د./ داليا مجدي عبد الغني تكتب: لا تنسى المرحلة الأخيرة

الجمعة، 22 مايو 2020 05:13 م
د./ داليا مجدي عبد الغني تكتب: لا تنسى المرحلة الأخيرة د./ داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الطموح هو أقوى شيء وأكبر نعمة يُمكن أن يمتلكها الإنسان، أيًا كان نوع هذا الطموح، فيمكن أن يكون طموحًا عاديًا، هدفه جمع المال، ويمكن أن يكون طموحًا أدبيًا، يهدف إلى تحقيق مستوى اجتماعي ومُجتمعي مرموق، ومن الممكن أن يكون طموحًا عاطفيًا، وهو الوصول إلى قلب الحبيب، وتحقيق السعادة معه، ويمكن أن يكون طموحًا عمليًا، يهدف إلى تحقيق مركز مرموق ومكانة كبيرة في مجال العمل، وهكذا فالطموحات كثيرة، وكلها مشروعة ومطلوبة، والأجمل من ذلك أن هناك من يبغي تحقيق كل هذا، وهذا أمر مشروع، ولا ضير منه، ولا يعني أن هذا الشخص طماع على الإطلاق.

فالواقع أن الطموح هو الذي يقتل الملل، ويقضي على اليأس، ويُخفف الألم، ويزرع الأمل، ولكن هناك فكرة بسيطة، أحيانًا كثيرة ما تغيب عن عقل الشخص الطموح، وهي إلى متى؟ نعم إلى متى سأظل أجمع، فلابد أن يأتِ يوم وأحصد.

فالإنسان تستغرقه الحياة، ويبدأ بفكرة وحُلم في مخيلته، ثم يبدأ في زرع بذرة ذلك الحُلم، ويظل يرويها ويُكبرها، وعندما يحين وقت حصادها يقطفها ويخزنها، ويشرع في زرع بذرة أخرى، وهكذا، ولكن هل البذرة تنهي بحصادها وتخزينها؟ الواقع أن كل الخطوات السابقة مُمتعة للغاية، ولكن الأمتع هو الاستفادة بذلك الحصاد، فهذه هي الحقيقة.

فللأسف، ما يتناساه الإنسان أو بمعنى أدق يختلط عليه الأمر فيه، أن الهدف ليس تحقيق الحُلم، وإنما الاستمتاع بهذا الإنجاز، بمعنى أن الهدف ليس جمع المال مثلاً، وإنما الاستمتاع بهذا المال، ولكن للأسف، أحيانًا نقف عند مرحلة معينة، وننسى الهدف الذي أجهدنا أنفسنا من أجله، وأضعنا أجمل سنوات حياتنا، من أجل تحقيقه، فتنتهي بنا الأمور عند مرحلة وضع المال في الخزينة أو البنك، أو تعليق الشهادات على الحائط، أو الجُلوس على كُرسي السلطة والنفوذ، أو الارتباط بمن نُحب.

فهذا ليس نهاية المطاف، هذا هو المرحلة قبل الأخيرة، أما آخر مرحلة، فهي الاستمتاع بالهدف الذي وصلنا إليه، فلو لم تتحقق المرحلة الأخيرة، بات الحُلم بلا نهاية، وبلا منطق، وبلا معنى، فما قيمة أن تبني القصر ولا تعيش فيه.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة