واحدة من أهم الروايات الأفريقية التى اعتبرها النقاد والمتابعون لأدب القارة السمراء، من أمهات الروايات الأفريقية هى رواية الأديب الغانى أي كوي أرما بعنوان "الأشخاص الرائعون لم يولدوا بعد" الصادرة عام ي عام 1968، وتحكي الرواية قصة رجل يكافح من أجل التصالح مع واقع غانا بعد الاستقلال.
تنتمي هذه الرواية المليئة بحكايات الفساد إلى تقاليد الأدب الأفريقي ما بعد الاستعماري الذي ينتقد السياسة الوطنية بشكل لا يتزعزع، حيث كان الأمل يتراجع، وبدأت خيبة الأمل في الاستقلال تترسخ، وكان الناس يستسلمون إلى الحقائق المحزنة المتمثلة في الفقر وعدم المساواة، في غانا، خلال الفترة المعنية فى الرواية وهي عام 1960.
رواية تلك الجميلة لم تولد بعد
وتدور أحداث الرواية خلال الأيام الأخيرة لحكومة نكروما في غانا، إنه عن رجل يقاوم الفساد ، بشكل أساسي في رأي معظم من حوله. إن الصورة القذرة لمجتمع فاسد هي الأكثر وضوحًا بسبب التناقض مع التفاؤل الذي جاء مع الاستقلال.
بطل الرواية المجهول، المشار إليه باسم "الرجل"، يعمل في محطة للسكك الحديدية ويقترب من رشوة. عندما يرفض، زوجته غاضبة ولا يسعه الشعور بالذنب على الرغم من براءته، يتم العمل بين أسبوع العاطفة لعام 1965 و 25 فبراير 1966 - في اليوم التالي للإطاحة بكوام نكروما ، أول رئيس في غانا.
كتبت هذه الرواية بعد 11 عامًا من استقلال غانا، عندما أفسح فرح الحرية اليأس والفساد، ويعتبر النقاد أن أي كوي كوي أرما شرع من روايته في اتخاذ موقف، والإدلاء ببيان سياسي، وهو واضح في كل جزء من الكتاب، حيث إنه يتتبع الانتقال المحزن من البداية المثالية والأمل لدولة جديدة، إلى فوضى فاسدة وأنانية.
وأى كوى أرما، كاتب غانى، من مواليد 1939، تعرف روايات (أرما) بتصويراتها القوية والحادة التي تنتقد الخراب السياسي والإحباط الجماعي في بلاده، والتي يصيغها من منظور الفرد في المجتمع. تأثرت أعماله بدرجة كبيرة بالفلاسفة الوجوديين الفرنسيين مثل (جان بول سارتر- Jean Paul Sartre) و (ألبير كامو- Albert Camus)؛ لذا فإن أعماله كانت تتحدث عن اليأس والإحباط واللاعقلاينة، وتُعد روايته الصادرة عام (1968) (الأشخاص الرائعون لم يولدوا بعد- The Beautiful Ones Are Not Yet Born) هي أشهر أعماله والتي تدور حول شخص ليس له اسم يحاول جاهدًا فهم نفسه وموطنه في عقب الاستقلال.