة

 

سـعـداء .. تـعــســاء .. يــرقـصــون

 

وتــأنــى بـــرهــة ديـك الـصـفـيـح

 

يــلـقـط الأنــفــاس وهــو يــتـرنـح

 

دائـــرا دورتــــه مـــع كــل ريــح

 

وأخـــيـرا صــاح كـالأســد المـجـنـح

 

هـلـلَّـويـا .. أقـبـلـت ريــح الـشـمـال

 

فــى غــلالات رقـــــاق راعـــشـه

 

وهــــى تـشــــدو بـحـنـــو ودلال

 

هـا أنــا ريــــح الشــمــال المـنـعشة

 

إنـنـى ورديــــــة مـثــل الـعـســل

 

ديـدمـونـا .. هـكــذا يـدعـــونــنــى

 

قـد عـبـرت الـبـحـر يـحـدونـى الأمــل

 

لعطيل أسمر ..

 

يخـنقـنى!

 

ومــضــى ديـــك الـريــاح فى دعــه

 

مــن يـمـيــن لـيـســار يـتـذبـــذب

 

وبــــــدا اضــحــوكــة وإمـعـــة

 

وهــــو مصـــلوب شهــــيد يتــعذب

 

وعلى رأى المثل

 

الديـك الصفـيح

 

بيدوخ ويا الريح

 

والديك الفصـيح

 

م البيضه بيصيح

 

ويقول بالصريح

 

الفـكـر فـوق فى الشـمال يـا لله الحقوه يا ولاد

 

لحـقـوه ولاد من ولاد الأغـنـيـا الأسـيــاد

 

وهــم راجـعـيـن رمـوه م الباخرة فى البحر

 

ونــزلوا حكـموا فـى ظـل الانجـليز والقصر

 

ومـصـر فى الشمـس بتـغربـل كـلام منـعاد

 

عـن ابـن بنـت ابن حنـت وطـارق ابن زياد

 

والانجـليـز راضيـة بالخـطبـاء وخطب الفخر

 

خطـيب يـهـز الرؤوس وخطـيب يـهز الخصر

 

وخطيـب يـمـوت مـوتـة الأبـطال قتيل القهر

 

على اسم مصر

 

والانـجـلـيـز معجبـين بمـراسم التـأبـيـن

 

مـات مصـطـفى كـامل اتمـلت البلد صواويـن

 

والمشـرقـين شوقـى جابـهم لجـل يبـكوا عليه

 

آه لـو عـرف هـم إيــه دلـوقـت وبقم إيــه

 

المـشـرق الأولانـى هـو شـعـب الـصـيـن

 

هـزم التـخـلـف بتنظـيم اشـتراكى رصــين

 

تنظـيم يـروح اللـومان على طول كده برجلـيه

 

والمـشـرق التـانـى ينـحـط الحديد فى إيديـه

 

ملـيون شهـيد يعنـى ثـورة تخـض شوقى بيـه

 

على اسم مصر

 

هـل مصـر مومـيا جمـيلة صورتها فوق النعش

 

يعشـقها مجـنـون ينـادى عليـها ولا تطلـعش

 

هـل مصـر نـار صفـصفت والنفخ فيها محـال

 

والأرض نشـعـت على رمادها استحال أوحــال

 

سـألت أنا الرافـعى كـان عَجِّز ولا بيسـمـعش

 

لكـن عينـيه كـانوا يحـكولى قصص ما اشبعش

 

يقـولولى ماتخـافش مصر بخـير وعـال العـال

 

مصر الجـبرتى ومصـر الرافعى حال غير الحال

 

انـظر محـمد فـريد اعـظـم وأرقـى مثــال

 

على اسم مصر

 

خـد الكـتـاب فـى يمـيـنك وانـظر الترقـيم

 

عنـد المـحبـة وعنـد المـوت فى حرف الميـم

 

تلــقى محـمد فـريد بيـنـهم مقـيم ع العـهـد

 

وتلـقى وجـهـه المِـدَور زى قـرص الشـهـد

 

ملـيـان حمـاسة وكيـاسـة وجدعـنه وتصمـيم

 

عـلى إيـه مصمـم؟.. يسـهـم زى كـل زعـيم

 

ويقـول عـلى الثـورة مهـما اتطـلـبت من جهد

 

انـا مش عرابـى اللـى وأدوا ثـورتـه فى المهد

 

أنـا بابـنى فى السـر شـىء صعب المنال كالفهد

 

على اسم مصر

 

محلـول مـركـز مـن السـكر فـى كبـايــة

 

وف قلـبـه خـيـط يتـلضـم حبـايـة حبايـه

 

سـكـر نبـات بلـلورات المـاظ بتضـوى ضَىّ

 

وتفـضـل الألمـاظـات تكـبـر شـوى شـوى

 

لحـد مـا العـقد يبـقى فـى الجـمـال غـايـه

 

ده الحـزب فـى الشـعـب نضـرب به المثل آيه

 

الصلـب والسـايـل الاثنـيـن سـوا يـا خـى

 

تنـظـيم محـمد فـريد فـى كـل قريـه وحـى

 

بلـلوره بتـشـع بـالثـورة اللـى يومـها جـى

 

على اسم مصر

 

العـقـد الـماظ ورقـبـة مـصــر لايـقـالـه

 

ضـيع فـريد كـل أرضـه علـيـه وأمـوالــه

 

وفـجـأة حـاكمـوه ويـالله نفـوه عـن الأوطان

 

وحـرب عالـمـية أولـى ووفـد م الأعـيــان

 

وثـورة والانـجـليـز انـحـطـوا وانـشـالوا

 

ميـن اللـى نـظـم فـلـول الشـعب ده بحـاله

 

ازاى جمـيـع البـلاد تنـهـض فـى نفـس الآن

 

القـاهـرة اسكـنـدريـة منـفـلـوط اســوان

 

وبعـيـد يـا ولـداه فريـد مرمى وحيد شرقـان

 

على اسم مصر

 

السـيمـفونـية اسـمـها الثـورة على المحتــل

 

سـنـة تسـعتـاشـر اتعـزفـت فى كل محــل

 

تألـيف محـمد فـريـد ألـفـهـا مـن سنـوات

 

وكتـب لـها النـوتة بـوق وبيـانو وكمـنـجات

 

عزفـوهـا مـن غير قيادته وجمـعهم ما اخـتل

 

غـيـر وقـت صـرف الأجـور لما النـفر يتذل

 

مـن وقـتـها وغلـوشـت نغـمات عـلى نغمات

 

وسـعد زغلـول زعـيم مشـغول فـى الانتخابات

 

يخـطب ويضـرب بإيـده يطـبـع البصـمـات

 

على اسم مصر

 

وف أوضـة عريـانـة فيـها كـل شىء بـردان

 

رقـد فـريـد وحــده بالحـمى وبالـهذيــان

 

وقـام وقـف ع السـريـر فـى تـلـج المـانيا

 

ينـده يـا مصـر اسمـعى اللـى مفـارق الدنـيا

 

وصيـنـى الثـورة الاشـتـراكـية والبـنـيـان

 

ثـورة بحـق وحقـيـق مـش حـركة م الأعيان

 

ماتغـمـضوش عـن وحـوش الغـرب ولا ثانية

 

ح تـروح وحـوش لنجـليـز تتطلع وحوش تانية

 

وسـقـط ونطـق الشـهـادة ونظـرتـه الحانية

على اسم مصر

 ويشار إلى أن الشاعر صلاح جاهين (25 ديسمبر 1930 - 21 أبريل 1986 م) شاعر ورسام كاريكاتير وممثل، ولد في شارع جميل باشا في شبرا.

تزوج صلاح جاهين مرتين، زوجته الأولى "سوسن محمد زكى" الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955 وأنجب منها أمينة جاهين وابنه الشاعر بهاء، ثم تزوج من الفنانة "منى جان قطان" عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية.

وأنتج العديد من الأفلام التى تعتبر خالدة فى تاريخ السينما الحديثة مثل أميرة حبي أنا وفيلم عودة الابن الضال، ولعبت زوجته أدوارا في بعض الأفلام التي أنتجها، وعمل محرراً فى عدد من المجلات والصحف، وقام برسم الكاريكاتير فى مجلة روز اليوسف وصباح الخير ثم انتقل إلى جريدة الأهرام.

كتب سيناريو فيلم خلى بالك من زوزو والذى يعتبر أحد أكثر الأفلام رواجاً في السبعينيات إذ تجاوز عرضه حاجز 54 اسبوعا متتاليا، كما كتب أيضاً أفلام أميرة حبى أنا، شفيقة ومتولى والمتوحشة، كما قام بالتمثيل في شهيد الحب الإلهي عام 1962 ولا وقت للحب عام 1963 والمماليك 1965 واللص والكلاب 1962.

إلا أن قمة أعماله كانت الرباعيات والتي تجاوزت مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة فى غضون بضعة أيام، هذه الرباعيات التي لحنها الملحن الراحل سيد مكاوى وغناها الفنان على الحجار.

قام بتأليف مايزيد عن 161 قصيدة، منها قصيدة "على اسم مصر" وأيضا قصيدة "تراب دخان" التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967. وكان مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس في مصر،عمل صلاح جاهين رساما للكاريكاتير في جريدة الأهرام حيث كان كاريكاتير صلاح جاهين يُتابع بقوة وظل باباً ثابتاً حتى اليوم متميزاً بخفة الدم المصرية والقدرة على النقد البناء.

عرض التلفزيون المصري الرسمي مسلسلاً يتحدث عن رباعيات صلاح جاهين في 21 أبريل 2005، وذلك بمناسبة مرور 21 عاما على وفاته.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة