"بلازما الدم" استطاعت مؤخراً أن تحقق نتائج جيدة فى علاج بعض الحالات المتأخرة من مصابى فيروس كورونا المستجد، بعد أن يتم سحب عينات دم من أحد المتعافين من "كورونا" ويتم نقل بلازما الدم المتعافى للمصاب فيستطيع المصاب أن يقاوم خلايا الفيروس، كما تحاول "الصحة" إيجاد حلول أخرى لحماية المصابين من هذا المرض.
وفى أسوان، بعد أن حققت التجربة الأولى نجاحاً كبيراً وكان نصيبها أن يتعافى مريض قبطى بواسطة دم مسلم، لتضرب بذلك هذه التجربة أروع أمثال الوحدة الوطنية بين صفوف المصريين، ثم جاءت التجربة الثانية لأحد الشباب من محافظة أسوان الذى قرر ألا يبخل على زملائه المصابين الذى كان واحداً منهم بالأمس قبل أن يتعافى فى التبرع ببلازما الدم لأى محتاج منهم دون النظر إلى ديانته أو لونه أو محل إقامته.
الشاب عبد العزيز
عبد العزيز السيد عبد العزيز محمدين، شاباً يبلغ من العمر 31 سنة، ويقيم بمحافظة أسوان، يعمل فى القطاع السياحى، وكان واحداً من المصابين بفيروس كورونا المستجد وتم حجزه بالحجر الصحى داخل مستشفى بأسوان يوم 20 أبريل الماضى، ثم تعافى وخرج بعد أيام قضاها داخل الحجر الصحى.
قال عبد العزيز لـ"اليوم السابع": تلقيت اتصالاً من الطب الوقائى بمحافظة أسوان، يسألونى عن رغبتى فى التبرع بالدم بعد مرور نحو 24 يوماً على خروجى من الحجر الصحى وتعافى من الإصابة، وهو الأمر الذى أجد فيه تردداً ووافقت على الفور، وذلك لأنى عشت أيام فى الحجر الصحى كانت صعبة على أى إنسان نظراً لظروف العزلة والمرض حتى أكرمنى الله وتعافيت من هذا المرض المستجد.
وتابع ابن محافظة أسوان، بأنه توجه إلى مستشفى أسوان الجامعى لسحب عينات الدم، وبعد أن تأكدوا من سلامة جميع العينات بعد أن أجروا له تحاليل كاملة متعلقة بصورة دم كاملة وفحص فيروس C ثم فصل الدم على جهاز البلازما، مشيراً إلى أن تكلفة التبرع هذه قد تصل إلى نحو 5 آلاف جنيهاً، ولكنهم أجروها بالمجان كاملة.
سحب بلازما الدم من متعافى كورونا
وأكد "عبد العزيز"، أن لا يلتفت إلى من سيكون له نصيب من دمه، ولكنه ابتغى بذلك العمل الأجر والثواب من الله ، بعد أن نذر لله وهو داخل الحجر يعالج، إذا شفاه الله من مرضه سيتبرع بدمه لأى إنسان يحتاجه أى كان ديانته أو نوعه أو لونه، خاصة أنه سمع بتجربة "بلازما الدم" وهو داخل المستشفى، وعلق قائلاً: "لو طلبوا منى ألف تبرع لوافقت".
الدكتور مصطفى أبو المجد، مدير الطب الوقائى بالإدارة الصحية بأسوان، أضاف أن إدارة الطب الوقائى بمديرية الشئون الصحية بأسوان، قامت بأخذ عينات دم ببلازما من المتعافين من الفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وذلك لعلاج الحالات الحرجة، داخل مستشفى بأسوان "الحجر الصحى"، تنفيذا لتوجيهات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، وبإشراف من الدكتور إيهاب حنفى وكيل وزارة الصحة بأسوان.
وأوضح الدكتور مصطفى أبو المجد، لـ"اليوم السابع"، بأن أحد المتعافين من فيروس كورونا، من مدينة أسوان، تبرع بعينات دم بلازما، وذلك للمساهمة فى علاج الحالات الحرجة المصابة بالفيروس، مشيراً إلى أن المتعافى كان مصاباً بفيروس كورونا، وعقب تقديم دعوة له، لم يتأخر وعلى الفور ذهب إلى المستشفى وقدم تبرعه، كما أنه أبدى استعداده أن يتبرع مرات أخرى.
وأشار الدكتور "أبو المجد"، إلى أن أخذ عينات البلازما يتم داخل معمل الدم بمستشفى أسوان الجامعى، وبعد الانتهاء من أخذها على الفور يتم فصلها، ثم تتوجه هذه العينات إلى مستشفى بأسوان "الحجر الصحى"، ويتم تقديمها للمرضى من الحالات الحرجة.
مستشفى أسوان التخصصى
ومن جانبه، قال الدكتور نجيب نجيب، مدير الطب الوقائى بالإدارة الصحية بأسوان، إنه فى إطار التعاون بين مديرية الشئون الصحية والمجلس الأعلى للجامعات، يتم فصل البلازما فعليا بأحدث الأجهزة المعملية cell separator ، والذى يفصل البلازما من دم المتعافى بأعلى جودة وبكمية كبيرة غير مضرة بالمتبرع إطلاقا.
ولفت الدكتور نجيب نجيب، إلى أنه فى هذا الإطار فإن المجلس الأعلى للجامعات مشكورا يتحمل جميع النفقات البحثية والتى تزيد عن ٥٠٠٠ جنيه للمرة الواحدة، كما أن هذا الجهاز يتيح للمتبرع التبرع مرة أخرى خلال ١٠ أيام، وكل مرة يتم الاستفادة بالبلازما لعلاج ٢ مرضى، مؤكداً أنه مع مواصلة الأبحاث سننتقل لمرحلة ٣ مرضى، موضحاً بأن البلازما تستخدم من خلال بروتوكول علاجى كانت قد صدقت عليه وزارة الصحة ووفرت كافة الأدوية الموجودة به.
وتهيب إدارة أسوان للطب الوقائى، بالمواطنين بالالتزام بالبيت حفاظا على حياتهم، وستعلن عن تفاصيل مباشرة لنتائج البروتوكول وتفاصيل التعاون المثمر بين أطباء مصر والولايات المتحدة.
وكانت مستشفى "الحجر الصحى"، شهدت التجربة الأولى من دم بلازما، حيث بادرت أسرة مسلمة صاحبها يدعى "محمد عبد الفتاح" بالتبرع بالدم لإنقاذ حياة مريض قبطى من قساوسة الكنيسة بمحافظة قنا، يدعى القمص "بيشوى ويا"، والذى يتلقى العلاج داخل غرفة العناية المركزة بالحجر الصحى لمصابى فيروس كورونا بأسوان، عن طريق تجربة علاج البلازما الجديد.
والجدير بالذكر أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، أعلنت بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد ببلازما المتعافين من الفيروس، وذلك لعلاج الحالات الحرجة، وأفادت وزارة الصحة، فى بيان لها، أنها قامت باستخلاص بلازما لعدد من المرضى المتعافيين، حيث تم إجراء التحاليل الخاصة بأمان البلازما بعد استخلاصها، بالإضافة إلى إجراء قياس لمستوى الأجسام المضادة بالبلازما.