بينما كان فيس بوك مشغولاً بالعمل على حل مشاكله المتعلقة بتدفق الأخبار، أبصر تطبيق سناب شات النور بقيادة خريج جامعة ستانفورد، إيفان شبيجل، بميزة القصص Stories التي تتيح للناس مشاركة الصور ومقاطع الفيديو مع الأصدقاء لمدة يوم واحد لأنها ستختفي تلقائياً بعد ذلك.
وأحب مستخدمو سناب شات الفكرة وأعجبتهم كيفية قيام خاصية القصص بتجنيبهم القلق حيال النشر، وذلك خلافاً لفيس بوك الذي تبقى عليه منشوراتك وصورك وكل ما تنشره إلى الأبد، معطياً الناس إمكانية البحث عن أمور قديمة قمت بنشرها في الماضي، وهكذاً، شهد سنابتشات ازدهاراً وحقق نجاحاً هائلاً في زمن قياسي.
بدأت محاولة فيس بوك الاستحواذ على سناب شات لاحتواء المنافس الشرس الذي قض مضجع فيس بوك ورئيسه التنفيذي مارك زوكيربيرج، وتمثلت الخطة الأولى التي خطرت ببال العملاق الأزرق في شراء سناب شات كما فعل مع واتس آب.
وبالفعل، عرضت شركة فيس بوك 3 مليارات دولار لشراء سناب شات، لكن شبيجل رفض العرض جملة وتفصيلاً، ليبدأ التنافس الشديد بين المنصتين، فاحتدم التنافس لأن الطرفين لا يمكنهما التعايش معاً، فالمستخدم الذي يقضي وقتاً على إحدى المنصتين يكون وقته مقتطعاً من المنصة الأخرى، حتى ظهر منقذ فيس بوك وهو مراهق بعمر 18 عاماً.
ظهر مايكل سيمان، وهو مطور بعمر 18 عاماً، وانضم إلى فيس بوك بعد أن قام ببناء لعبة لفتت انتباه مارك، فقامت الشركة بتوظيفه لديها في عام 2015 للعمل مهندساً بدوام كامل.
سمع سيمان أحاديث عن استعداد قادة فيس بوك للإصغاء لأفكار أي شخص كان، فأخذ الأمر على محمل الجد فطرح أفكاره حول انجذاب المراهقين إلى سناب شات وكيفية استخدامهم التكنولوجيا وكيف يمكن لفيس بوك أن يوفر لهم ما يريدونه، واقتنع مارك بالفتى المراهق وأعطاه الفرصة وبدأ سيمان بعرض أفكاره على المدراء التنفيذيين في فيس بوك فوجد نفسه بسرعة واقفاً أمام مارك شخصياً.
لم يكن طرحه مبهراً للرئيس التنفيذي في البداية، لكن كريس كوكس الذي كان يشغل منصب المستشار التنفيذي في فيس بوك أقنع مارك بإعطاء الفتى فريقاً صغيراً لإجراء التجربة، وعلق سيمان على ذلك الموقف قائلاً: "لم تكن هناك خطة، بل كان لدي القليل من الأفكار، واعتقد الناس أنهم ينبغي عليهم منحي الفرصة للإبداع فأعطوني عدداً من الموظفين لأكون مبدعاً، ولم تكن هناك مشكلة".
الانتباه إلى أسباب تفوق سناب شات مع مرور الوقت
راقب سيمان أقرانه من المراهقين يشاركون أقل على تطبيقات فيس بوك وأكثر على سناب شات، فحول تركيزه إلى قصص سناب شات التي اعتقد أن فيس بوك ينبغي عليه أن يوفر ميزة مثلها في منتجاته، وقال عن هذا الأمر: "أردت من الشركة أن تشعر بأن سناب شات كانت تشكل خطراً وجودياً، أردت أن ينتاب الذعر فيس بوك".
نقل سيمان مخاوفه إلى مارك الذي سبق له أن سمع من آخرين استنتاجات مماثلة، ولأنه كان مراهقاً، فقد كانت قيمة سيمان عالية جداً، وتمكن من مساعدة مارك على معرفة ثقافة سناب شات، حسب موقع الرؤية الإماراتى.
مارك يستفيد من دروس سناب شات
أكد سيمان أن مارك كان عازماً على الاستفادة من سناب شات والتعلم من نجاحه، إذ أصبح مارك مستخدماً للتطبيق المنافس لكي يعرف الكثير من التفاصيل المتعلقة به، وقال سيمان عن هذا: "كان يرسل سناب معي وكنت أعطيه انتقادات لما يرسله، وكنت أقول له لا يا مارك، هذه ليست الطريقة التي يسير بها الأمر".
ودعم فكرة القصص – Stories في النهاية، وبرزت موجة قوية من دعم فكرة القصص داخل شركة فيس بوك، وهي الفكرة التي أتى بها سيمان وآخرون، لتصل أخيراً إلى مارك شخصياً.
وقام المدراء التنفيذيون في فيس بوك في أغسطس 2016 بدعوة المراسلين الصحفيين إلى مكاتبهم للكشف عن منتج جديد يطلقون عليه اسم قصص إنستجرام Instagram Stories.
كان المنتج نسخة كربونية عن قصص سناب شات، حيث شملت كل شيء، حتى الاسم "قصص"، وكان استنساخ القصص أمراً قاسياً، حيث أبطأ نمو سناب شات إلى حد جدير بالاعتبار، ومن المرجح أنه أفقد الشركة المالكة لسناب شات من قيمتها مليارات الدولارات.
أشاد سيمان بقدرة فيسبوك على البقاء يقظة بما يجري من حولها في العالم، فقد قال: "فيس بوك ليس إلا تطبيقاً على الإنترنت، خصوصاً في عامي 2015 و2016، لقد كان مجرد تطبيق على الإنترنت، وكانت باستطاعة أي تطبيق آخر أن يأتي ويهزمه، وكان مارك يتصرف بطريقة تجعله يتساءل ماذا يريد الناس؟ لنعطِهم ما يريدون فحسب".
تطوير الفكرة
لم يكتفِ فيس بوك بتقليد الفكرة فحسب، فقد عمل من اللحظة الأولى للتقليد على تحسينها حتى باتت تعتبر الآن نسخة أفضل من سناب شات، ولقد كانت بعض التحسينات التي أجراها فيس بوك جيدة جداً حتى آن سناب شات بدأ بتقليدها لتحسين خاصية القصص لديه.