فى تاريخ علم الكلام الإسلامى يوجد شخص يعرف باسم أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان البصرى، وله كتب فى الرد على المعتزلة، وكان يلقب كلابا، لأنه كان يجر الخصم إلى نفسه ببيانه وبلاغته، وأصحابه هم "الكلابية" اتهمه البعض بأنه كان يضمر فى نفسه انتمائه لدين المسيحية لكنه كلام غير صحيح لم يقره أحد من الأصحاب الكتب المعروفة، وهو أقرب المتكلمين إلى السنة، بل هو من مناظريهم، وكان يقول بأن القرآن قائم بالذات بلا قدرة ولا مشيئة.
وظهرت هذه الفرقة في النصف الأول من القرن الثالث الهجرى، ويعتقد أصحابها أن القرآن معنى قائم بالنفس لا يتعلق بالقدرة والمشيئة، وأنه لازم ذات الرب كلزوم الحياة والعلم وأنه لا يسمع على الحقيقة والحروف والأصوات حكاية له دالة عليه وهى مخلوقة وهو أربعة معانٍ فى نفسه: الأمر والنهى والخبر والاستفهام، فهى أنواع لذلك المعنى القديم الذى لا يسمع، وذلك المعنى هو المتلو.
كما قالوا، إن الله يرى فى الآخرة، ويرون أن أفعال العباد خلق من الله، وهى كسب من العبد، ويؤمنون أن القول بأن الإيمان هو التصديق، وقول اللسان، وأنه لا يزيد ولا ينقص، وأنه يجب الاستثناء فيه، وقالوا إن مرتكب الكبيرة مؤمن كامل الإيمان.
ويقول كتاب "آراء الكلابية العقدية وأثرها فى الأشعرية" لـ هدى بنت ناصر، أن ابن تيمية يؤكد تأثر الأشعرى بمذهب الكلابية فيقول "ثم جاء أبو الحسن الأشعرى فاتبع طريقة ابن كلاب وذكر فى كتبه جمل مقالة أهل السنة والحديث وأن ابن كلاب يوافقهم فى أكثرها"، وقال "وأبو الحسن لما رجع عن مذهب المعتزلة سلك طريقة ابن كلاب".