تناولت مقالات صحف الخليج اليوم الأربعاء، العديد من القضايا والموضوعات الهامة، أبرزها نعى الشيخ صالح كامل، رجل الأعمال السعودى الذى رحل عن عالمنا أمس، عن عمر يناهز 79 عاما، وأيضا من الموضوعات الهامة مستقبل العلاقات الدولية في فترة ما بعد أزمة كورونا، وطبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، اللتان تتنافسان على النفوذ الدولي، يضاف لذلك التساؤلات عن التزام الإنسان بالاجراءات الاحترازية مع بدء عودة الحياة والتعايش مع فيروس كورونا.
حسين شبكشى
صالح كامل في ذمة الله
نعى الكاتب حسين شبكشى في مقاله بجريدة "عكاظ" السعودية، الشيخ صالح كامل، الذى وفاته المنية أمس، وقال "بصوته الحاني وعينيه الخجولتين وميله رقبته كان دوماً يقابلني بنفس الطريقة «كيفك يا ولدي» رحل عنا صالح كامل، ودموع محبيه لم تتوقف حتى كتابة هذه السطور، وهي تلهج بالدعاء لله عز وجل بالرحمة والمغفرة.
وأضاف الكاتب، كما عشت كبيراً ومميزاً يشاء الله سبحانه وتعالى أن يختارك إلى جواره في خير الشهور رمضان، وفي خير الليالي في العشر الأواخر، وأنت تؤدي أهم العبادات الصلاة وتدفن في خير البقاع بمكة المكرمة مجاوراً لبيت الله الحرام. حسن الختام نسأل الله أن يكتب لك القبول. كنت مثالاً للطيبة والعطاء وفعل الخير وصلة الرحم وبر الأصدقاء.
واستطرد الكاتب قائلا، أما شهادتي بحقك في دنيا الأعمال، فأعمالك وريادتك تتحدث عن نفسها ولا ينكرها إلا كل مريض أو جاهل، فأجد نفسي عاجزاً عن التعبير بالكلمات المناسبة عن الفقد والوداع الذي أشعر به تجاه رحيلكم المؤلم. صفحة بيضاء وانطوت ولكن سطورها التي كتبت بحروف من نور ستبقى تضيء لمن سيأتي من بعدك، وهم يبحثون عن قدوة ملهمة أو قصة جميلة يرفع بها الرأس. عزاؤنا أنك غداً ستلقى أحبتك الذين سبقوك بالرحيل.
وأضاف الكاتب تركت فراغاً لا يعوض، فهكذا هم الكبار يرحلون ولكنهم يبقون بيننا. أغالب دموعي وتتعطل حروفي وتعجز كلماتي أمام رحيلك. كل من عرفك سيشتاق إليك، وكل من سمع عنك سيتمنى أن يكون التقاك، كنت فريداً في أسلوبك وأخلاقك وطيبتك وذكائك ولذلك تميزت. رحلت ولكنك باقٍ في قلوب محبيك. أسأل الله أن يتغشاك برحمته ويسكنك فسيح جناته. رحم الله العم صالح كامل. أسال الله أن يلهم ذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد خلفان الصوافى
العلاقات الدولية.. ما بعد «كورونا»
قال الكاتب محمد خلفان الصوافى، إن النقاشات هذه الأيام على الساحة السياسية والإعلامية تدور حول مستقبل العلاقات الدولية في فترة ما بعد أزمة كورونا، وأضاف الكاتب في مقالة فى صحيفة البيان الإماراتية، فترة ما بعد هذه «الأزمة» هي مرحلة جديدة في تاريخ العالم ولن تبقى كما كانت قبلها، خاصة في طبيعة العلاقة بين أكبر قوتين في العالم، وهما الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية، اللتان تتنافسان على النفوذ الدولي، فهل ستكون أكثر تعاوناً، حسب ما ظهرت عليه المؤشرات بين قادة الدول بعد صدمة الأزمة، أو أنها ستشهد الكثير من الشد والجذب، كما تشير إليه التصريحات المتبادلة بين الطرفين الأمريكي وحلفائه من الدول الغربية - والصين حول دور الأخيرة في الكارثة الإنسانية التي يعيشها العالم.
وأضاف الكاتب فجأة انفجر توتر بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والقيادة الصينية من دون جدوى في محاولات تدخل بعض القوى السياسية الدولية للتهدئة من أجل إفساح المجال لتركيز الدول على التعامل مع أزمة «كورونا»، وهو ما بات يهدد تلك الآمال التي ترافقت مع بداية الأزمة وعقدت عليها الكثير من التفاؤل.
واستطرد الكاتب قائلا "لاسيما أن الفترة التي سبقت الأزمة بوقت قصير كان فيها نوع من التوافق في المصالح التجارية والاختلافات فقط في محاولة كل طرف تحقيق أكبر استفادة من الأجواء المفتوحة تجارياً وفق مفهوم «العولمة» الاقتصادية وحرية الاقتصاد، إلا أن هذا الأمر يبدو أنه تغيّر وبدأت لغة التحدي والانتقام هي الأبرز من حديث التعاون.
وأوضح أن لغة المحللين السياسيين ذوي الفكر الغربي، بدأت تهيّج الرأي العام ضد الصين، في المقابل الصين تقوم بحملة علاقات عامة دولية لمحاولة عدم تشويه صورتها التي بنتها قبل الأزمة وعززتها خلال الأزمة من خلال «دبلوماسية» المساعدات الطبية التي اخترقت بها بعض حلفاء «الناتو» مثل إيطاليا.
وقال الكاتب السؤال الطبيعي هنا، هل لا يزال منظرو السياسات الدولية على موقفهم التقليدي بأن المتغيّر الاقتصادي يلعب دوراً في تحديد طبيعة العلاقات الدولية، أم أنها بعد أزمة «كورونا» باتت تحتاج إلى مراجعتها؟!.
طالب الرفاعى
عودة الحياة
غريب الذي يجري في العالم!
قال الكاتب طالب الرفاعى، إن «كورونا»، استطاع - وباقتدار لافت - أن يقلب حياة الناس، في كل مكان، وكما لم تفعل أي كارثة في تاريخ البشرية! العولمة، وثورة الاتصال والتكنولوجيا، وشبكات التواصل الاجتماعي، لعبت دوراً مهماً في أن تكون كل بقعة في العالم، وحيثما كانت، هي جزء متفاعل من الحدث العالمي، ومن «كورونا». لذا، وفي سرعة البرق، مسَّ وعشش خوف «كورونا» في كل نَفْسٍ بشرية، وخاصة أن الناس ترى صباح مساء نعوش وتوابيت الموتى في كل المكان. وصار تعبير: «التباعد الاجتماعي-Social Distancing» بين يوم وليلة هو الهاجس الذي يحرِّك البشر. صار الإنسان يخشى الإنسان، وهذه أكبر الآلام التي سيخلِّفها «كورونا» بين البشر!
وأضاف الكاتب فى مقاله فى جريدة "الجريدة" الكويتية، تمكَّن الخوف في الإنسان من الآخر، أياً كان هذا الآخر، مما يجعل من كل إنسان مشروع جزيرة صغيرة منعزلة. بل يصل الخوف إلى أن الإنسان يخاف نفسه، ويخشى على عينه من كف يده. لكن، ما اتضح خلال الأسبوعين الماضيين، هو عشق الإنسان للحُرية، وخروجه إلى ممارسة حياته اليومية أياً كان الثمن.
واوضح دول كثيرة حول العالم بدأت بتخفيف القيود حيال جائحة «كورونا»، وبدأت بإعلان عودة الروح لمختلف مناحي الحياة، لكن، العودة مقترنة بتدابير اجتماعية وصحية مشددة. وهذه التدابير ستصاحب الإنسان ربما لمدة ليست بالقصيرة، وعلى رأس هذه التدابير قضية التباعد الاجتماعي. بمعنى أن كل شخص منا يحرص على ترك مسافة بينه وبين الآخر، لكن ماذا لو كسر الآخر هذه المسافة، وأراد بحُسن نية أو بعكسها أن يتجاوز حدوده.
واستطرد الكاتب قائلا "حتى اللحظة، ليس من قول فصل فيما سيكون عليه سلوك الإنسان بعد «كورونا»، فهناك مَن يرجِّح التزام الإنسان بمبدأ التباعد الاجتماعي، بناءً على نصائح الجهات الصحية، وبناءً على الأخطار المترتبة على كسر هذا المبدأ، وأخيراً كحرص مشروع من الإنسان على صحته وحياته. بينما وجهة النظر الأخرى تراهن على عشق الإنسان للحياة، وترى أنه سيتجاوز محنة «كورونا»، بشيء من حذر سيصاحبه في الأيام والأسابيع والأشهر الأولى، إلا أنه سرعان ما سيعود إلى طبيعته وإلى حاجته لوصل الآخر، الذي يقدم له دفقة حب قادرة على أن تسيِّره طوال يومه.
البعض يرى في وعي وثقافة الإنسان عنصراً أساسياً في تقديره لقضية التباعد الاجتماعي، وأن حال أي بلد، بتخلصه من «كورونا»، أو معايشته له، وخوضه فيما يسمى «مناعة القطيع» هو ما سيحدد قدرة الإنسان على البقاء متباعداً، أو مسايرة لهفته على حياته والآخر، وبالتالي التقارب أياً كان الثمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة